رئيس مجلس شورى حركة النهضة: تونس تحتاج للأمن والتنمية والتهدئة الاجتماعية

حزب التحرير ينتقد زيارة قيادات سياسية تونسية سفارة أميركا للتهنئة بفوز أوباما

TT

قال فتحي العيادي، رئيس مجلس الشورى في حركة النهضة التونسية، إن البلاد في حاجة أكيدة إلى الأمن والتنمية والتهدئة الاجتماعية، ودعا الحكومة، التي يقودها حمادي الجبالي الأمين العام للحركة، إلى مصارحة الشعب التونسي بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد، والسعي إلى معالجة الأوضاع الشائكة في مختلف المجالات. وانتقد العيادي «الظواهر السلبية التي تقف وراء توتر الحياة السياسية» في تونس ما بعد الثورة.

وقال العيادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الضرورة تستدعي القضاء على كل مظاهر الانفلات الأمني، وكل أشكال العنف المرافق للحياة السياسية، وذلك من خلال فتح حوار وطني واسع بين مختلف القوى السياسية التي حملها جزءا من مسؤولية ما يقع من أحداث.

ودعا العيادي، من ناحية أخرى، إلى «تطبيق القانون على كل المتورطين في أعمال العنف أيا كان مصدره أو مرجعيته، وذلك على أساس المسؤولية الفردية، وفي إطار احترام حقوق الإنسان». وقال إن ظاهرة العنف تتطلب معالجة معمقة، ومن الواجب «الالتقاء بمن يمارسون العنف باسم الدين من أجل فهم لغزهم».

وزاد قائلا إن الاجتماع بهم قد يكون مفيدا من أجل تثقيفهم، وحمل من سماهم «أطرافا متشددة وأطرافا يسارية متشددة» مسؤولية ما وقع من أحداث في منطقة دوار هيشر غرب العاصمة التونسية بين سلفيين وقوات الأمن، وقال إن الغياب الأمني وقصور تدخله في بعض المناسبات قد يكون من بين أسباب تفشي مظاهر العنف في الشارع التونسي.

ودعا العيادي القوى السياسية التونسية كي «تتعالى عن خلافاتها»، على حد تعبيره، وأن تسعى بكل إمكاناتها نحو تأمين انتقال سلس نحو دستور نهائي ومؤسسات دائمة في البلاد.

واعتبر أن المصادقة على الموعد المقترح من قبل الائتلاف الثلاثي الحاكم لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يوم 23 يونيو (حزيران) 2013، قد يكون من بين الأسباب المؤدية إلى الانفراج السياسي. ودعا الحكومة وبقية القيادات السياسية إلى السعي لتثبيت خارطة عمل سياسي واضحة المعالم، وذلك عبر الإسراع بتشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وتحصين الحياة السياسية ضد عودة رموز التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (حزب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي).

من ناحية أخرى، انتقد رضا بلحاج، الناطق باسم حزب التحرير (حصل على الترخيص القانوني بعد الثورة وينادي بإقامة الخلافة)، القيادات السياسية التونسية التي زارت السفير الأميركي في تونس على أثر فوز باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية. وقال لوسائل إعلام محلية إن السياسيين المهرولين لتهنئة أوباما بالفوز قد أتوا «سلوكا مخزيا يرقى إلى مرتبة الخيانة»، إذا كان المقصود من ورائه تحقيق مكاسب سياسية أو إقامة علاقات سرية مع دولة غربية. وأضاف أن الأمر لا يليق ببلد ما بعد الثورة، ودعا الأحزاب السياسية التي زارت السفارة الأميركية في تونس إلى طلب ود الشعب التونسي بدلا من طلب ود أميركا التي صنفها في خانة «العدو للعرب والمسلمين». وقال إن الدولة تحتكر وحدها حق إقامة علاقات مع الدول الغربية.