الرئيس العراقي يشعر بالإحباط بسبب تعثر حل الأزمة السياسية

طالباني ونجيرفان بارزاني يؤكدان قوة تحالفهما الاستراتيجي

TT

في الوقت الذي تتعقد فيه خطوط الأزمة السياسية في العراق بسبب عدم اتفاق الفرقاء السياسيين على عقد أي لقاء فيما بينهم تلبية لدعوة الرئيس العراقي جلال طالباني، يعمل القادة الأكراد في إقليم كردستان العراق على تقوية تحالفاتهم الاستراتيجية خاصة بعدما أشاعت بغداد أخبارا عن «وجود خلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين»، حيث اعتبرت مصادر قيادية كردية هذه الأنباء «مجردة عن الصحة وأن الهدف منها التشويش على عمق علاقة الحزبين الرئيسيين، الاتحاد الوطني بزعامة طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان».

وفي هذا الاتجاه استقبل الرئيس طالباني في مقره بمدينة السليمانية أمس، رئيس حكومة الإقليم نجيرفان بارزاني، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وحسب موقع المكتب الإعلامي للاتحاد الوطني الكردستاني فإنه «جرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول آخر المستجدات السياسية والأوضاع في إقليم كردستان وعموم العراق والمنطقة، حيث تطابقت الآراء بشأن مجمل القضايا والمسائل التي تم بحثها».

وجرى خلال اللقاء الذي تم بحضور الدكتور برهم صالح، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني «التأكيد على تطوير التنسيق والتعاون بين الأطراف السياسية الكردستانية وأهمية توحيد الصف الكردي، وبالأخص تطوير التحالف الاستراتيجي بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، مؤكدين على أهمية هذا التحالف لما فيه من مصلحة لشعب كردستان والحفاظ على المكتسبات المتحققة له».

من جهتها علمت «الشرق الأوسط» من مصدر سياسي مطلع أن «الرئيس العراقي جلال طالباني بدأ يشعر بالإحباط جراء عدم إحراز تقدم في المباحثات واللقاءات الخاصة بإيجاد حل للأزمة السياسية خصوصا بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء نوري المالكي والتي كال فيها عدة اتهامات لإقليم كردستان سواء على صعيد الاستيلاء على أسلحة ثقيلة تعود للجيش العراقي السابق أو السكوت عن الوجود التركي في كردستان عند الحدود الشمالية للعراق». وقال المصدر السياسي المطلع إن «طالباني قد يتأخر قليلا في كردستان حيث يوجد الآن لأنه يشعر أنه بذل ما بوسعه من جهود وكان يأمل من الآخرين أن يتقدموا خطوات أكثر باتجاه الحل». وأوضح المصدر أن «الرئيس لا يزال مستعدا لإجراء حوارات ولكنه لا يريد أن تكون الحوارات لمجرد الحوارات وإنما يجب أن تنتهي إلى نتيجة وهي المؤتمر الوطني الذي اتفق على أن تطرح فيه كل القضايا الخلافية بهدف الشروع بعملية الإصلاح المطلوب لكل مرافق الدولة والعملية السياسية».

من جانبه أكد الناطق باسم كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي مؤيد الطيب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «الفرصة في كل الأحوال لا تزال سانحة وأن الأبواب على الرغم من الجمود السياسي الحالي لم تغلق بعد لأننا نشعر أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى حلول للمسائل الخلافية».

وردا على سؤال بشان ما إذا كانت التصريحات التي أدلى بها مؤخرا رئيس الوزراء نوري المالكي والتي كال فيها عدة اتهامات لإقليم كردستان لها تأثير في مسار الأزمة الراهنة قال الطيب إن «توقيت تصريحات دولة رئيس الوزراء لم تكن مناسبة وإننا نرى أنه إذا أردنا بحث كل مشكلاتنا بشكل واضح وتفصيلي فإن المكان المناسب لذلك هو الاجتماع الوطني وبعيدا عن وسائل الإعلام». وبشأن الزيارة التي يزمع رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري القيام بها إلى كردستان قال الطيب إن «زيارة الدكتور الجعفري مرحب بها من قبلنا ونرى أنها يمكن أن تسهم في تجسير الخلافات ولكن الكرة في ملعب التحالف الوطني» مشيرا إلى «وجود خلافات داخل مكونات التحالف ولا سيما بين دولة القانون والتيار الصدري بشان هذه الزيارة».

على صعيد متصل اعتبر عضو البرلمان العراقي عن دولة القانون خالد الأسدي أن «الحراك السياسي لا يزال موجودا على الرغم من عدم وجود لقاءات مكثفة حاليا». وأضاف الأسدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأزمة لم تصل إلى درجة الجمود وأن هناك حوارات جارية هنا أو هناك وصولا إلى عقد الاجتماع الوطني المرتقب». وردا على سؤال بشأن الزيارة التي كان يفترض أن يقوم بها إلى إقليم كردستان رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري قال الأسدي إن «الإخوة في التحالف الكردستاني وجهوا دعوة للتحالف الوطني للقيام بزيارة إلى الإقليم لاستكمال المباحثات واللقاءات التي أجريت في بغداد إلا أن التحالف الوطني لم يبحث أمر هذه الدعوة حتى الآن».