الحركة الشعبية في شمال السودان تعلن إسقاطها طائرة «أنتنوف» تابعة للجيش السوداني

حكومة الخرطوم تبدي التزامها باتفاقها مع الجنوب

TT

أكد متمردون في ولاية جنوب كردفان السودانية المضطربة أمس أنهم أسقطوا طائرة حكومية من طراز «أنتنوف» قرب الحدود مع دولة الجنوب بعد غارة على قرية أسفرت عن سقوط قتيل.

وقال أرنو نقوتلو لودي، المتحدث باسم الحركة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط»، أن مدفعية تابعة لقوات حركته أسقطت طائرة «أنتنوف» من سلاح الجو السوداني مساء أمس شرق بحيرة الأبيض (جاو). وأضاف أن الطائرة كانت تقوم بقصف في مناطق بجبال النوبة في ولاية جنوب كردفان قبل أن تقوم مدفعية الجيش الشعبي بإسقاطها، مشيرا إلى أن الطائرة العسكرية أسقطت 8 قنابل في مدينة كاودا، معقل الجيش الشعبي، وفي مدينة هيبان، أدت إلى مقتل مواطن وجرح آخرين، وفي قرية كابيلا أدت إلى مقتل طفل. وقال إن عددا آخر من القنابل سقطت في بلدة سلارا، مؤكدا أن قواته نجحت في تدمير طوف تابع للقوات الحكومية، وأنها قتلت 10 من الجنود وجُرح 18 آخرون، وأن أحد مقاتلي الحركة قتل في المعركة وجرح جنديان آخران. وقال إن قواته استولت على معدات عسكرية وسيارات دفع رباعي على الطريق الرابط بين كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان والدلنج ثانية كبرى مدن الولاية. وأضاف أن بقية قوات الحكومة فروا إلى داخل مدينة الدلنج. ولم يتسن التأكد من المتحدث باسم الجيش السوداني حول حقيقة إسقاط الطائرة.

واعتبر لودي أن تكرار الخرطوم بربط الحركة الشعبية في الشمال مع دولة جنوب السودان ذر للرماد في العيون. وقال إن الحرب في جنوب كردفان بدأت قبل استقلال جوبا. وكانت أول اجتماعات بين دولتي السودان وجنوب السودان قد فشلت أول من أمس في جوبا، والتي خصصت لمتابعة تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية بين البلدين، حيث تطالب الخرطوم دولة جنوب السودان بفك الارتباط بينها وبين الحركة الشعبية في الشمال، غير أن حكومة الجنوب ترفض الربط بينها وبين الحركة في الشمال، وتعتبر أن القضية تخص دولة الشمال.

إلى ذلك، قالت قوات حفظ السلام إنها وجدت منازل محترقة وحيوانات نافقة وذخيرة على الأرض في قرية بمنطقة دارفور تفيد مزاعم بأن قوات موالية للحكومة السودانية هاجمتها الأسبوع الماضي. وأعطى التقرير وصفا مقربا نادرا للصراع بالمنطقة النائية، حيث يطالب متمردون بنفوذ سياسي واقتصادي أكبر للأقليات العرقية التي حملت السلاح في عام 2003.

وغالبا ما يكون من الصعب التحقق من الأحداث في دارفور بسبب منع الصحافيين من الدخول. وقالت قوات حفظ السلام في بيان في وقت متأخر أول من أمس إن فريقا تابعا لبعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور ذهب إلى قرية سيجيلي الثلاثاء الماضي وجد القرية مهجورة تماما مع وجود آثار واضحة على رحيل مفاجئ. وأضاف «لاحظ أيضا آثارا عدة على تدمير منازل وممتلكات وقتل حيوانات وحرق منازل. وعثر أيضا على ذخيرة في مواقع مختلفة بالقرية».

وعلى الرغم من تراجع العنف في دارفور بعدما وصل إلى أوجه في عامي 2003 و2004 فإن قتالا بين القبائل واشتباكات بين المتمردين والقوات الحكومية ما زالت تخيم على المنطقة.

من جهة أخرى، جددت الحكومة السودانية التزامها بتنفيذ اتفاقية التعاون التي وقعتها مع دولة جنوب السودان في العاصمة الإثيوبية، ودعت إلى تكثيف جهود تطبيق الاتفاقية لتطبيع العلاقات بين البلدين. واستمع مجلس الوزراء السوداني برئاسة النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه أمس لتقرير صلاح ونسي وزير الدولة بالخارجية، حول اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية بين البلدين، التي انعقدت في جوبا الاثنين الماضي واستمرت ليومين.

وقال عمر محمد صالح، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن تقرير «ونسي» ذكر أن الاجتماعات استعرضت آليات تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وأن الطرفين سيواصلان التفاوض في الخرطوم قريبا.