الجلد ينافس الحرير في عالم الأزياء

طوعه المصممون وجعلوه أكثر خفة وجمالا وألوانا

TT

أصبح الجلد خامة سائدة، مثله مثل الحرير أو الدانتيل أو الكشمير والصوف بعد أن طوعه المصممون وجعلوه أكثر خفة وجمالا وألوانا. فهذه الخامة مرت بعدة مراحل عبر التاريخ قبل أن تكسب القلوب، وتتخلص من إيحاءاتها التي كانت مرتبطة، إلى حد كبير، بسائقي الدراجات النارية وثقافاتهم، فضلا عن مغني الروك آند رول ومفهوم الماسوشية والسادية في بعض الأوساط.

لكن، إذا كانت هناك أي إيحاءات مثيرة للغرائز فيه الآن، فهي أنثوية وراقية بدليل ما تقدمه «هيرميس» و«غوتشي» و«بوتيغا فينيتا» و«ديور» و«لويفي»، وغيرها من بيوت الأزياء العالمية التي تتوجه لامرأة نخبوية وثرية على حد سواء. وإذا كان تنسيقه في السابق يتطلب الكثير، فإنه الآن لا يحتاج سوى بعض الذوق والبساطة. فمثلا بنطلون من الجلد لا يحتاج سوى إلى «تي شيرت» أو كنزة صوفية لتكتسب الإطلالة أناقة لا يعلى عليها. وهذا ما أكسبه أيضا مرونته التي بدأت تنافس، في الكثير من الحالات، بنطلون الجينز، مع فرق بسيط أنه أكثر جاذبية وأنوثة، إذا كان بنوعية جيدة. حتى في مناسبات المساء والسهرة، يمكن تنسيقه مع جاكيت «توكسيدو»، وها أنت مستعدة لمواجهة غريماتك في سباق الأناقة، وأنت واثقة ومتأكدة من أنك ستخرجين منها منتصرة.

يقول جوهان ليندبورغ، من شركة «بي إيل كي دي إن إم»، المشهورة بجاكيتات الجلد المستوحاة من سائقي الدراجات النارية والبنطلونات الجلدية الضيقة، إن انتشار هذه الخامة يعكس تغير الأدوار. فالمرأة أصبحت أكثر استقلالية وثقة، مما يجعلها تميل إلى ارتداء ما يعكس قوتها هذه، وليس هناك أفضل من الجلد ليقوم بهذه المهمة. ويضيف أن المرأة تبدو جذابة في أي قطعة من الجلد حتى في المناسبات الكبيرة، مشيرا إلى الممثلة كريستين ستيوارت التي تألقت في شهر مايو (أيار) الماضي بفستان من «بالنسياجا» بثنايا تتخللها قطع من الجلد بألوان مختلفة، في حفل متحف المتروبوليتان بنيويورك.

كانت هناك الكثير من الخدع البصرية، على شكل جيوب وأحزمة من نفس الخامة، لكن تبقى الفساتين والمعاطف الخفيفة أجمل ما في هذه التشكيلة. فإلى جانب وزنها الخفيف الذي كانت تؤكده حركته، فإن تصاميم الفساتين كانت جد ناعمة، خصوصا أن تقنيات الليزر لعبت فيها لتنتج مخرمات جعلته يأخذ شكل دانتيل، رصع بعضها بأحجار كريستال.

وإذا كان الجلد جزءا من جينات «هيرميس»، «بوتيغا فينيتا» و«لويفي»، بحكم أنهم تأسسوا كشركات متخصصة بالمنتجات الجلدية من سروج وحقائب سفر وغيرها، فإن الكثير من بيوت الأزياء الأخرى التحقوا بها في المواسم الأخيرة، بدءا من «سان لوران» إلى «لانفان»، «ديور» وغيرهم، مما شجع على انتعاشه. فمصممو هذه البيوت نجحوا في ترويضه وجعله سهلا وخفيفا على العين، وبالتالي قابلا للتسرب إلى شوارع الموضة، ومنها إلى خزانات المرأة التي لا تمتلك الإمكانات العالية لشراء ماركات عالمية تقدر القطعة فيها بما لا يقل عن 2000 دولار أميركي، وليس أدل على هذا من محلات «زارا» التي طرحته على شكل تنورات ببليسيهات حينا ومزجته حينا آخرا بخامات أخرى ليقتصر على أكمام معطف من الصوف مثلا، أو الجزء الأمامي من كنزة وهكذا.