اشتباكات عنيفة في دمشق وتعزيزات عسكرية بعد قصف مواقع استراتيجية

أنباء عن مغادرة الأسد وعائلته العاصمة وأضواء القصر الجمهوري أطفئت لأول مرة منذ 1973

طفل سوري يلقي نطرة من باب منزله بمدينة دمشق القديمة في لحظة هدوء مؤقت للقصف والاشتباكات أمس (أ.ف.ب)
TT

بقيت العاصمة السورية دمشق مركز الثقل في الأحداث السورية، خصوصا بعد قصف كتيبة من الجيش السوري الحر للمواقع السياسية والعسكرية الاستراتيجية، ومنها القصر الجمهوري، ومقر رئاسة الوزراء ومطار المزة، ومن أبرز تداعيات قصف هذه المواقع، الأنباء السائدة عن مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للقصر الجمهوري ونقل عائلته من منطقة أبو رمانة الواقعة في وسط العاصمة دمشق. وأفادت معلومات أن «الأسد وجميع أفراد عائلته غادروا فجر أمس القصر الرئاسي إلى جهة مجهولة بعد قصف الجيش الحر للقصر بعدد من قذائف الهاون». وأعلن ناشطون أن «قوات الحرس الجمهوري أغلقت أمس الشارع الذي يربط منطقتي الطلياني وأبو رمانة (ساحة المدفع) وسط انتشار كثيف للحرس الجمهوري في المنطقة لتأمين إخلاء عائلة الأسد من المنطقة وعدد من المسؤولين الكبار». وأكد الناشطون أن «جميع أضواء القصر الجمهوري قد أطفئت لأول مرة منذ عام 1973 بعد استهداف الثوار (أول من أمس) للقصر بقذائف الهاون».

في هذا الوقت، أعلن المسؤول في «اتحاد تنسيقيات الثورة» في دمشق أبو محمد مرعي، عن «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوري الحر، والجيش النظامي في شارع الزاهرة القديمة في حي الميدان، كما دارت اشتباكات مماثلة في حي المزة». وأكد مرعي لـ«الشرق الأوسط» أن «مدفعية النظام دكت المنطقة الجنوبية لدمشق، لا سيما أحياء نهر عيشه والقدم وكفرسوسة، كما سقطت عدة قذائف في حي الميدان بالتزامن مع تحليق كثيف لطيران الميغ فوق العاصمة على علو متوسط». مشيرا إلى أن «قوات النظام نفذت حملة دهم واعتقالات في حي القابون واقتحمت منطقة ركن الدين ونفذت اعتقالات واسعة». مشيرا إلى أن «معظم أحياء دمشق باتت أشبه بثكنات عسكرية، بسبب الانتشار الواسع للجيش وقوات الأمن والشبيحة، لا سيما بعد القصف الذي طاول قصر الرئيس». مؤكدا أن «الحرس الجمهوري ينتشر بشكل غير مسبوق وقطع كل الطرق التي تؤدي إلى القصر الجمهوري، وكأنه بات متخوفا من عملية عسكرية للجيش الحر من أجل تحريره والسيطرة عليه».

أما «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، فأوضحت أن «أكثر من 95 شخصا قتلوا (أمس) بنيران القوات النظامية بينما تواصلت الاشتباكات والانفجارات في العاصمة دمشق لليوم الرابع على التوالي». وأوضحت الشبكة أن «معظم قتلى الخميس سقطوا بالعاصمة وريفها أما الباقون فتوزعوا على درعا والرقة، وحمص وحلب ودير الزور وإدلب». في حين اتهمت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) من سمتهم الإرهابيين بقصف الحي الواقع في غرب العاصمة، الذي يضم عددا من السفارات والمراكز الأمنية. مشيرة إلى أن «ثلاث جثث إحداها تعود لامرأة نقلت إلى مستشفى يوسف العظمة في دمشق».

وفي حلب قصفت قوات النظام أحياء عدة، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر «سيطر على كتيبة للدفاع الجوي قرب حندرات بريف حلب». وذكرت «الهيئة العامة للثورة» أن «اشتباكات دارت بين الجيشين الحر والنظامي بمنطقة الليرمون قرب فرع المخابرات الجوية في حلب المدينة». وبحسب اللجان فقد «دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في حي الملعب بمدينة درعا، ونفذت القوات حملة دهم واعتقالات في بلدة الحارة كما قتل عدد من الأشخاص خلال اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة داعل التي تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية». وأشار ناشطون إلى أن «الوضع الإنساني في درعا صعب للغاية ومتدهور، وهناك نقص حاد في كل شيء، لا سيما أن النظام يتعمّد استهداف الكوادر الطبية والجرحى».