الجيش المصري يدفع بتعزيزات للعريش وطائرة لـ«حفظ السلام» تراقب وصولها

مقطع مصور لـ«جماعة أنصار بيت المقدس» كشف عن وجود مقاتلين عرب في سيناء

TT

دفع الجيش المصري بتعزيزات جديدة من القوات والآليات إلى مدينة العريش أمس، عقب تعرض قوات من الشرطة لهجومين الأسبوع الحالي، الأول أسفر عن مقتل 3 من عناصرها وإصابة رابع، بينما أصيب مفتش بالأمن العام في الهجوم الثاني. وبثت جماعة أنصار بيت المقدس، وهي جماعة إسلامية متشددة تبنت عمليات ضد إسرائيل، مقطعا مصورا كشف عن وجود مقاتلين عرب في سيناء.

وقال مصدر أمني بشمال سيناء إن مدرعات وعربات مجنزرة وقوات عسكرية إضافية وصلت بالفعل مساء أول من أمس تمهيدا لبدء حملة جديدة من المداهمات وتأمين المنشآت الحيوية بسيناء. وأضاف أن أكثر من 50 عربة مدرعة ومجنزرة والمئات من رجال القوات المسلحة وصلوا على دفعتين؛ الأولى مساء أول من أمس والثانية صباح أمس، تحت إشراف طائرة تابعة لقوات حفظ السلام العاملة بسيناء.

ووصلت إلى سيناء للمرة الأولى كتل إسمنتية ضخمة ومتاريس حجرية لاستخدامها في إغلاق كافة مداخل ومخارج العريش عاصمة سيناء الشمالية في حالة وقوع أي هجمات أخرى على الأجهزة الأمنية بالعريش. وأضاف المصدر أن هذه الكتل ستستخدم أيضا في زيادة عمليات التأمين حول المقرات الأمنية ومديرية أمن شمال سيناء بعد ورود معلومات عن اعتزام عناصر جهادية مهاجمة هذه المقرات.

وكان الجيش المصري قد بدأ عملية موسعة قال إنها تستهدف تطهير المنطقة الحدودية من البؤر الإجرامية والمتشددين الإسلاميين الذين استهدفوا عناصره في أغسطس (آب) الماضي. وأثار استخدام الجيش لآلياته الثقيلة قلقا في إسرائيل التي وقعت مع مصر اتفاقية سلام عام 1979 حظرت على المصريين استخدام عتاد ثقيل في سيناء كما حددت نوعية وعدد القوات التي توجد بها.

وعلى صعيد، متصل كشف مقطع مصور جديد لجماعة أنصار بيت المقدس حمل اسم «سبيل الرحمن وسبيل الشيطان» عن وجود عناصر جهادية عربية داخل سيناء، إضافة إلى قيام إسرائيل بعمليات تجسس داخل سيناء لرصد تحركات العناصر المتشددة.

وتم تخصيص المقطع المصور للتعريف بإبراهيم عويضة الذي قتل في سبتمبر (أيلول) الماضي، وقالت الجماعة إن جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) كان وراء مقتله من خلال عملية نفذها أربعة من ضباطه بالتعاون مع ثلاثة من بدو سيناء.

وظهر خلال المقطع المصور شاب بدوي قال إنه يدعى منيزل سليمان البريكات وإنه من قرية الخريزة، واعترف بأنه تعاون لأكثر من عام مع الموساد الإسرائيلي دخل خلاله إلى إسرائيل أكثر من 12 مرة من أجل تلقي أموال تصل إلى 1500 دولار في الشهر، وإنه كان يتلقى تعليمات من ضابط إسرائيلي يدعى أبو سالم بشأن متابعة ورصد تحركات الجهاديين وكان من بينهم إبراهيم عويضة.

كما اعترف منيزل بأنه حصل على ثلاثة آلاف دولار قبل العملية التي قتل فيها عويضة، وأنه دخل الأراضي الإسرائيلية بناء على طلب ضابط الموساد الذي يتعاون معه، وأن هذا الضابط طلب منه قضاء ليلته في إسرائيل، وفي اليوم التالي اصطحب معه 4 من ضباط الموساد إلى منزل عويضة وقضوا ليلة لزرع شريحة بدراجته النارية.

ووجه منيزل الذي قطعت الجماعة رأسه بعد هذه الاعترافات رسالة للموساد مؤكدا أن في سيناء مجاهدين قادرين على الثأر لزملائهم. وعرض الفيديو المصور صورا لرأس منيزل. وكشف الفيديو عن قيام عويضة بعمليات رصد ومتابعة للحدود الإسرائيلية وهو يرتدي سترات عسكرية إضافة إلى وجود آخرين فيما يشبه معسكر تدريب يقومون بدراسة خطط وهم يرتدون ملابس عسكرية. وأوضح الفيديو أيضا وجود عناصر جهادية عربية داخل سيناء ويبدو أنهم من كبار قيادات الجهاديين، إذ يظهر في التصوير المرئي شخص يدعى أبو عبد الرحمن يتحدث بلهجة غير مصرية، بعد أن تم حجب ملامحه، عن العمليات التي خاضها ضد إسرائيل بمعاونة من وصفه برفيق الجهاد إبراهيم عويضة.

وقالت الجماعة أيضا خلال المقطع المصور إنها ستواصل عملياتها ضد الإسرائيليين انطلاقا من أرض سيناء. وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس التي تتخذ من شبه جزيرة سيناء مقرا، مسؤوليتها عن هجوم عبر الحدود أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي في سبتمبر (أيلول) الماضي.