لبنان: الخلاف على استقالة الحكومة يعمق الانقسام

حوري لـ «الشرق الأوسط»: لا يمكن التعايش مع حكومة تغطي قتلة رفيق الحريري ووسام الحسن

TT

يسلك السجال اللبناني القائم بين المعارضة المتمثلة في قوى «14 آذار» من جهة، والموالاة المتمثلة في فريق «8 آذار» من جهة ثانية، منحى تصعيديا بسبب تمسك المعارضة باستقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على خلفية اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، قبل البحث بأي أمر آخر، ورفض الموالاة هذا الطلب ما لم يحصل اتفاق مسبق على الحكومة الجديدة على طاولة الحوار تجنبا للوقوع في الفراغ، وهو ما يبقي المؤسسات الدستورية، خصوصا المجلس النيابي، في حالة من الشلل.

في هذا الوقت، أوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري أن «أساس المشكلة هو أن هذه الحكومة أتت بانقلاب من خلال قرار اتخذه المحور السوري - الإيراني، ونفذه (حزب الله) من خلال القمصان السود». وأكد حوري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الحكومة فشلت فشلا ذريعا على الصعد الاقتصادية والسياسية والمعيشية، ووصلت إلى الأسوأ من خلال تغطيتها للانكشاف الأمني في جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن». وقال: «هذه الحكومة تضم داخل مكوناتها من يغطي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري (حزب الله) الذي يرفض تسليم المتهمين في هذه الجريمة إلى المحكمة الدولية، وإذا كان من الممكن أن يتمتعوا بقرينة البراءة لو تم تسليمهم، فإنه مع عدم تسليمهم باتت قرينة الإدانة ملتصقة بهم».

وشن حوري هجوما عنيفا على الحكومة، معتبرا أنها «تضم من يحمي متهما بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، وتضم من يغطي النظام السوري في جامعة الدول العربية وفي الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن الدولي، وتضم أيضا من حرض على قتل اللواء وسام الحسن سواء بتهديده بأنه سيتفحم (النائب ميشال عون) أو أن نهايته اقتربت.. هذه الحكومة ضربت تسوية الدوحة، كما ضربت المعايير الوطنية في اتفاق الطائف، لكل هذه الأسباب؛ قلنا، ونكرر، إن الحكومة يجب أن تسقط اليوم قبل الغد، وكلما استمرت، ذهب البلد إلى مزيد من السلبيات».

ورأى حوري أنه «عندما يتحدث فخامة الرئيس (الجمهورية ميشال سليمان) وكل القوى السيادية عن شكل الحكومة الجديدة، فهذا يعني أنهم أقروا بأن مفعول هذه الحكومة انتهى. أما شكل الحكومة الجديدة، فنحن نطرح حكومة حيادية إنقاذية لا تكون خاضعة لا إلى (14) ولا إلى (8) آذار، مهمتها نقل البلد من الحال القائمة إلى وضع أفضل، وأن تشرف على الانتخابات البرلمانية المقبلة (في الصيف المقبل). وفي ضوء الانتخابات، من يفوز يحكم».أما عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ألان عون، فاعتبر أن «أفق كل ما يحصل هو تسوية جديدة بين اللبنانيين قد تسبق كل الاستحقاقات المقبلة، لأن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه الآن». وقال عون لـ«الشرق الأوسط»: «هناك فريق في الحكم قادر على أن يحكم لوحده، لكنه لا يريد الطلاق والقطيعة مع الفريق الآخر، وعلى المعارضة أن تدرك أنه لا يمكن الاستمرار في القطيعة، ولذلك، فإن كل هذا الجو قد يرتب لتسوية شاملة تعيد ترتيب الخلافات القائمة بين الفريقين».

بدوره، أكد أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان أن «أي خلاف سياسي يجب أن لا يبعد بين اللبنانيين في القضايا الوطنية». واعتبر أن «الوصول إلى أي حكومة جديدة لا يمكن أن يتم إلا بالحوار».

وأشار البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الأحد، إلى أن «السنة يعتبرون أنفسهم مستهدفين، وهم بالفعل كذلك.. اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن، وهذا ما يتسبب بموجة عارمة من التنديد والمطالبات وظهور موجة راديكالية على حساب المعتدلين وهم الأكثرية».