ابن كيران يدعو إلى عدم التسامح مع مخالفي المرور مهما كانت مناصبهم.. ويهاجم المعارضة

قال: فقدت أخوين في حادثة سير.. و«حادثة حافلة ورزازات» كانت تستدعي استقالة حكومتي

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية يتحدث أمام مجلس المستشارين وبدا وراءه عزيز الرباح وزير التجهيز والنقل (تصوير: منير أمحيمدات)
TT

انتقد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية بشدة مداخلات نواب المعارضة بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان)، التي ربطت مبادرات الحكومة في مجال إصلاح قطاع النقل «بحسابات سياسية وانتخابية»، مؤكدا أن حزبه جاء لخدمة البلاد وليس للفوز بالمقاعد والمناصب. واستعرض ابن كيران، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية خلال الجلسة الشهرية المخصصة لمساءلته بشأن السياسات العامة للحكومة، والتي خصصت لقطاع النقل، عددا من الإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها للحد من حوادث المرور في البلاد، وهي الأعلى عربيا.

وقبل أن يعرض مستشارو الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض أسئلتهم حول قطاع النقل، وصفوا مداخلات رئيس الحكومة في الجلسات الشهرية السابقة بأنها «فضفاضة وعامة»، وطالبوه بتقديم أجوبة «مضبوطة وملموسة»، ورد ابن كيران بشكل لاذع بأنه رئيس للحكومة، عينه الملك محمد السادس، بعد حصول حزبه على أغلبية المقاعد، «وإذا رأى أحد منكم بأنه أفضل مني ما عليه إلا الفوز في الانتخابات المقبلة، وبعدها يأتي ليعلمنا كيف نجيب». من جهتهم، طالب نواب حزب الاستقلال المشارك في الحكومة، بمراجعة قانون المرور، علما بأن القانون وضعه كريم غلاب، وزير النقل السابق المنتمي إلى الحزب ذاته، والذي يشغل حاليا منصب رئيس مجلس النواب.

وأوضح رئيس الحكومة أن حوادث المرور بالمغرب يقع أغلبها داخل المدن، وتؤدي إلى وفاة أربعة آلاف قتيل سنويا، وعشرة قتلى يوميا، بمعدل قتيل وثلاثة مصابين كل ساعتين، «وهو ما لا يقع حتى في الدول التي تعرف الحروب»، على حد تعبيره.

وأشار ابن كيران إلى أن هذه الأرقام جعلت المغرب يحتل المرتبة الأولى عربيا والمرتبة السادسة عالميا في مجال حوادث المرور، التي تتسبب في ما يفوق 14 مليار درهم من الخسائر المادية.

ودعا ابن كيران إلى تكثيف المراقبة وتشديد الإجراءات العقابية، وطالب رجال الشرطة والدرك وجميع مراقبي الطرق بعدم التساهل مع مخالفي قانون المرور كيفما كانت مكانتهم الاجتماعية أو المناصب التي يشغلونها، بمن فيهم هو نفسه، مشيرا إلى أن «من يتسبب في قتل النفس يجب أن يحرم نهائيا من رخصة القيادة». وكشف رئيس الحكومة المغربية أنه شخصيا فقد أخوين له بسبب حوادث السير.

وتعليقا على نشر عبد العزيز رباح، وزير النقل، للوائح المستفيدين من رخص نقل المسافرين عبر المدن، قال ابن كيران إنه كان يفترض أن تلقى هذه الخطوة التشجيع إلا أنه «قامت القيامة بسببها»، مؤكدا أن الحكومة عازمة على حل مشكلات هذا القطاع، وطلب من الوزير رباح نشر لائحة المستفيدين من تراخيص مقالع الرمال (مناطق شاطئية تنقل منها الرمال)، التي يقال إن شخصيات نافذة تستفيد منها.

وتطرق ابن كيران، في معرض حديثه عن حوادث السير، إلى «حادثة تيشكا» التي وقعت في الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي، وراح ضحيتها 42 قتيلا كانوا يستقلون حافلة تربط مدينة ورزازات بمراكش (جنوب المغرب)، حيث هوت الحافلة في عمق وادٍ يقع بين جبال، واعتبرت من أسوأ الحوادث في تاريخ المغرب. وحمل ابن كيران مسؤولية الحادث الذي وصفه بأنه «مؤلم ومؤسف» إلى الدولة، مشيرا إلى أن الحافلة كانت مهترئة ومتهالكة وعجلاتها متآكلة وتقل أكثر من حمولتها من الركاب. وأضاف أن مثل هذه الحوادث كانت تستدعي استقالة الحكومة لولا أنه لم يكن قد مر سوى بضعة أشهر على تشكيلها.