آلات الاقتراع لا تزال تشكل هاجسا وآلاف المحامين لمراقبة مراكز التصويت

بعد مشكلة عدم إحصاء آلاف الأصوات في فلوريدا

TT

لا يريد أحد التفكير في ذلك، ولكن نتائج الانتخابات الرئاسية 2012 يمكن أن تشوبها مشكلات سببها آلات الاقتراع.. مرة أخرى.

فبعد 12 عاما من مشكلة بطاقات فلوريدا الانتخابية التي تسببت في عدم إحصاء آلاف الأصوات في هذه الولاية المهمة، يتحدث بعض الخبراء عن مخاوف مماثلة تتعلق بتكنولوجيا الاقتراع. نشر المرشحان إلى البيت الأبيض باراك أوباما وميت رومني آلاف القانونيين في مراكز التصويت في سائر أرجاء البلاد لكشف أقل مخالفة في يوم الانتخاب بغية تفادي السيناريو الكارثي في انتخابات عام 2000. ففي ذلك العام أعلن جورج دبليو بوش فائزا في السباق إلى البيت الأبيض بعد أكثر من شهر من الاقتراع، على أثر إعادة تعداد الأصوات في فلوريدا على الرغم من هزيمته على صعيد التصويت الشعبي.

وعلق دوغلاس جونز عالم الكومبيوتر في جامعة أيوا الذي شارك في تأليف كتاب نشر هذا العام تحت عنوان «الصناديق المكسورة» بقوله: «لست متأكدا من أننا أحرزنا تقدما منذ عام 2000». ويضيف: «لقد بذلنا جهدا خارقا لتغيير أنظمة الاقتراع، ولكن في الكثير من الحالات تخلينا عن تلك الأنظمة بسرعة كبيرة، واستبدلناها بأنظمة لم تخضع لفحوص كافية».

وقال جونز إن عمر التكنولوجيا في بعض آلات الاقتراع أصبح يقترب من العشرة أعوام ويجب تحديثها. وبعض الأنظمة تعاني من عيوب أمنية أو ربما لا تسمح بالقيام بإعادة الفرز أو التدقيق. وأضاف: «كلما اقتربت الانتخابات، تصبح جميع نقاط الضعف واضحة».

وقال: «أتوقع أن الناس سيطرحون تساؤلات عن حدوث مخالفات في بعض الولايات التي تتقارب فيها النتائج». وتنصب معظم الانتقادات على آلات الاقتراع ذات الشاشات التي تعمل باللمس والتي تفتقر إلى إمكانية الطباعة على الورق». ويتوقع أن يستخدم نحو 25 في المائة من الأميركيين أجهزة الاقتراع الإلكترونية التي لا يستخدم فيها الورق، طبقا لمنظمة «فيريفايد فوتنغ» المتخصصة في التأكد من عمليات التصويت.

وجاء في تقرير أعدته مجموعتان ناشطتان من كلية الحقوق في جامعة روتغيرز في وقت سابق من هذا العام أن الأنظمة المستخدمة في 20 ولاية إما «غير كافية» وإما تحتاج إلى تحسين.

وأضاف التقرير أن ذلك يشمل 16 ولاية تستخدم آلات دون أوراق في بعض أو جميع مناطقها. وصنف التقرير الأنظمة في ست ولايات على أنها «جيدة» و24 بأنها «جيدة بشكل عام».

ورأى ثاد هول، خبير العلوم السياسية في جامعة يوتاه والباحث في معهد «فوتنغ تكنولوجي بروجكت»، أن الدمار الذي خلفه إعصار ساندي أضاف عاملا آخر للقلق من الآلات.

وقال إن «انقطاع الكهرباء يعني أن آلات الاقتراع ستعمل طالما بقيت بطارياتها عاملة! كما يعني أن الناخبين الذين يقترعون بواسطة بطاقات الاقتراع لن يتمكنوا من استخدام آلات المسح لتحديد الأخطاء في تلك البطاقات».

كما أن الدمار يعني أن «بعض الناخبين لن يتمكنوا فعليا من التصويت لأنه تم إجلاؤهم من مناطقهم التي يصوتون فيها، ولا توجد إمكانية للتصويت عن بعد».

وقال هول إن العاصفة ربما كان لها تأثير كبير على أنصار الرئيس باراك أوباما مما يخلق مخاطر سياسية جديدة حتى لو تمكن أوباما من الحصول على أصوات هذه الولايات الشمالية الشرقية.

وأضاف أن انخفاض عدد الناخبين «قد لا يعني أن أوباما لن يفوز في المناطق المتضررة، ولكن يمكن أن يؤدي إلى إعادة لما حدث في انتخابات 2000 وهو فوز الرئيس بأصوات المجلس الانتخابي، ولكن ليس بالتصويت الشعبي». وأظهر تقرير أعده الشهر الماضي مشروع «فوتنغ تكنولوجي بروجكت»، وهو مشروع مشترك بين معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن بعض أنظمة الاقتراع الإلكترونية سجلت نسبة أخطاء مساوية لنسبة أخطاء بطاقات الاقتراع العادية.

وأظهر التقرير أن ما بين 4 و6 ملايين صوت «ضاعت» في انتخابات 2000، وأنه رغم تحقيق بعض التقدم منذ ذلك الوقت، فإنه من غير المؤكد أن هذه الأخطاء لن تتكرر.