«الصليب الأحمر» عاجز عن تلبية الاحتياجات.. ومنظمات سورية تتهم الحكومة بالاستيلاء على المساعدات

إدلبي لـ«الشرق الأوسط»: النظام يستهدف القافلات والناشطين.. والمطلوب من المجتمع الدولي تكثيف جهوده لإغاثة الشعب

TT

بعد يوم واحد من تحذير المتحدث الرسمي باسم اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية من كارثة صحية حقيقية قد تلحق بالشعب السوري بأكمله بسبب النقص الحاد في الأدوية والمواد الطبية، متهما النظام السوري بالاستيلاء على المساعدات الأجنبية لبيعها أو توزيعها على المؤيدين للحكومة، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأوضاع الإنسانية في سوريا ساءت إلى حد أنها أصبحت عاجزة عن تلبية الاحتياجات المتزايدة للمدنيين.

واعتبر عمر إدلبي، الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، أنه ومنذ بداية الأزمة السورية حين كانت المناطق المنكوبة والحاجات الإنسانية أقل، لم يتمكن الصليب الأحمر والهلال الأحمر من تلبية الاحتياجات بسبب منع النظام مرور القوافل أو استهدافها واستهداف الناشطين، كما قتل عددا من المتطوعين في الهلال الأحمر. وتابع: «أما اليوم، ومع تفاقم الأزمة ونزوح الملايين، لم تعد إمكانات الصليب الأحمر - إذا سمح له بإيصالها - تلبي كل الحاجات».

وقال إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إن الصليب الأحمر حاول مرات عدة الوصول إلى اتفاقيات مع الحكومة السورية لكنه لم يف بوعوده، معتبرا أن المطلوب اليوم من المجتمع الدولي أن يكثف جهوده لإغاثة الشعب السوري، إضافة إلى «الوصول لحل جذري ووقف جرائم النظام ضد المدنيين وإقامة المناطق الآمنة التي لطالما طالبنا بها للسماح بإيصال المساعدات».

وقال بيتر مورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن لجنة الصليب الأحمر لديها 30 عامل إغاثة أجنبيا في سوريا، وحاولت استغلال «ثغرات» بين جبهات القتال المتغيرة لنقل المساعدات إلى نقاط ساخنة في الصراع مثلما فعلت في حمص، لكنه أقر في الوقت عينه بأن الوصول إلى العديد من المدنيين ما زال متعذرا، مضيفا: «لدينا كثير من الرقع الفارغة. نعلم أنها تفتقر للمساعدات، ولا أستطيع أن أقول لكم ما هو الوضع»، و«نحن في موقف يسوء فيه الوضع الإنساني جراء الصراع. وعلى الرغم من أن نطاق العملية يتزايد، فإننا لا نستطيع التكيف مع تفاقم الوضع».

لافتا إلى أن الصليب الأحمر تربطه «علاقة ثقة» بالهلال الأحمر العربي السوري، على الرغم من أن فرع المنظمة السورية في دمشق قد يكون أقرب إلى الحكومة من الأفرع الأخرى.

وأتى كلام مورير بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع دبلوماسيين تابعين للأمم المتحدة وممثلي منظمات إغاثية في جنيف لمناقشة مسألة إدخال المساعدات إلى سوريا، حيث ناشد المتحدث الرسمي باسم اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية توفيق شماع، المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل وبكل السبل للضغط على النظام من أجل إنشاء مناطق أمنة للإغاثة الطبية داخل سوريا، معلنا أن القوات الحكومية السورية تستولي على 95 في المائة من مواد الإغاثة المرسلة إلى الهلال الأحمر السوري وتعيد بيعها أو توزيعها على المؤيدين، مما يضع حياة ملايين الأشخاص في خطر. ليعود بعد ذلك برنامج الغذاء العالمي والصليب الأحمر الدولي إلى نفي الأمر، عازين السبب إلى عدم وجود ما يؤكد مصادرة الحكومة السورية المعونات الغذائية والطبية المرسلة إلى سوريا.

وقال شماع إنه «عندما يهاجم النظام واحدة من منشآتنا الطبية سواء كان مستشفى أم غيره، يحمل عناصره كل ما يمكنهم حمله ويحرقون ما تبقى». وأضاف في مؤتمر صحافي في جنيف: «إنهم يأخذون ما يمكنهم أن يأخذوه، ويعتمد ذلك على عدد الجنود معهم، لكنهم في معظم الحالات يعيدون بيعه في السوق السوداء».

وأعلن شماع أن اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية أقام 30 مستشفى ميدانيا ويعتزم إقامة 30 أخرى إلى جانب عمله مع مستشفيات محلية وأطباء، لكنه دائما ما يضطر للعمل سرا تفاديا لاستهدافه. لافتا إلى أن المساعدات إلى جانب مواد أخرى كالأجهزة الكهربائية المسروقة من المنازل المهجورة تباع في السوق السوداء في البلدات الأهدأ نسبيا في سوريا.

وأشار شماع إلى أن كل معامل الأدوية في سوريا أغلقت أبوابها وتوقفت عن العمل، حيث أصبح المواطن السوري يعتمد في الحصول على احتياجاته الدوائية على الأدوية التي يتم تهريبها من الخارج أو على أدوية آتية من تركيا تبلغ أسعارها أضعاف الدواء السوري، وهو الأمر الذي يتعذر على الغالبية العظمى من المرضى السوريين وأبناء الشعب السوري في ظل الوضع القائم وأيضا الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد.