«الوزارية العربية» المعنية بسوريا تجتمع في 12 من الشهر الحالي لبحث مستجدات الأزمة

العربي التقى الإبراهيمي للتشاور قبل الاجتماع مع وزير خارجية روسيا.. والقاهرة مقر دائم للمبعوث

سوريون يفرون من قصف طائرات النظام على الشمال الشرقي من مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت الجامعة العربية أمس أنه تقرر عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر بمقر الجامعة يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وعقد الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي اجتماعا مع المبعوث الأممي - العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بمقر الأمانة العامة للجامعة أمس، وذلك قبل لقائهما مع وزير خارجية روسيا سيرغى لافروف، في القاهرة لبحث الأزمة السورية.

وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية، إن لقاء العربي والإبراهيمي، جاء بهدف التشاور وتنسيق المواقف العربية قبل الاجتماع مع لافروف، الذي تتبنى بلاده موقفا مغايرا، حيال الأزمة السورية.

وأضاف المصدر، أن العربي والإبراهيمي، يبحثان مع لافروف الوضع الراهن في سوريا، ومحاولة الوصول إلى بلورة رؤية مشتركة، أو خطة جديدة يمكن البناء عليها في حل الأزمة في سوريا، خاصة مع تفاعلات الموقف الأميركي السلبي من «المجلس الوطني السوري»، الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والمبادرة التي أطلقها النائب السابق والمعارض رياض سيف، التي أكدت مصادر مطلعة أنها مدعومة أميركيا، ومن دول خليجية وفرنسا.

وتهدف زيارة لافروف إلى القاهرة، إلى الاطلاع على مواقف مصر والجامعة العربية، بشأن الأفكار المطروحة، للتوصل إلى الحلول للأزمة السورية.

إلى ذلك، أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يصل إلى الأردن اليوم الاثنين لإجراء محادثات حول الأزمة السورية، وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة للصحافيين في الكويت إن لافروف «سيزور الأردن غدا (الاثنين) وبعد غد» لبحث الأزمة السورية. وشدد جودة على ضرورة «استمرار التواصل والحوار مع روسيا»، فذلك، وفق قوله، «جزء من الجهود الدولية لوقف القتل في سوريا».

وأكدت الجامعة العربية على لسان نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلي، على استمرار الجهود والتحركات الدبلوماسية، التي تجريها الجامعة للتعامل مع الوضع في سوريا. ووصف بن حلى الأوضاع الحالية في سوريا بأنها غير مقبولة وأنها دخلت مرحلة النفق المظلم و«نسعى إلى إيجاد مخرج من هذا النفق». ومن المقرر أن يلتقي لافروف مع نظيره المصري محمد كامل عمرو اليوم (الاثنين) لتبادل الآراء حول تداعيات خطورة الأزمة السورية.

من جانبها، أعلنت الجامعة العربية أنه تقرر عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم يوم 12 من الشهر الحالي، وذلك قبيل الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بكامل هيئته. وصرح السفير جمال محمد الغنيم مندوب دولة الكويت لدى الجامعة أن أمانتها العامة أبلغت مندوبيات الدول العربية أمس بموعد الاجتماع الوزاري، وذلك لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في سوريا ميدانيا وسياسيا وإنسانيا، في ضوء جهود الإبراهيمي ونتائج زيارته إلى كل من موسكو وبكين.

وأضاف الغنيم أن الإبراهيمي سيقدم تقريرا إلى وزراء الخارجية العرب حول الآفاق المستقبلية للأزمة السورية وأفكاره ورؤيته للتعامل مع الأزمة في ضوء مشاوراته في موسكو وبكين. وأكد الغنيم أن اجتماع اللجنة المقبل سيقوم بإعداد توصيات ومقترحات لرفعها إلى وزراء الخارجية العرب في اليوم نفسه، لإصدار قرار يتضمن الرؤية العربية للتعامل مع الأزمة السورية في ضوء فشل هدنة إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى، ونتائج اجتماعات المعارضة السورية الأخيرة في تركيا والأردن وقطر.

في غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن الإبراهيمي رفض الإدلاء بتصريحات في مقر الجامعة العربية ظهر اليوم عقب لقائه مع العربي، مشيرة إلى أن الإبراهيمي سيمكث في القاهرة باعتبارها مقرا دائما له ولمعاونيه؛ غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني السابق، ومختار لماني مبعوث الجامعة العربية لدى العراق سابقا، للتباحث معهما حول آليات المرحلة المقبلة بالنسبة للأزمة في سوريا، ومشاركته في اجتماع اللجنة العربية المعنية بسوريا، ومتابعة ما يدور علي الساحة العربية والدولية بالنسبة لمؤتمرات المعارضة التي تستضيفها بعض العواصم العربية والإقليمية ومنها مؤتمر الدوحة.

وحددت القاهرة مقرا لعمل الإبراهيمي في القاهرة «قصر الأندلس»، وهو المقر الذي استخدم مقرا للجنة العليا للانتخابات في السابق، كما كان مقرا لاستضافة عدد من الرؤساء ضيوف مصر ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

من جهة أخرى، قال مصدر مسؤول لوكالة الأنباء الألمانية إن العربي سيقوم بزيارة قصيرة إلى الأردن اليوم «يجرى خلالها مباحثات مهمة في العاصمة عمان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول سبل دعم الطلب الفلسطيني الخاص بالحصول على وضع عضو غير كامل العضوية لدى الأمم المتحدة». مشيرا إلى أن العربي سيلتقي أيضا مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة لبحث آخر تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وفي مقدمتها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية. ومن المقرر أن يتوجه العربي في ختام زيارته للأردن إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر المعارضة السورية، الذي ينظمه «المجلس الوطني السوري»، بمشاركة شخصيات عربية ودولية.