الرئيس الجزائري يستقبل المبعوث الأممي إلى منطقة الساحل لمناقشة أزمة مالي

وفد من حركة أنصار الدين في واغادوغو للتباحث مع الوسيط البوركينابي

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يستقبل المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى منطقة الساحل رومانو برودي في الجزائر أمس (رويترز)
TT

استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى منطقة الساحل رومانو برودي، وجرى اللقاء بوسط العاصمة الجزائرية في حضور وزير الخارجية مراد مدلسي، والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، عبد القادر مساهل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وكان برودي عين الشهر الماضي مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة الساحل؛ حيث كلف بتنسيق الجهود الأممية لوضع وتنفيذ استراتيجية جهوية مدمجة لمنطقة الساحل، كما يعتبر المسؤول عن تقديم إجابة فعالة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للأزمة المعقدة التي تؤثر على شعوب وبلدان المنطقة. ويضطلع برودي أيضا بمهمة دعم وتنسيق الالتزام الدولي لدعم الجهود التي تبذلها بلدان الساحل لحل الأزمة في مالي.

وفي غضون ذلك، وصل الجنرال سيكوبا كوناتي، الذي ترأس بنجاح المرحلة الانتقالية في غينيا، والمشرف باسم الاتحاد الأفريقي على إعداد تدخل عسكري في مالي، أمس، إلى واغادوغو لمقابلة رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتباحث الجنرال كوناتي عقب وصوله مع كومباوري وسيط الأزمة المالية المكلف من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)، على ما أفاد مصدر من الرئاسة للوكالة ذاتها. ويفترض أن يبحث معه «القضايا المرتبطة بتزامن التدخل العسكري والحوار الجاري حاليا» كما أفاد المصدر.

ووصل الجنرال كوناتي قادما من باماكو حيث شارك في أعمال خبراء ثم اجتماع قادة أركان جيوش غرب أفريقيا الذين أعدوا خطة لاستعادة شمال مالي الذي تحتله حركات إسلامية مسلحة.

ويفترض أن يناقش وزراء الخارجية والدفاع في مجموعة «سيدياو» «خطة العمليات المنسقة» اليوم (الجمعة) قبل اجتماع قادة الدول الأحد. وعندما تتم المصادقة عليها ستحال الخطة على الاتحاد الأفريقي الذي سيرسلها إلى مجلس الأمن «قبل 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي» على ما أفادت «سيدياو» أمس في بيان.

وفتحت بوركينا فاسو التي تدعو إلى حوار سياسي مفتوح قبل اللجوء إلى القوة ضد «الإرهابيين» مناقشات مع إحدى الحركات الإسلامية المسلحة في شمال مالي، وهي حركة أنصار الدين المتحالفة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. وأعلنت حركة أنصار الدين الثلاثاء في واغادوغو أنها ترفض «الإرهاب بكل أشكاله»، ودعت إلى الحوار مع سلطات باماكو محذرة من أن «يشعل» التدخل العسكري المنطقة برمتها. وبموازاة مع ذلك، وصل موفد من الحركة إلى واغادوغو قادما من الجزائر للمشاركة في مباحثات مع الوسيط البوركينابي في الأزمة المالية على ما أفاد مصدر من أنصار الدين أمس للوكالة الفرنسية.

وكان حمادة اغ بيبي يقود وفد أنصار الدين في الجزائر حيث تجري مفاوضات مع الجزائر وواغادوغو منذ أسبوع. وصرح مصدر قريب من قائد أنصار الدين، عياد اغ غالي أنه «وصل الليلة قبل الماضية إلى واغادوغو، وسيشارك في المباحثات» مع سلطات بوركينا فاسو، وسيط مجموعة غرب أفريقيا في الأزمة المالية. ويعتبر حمادة اغ بيبي نائب منطقة كيدال (شمال شرقي مالي) الذي يقال إنه مقرب من عياد اغ غالي، من المعتدلين. وبعد التباحث مع سلطات واغادوغو يتوقع أن يتوجه إلى أبوجا حيث سيعقد قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو) الأحد قمة للمصادقة على مخطط التدخل العسكري لتحرير شمال مالي.