العربي: نظام الأسد مسؤول عن تصعيد العنف والقتل

دمشق تتهمه بالمشاركة في «مخطط» تدميرها

TT

حمل الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية «التصعيد الخطير» لأعمال العنف والقتل والدمار التي طالت المعالم التاريخية والحضارية والتراث الإنساني العريق لسوريا وشعبها، وألقى العربي باللائمة أيضا على مجلس الأمن قائلا: «لكن، يجب أن نقر أيضا بأن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية خاصة في هذا الصدد»، بينما اتهمته دمشق بالمشاركة مع دول وتنظيمات «إرهابية» في مخطط «لتدمير سوريا».

وطالب العربي في كلمة ألقاها أمس أمام مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في الدوحة، بـ«توحيد رؤيتها المشتركة للتعامل مع متطلبات المرحلة الانتقالية، وإثبات قدرتها على ضبط تشكيلاتها وبنيتها التنظيمية المدنية والعسكرية، بحيث يمكن الاعتماد عليها في تولي مقاليد إدارة البلاد والتعبير بحق عن الإرادة الحرة للشعب السوري بجميع مكوناته دون إقصاء أو تمييز، لتستحق بجدارة احترام المجتمع الدولي ودعمه الفعال، والاعتراف بها كهيئة قيادية جامعة أو مشتركة».

واعتبر العربي مشاركته في اجتماع المعارضة بمثابة تضامن كامل مع الشعب السوري وثورته الهادفة إلى تحقيق الحرية، والتغيير المنشود نحو بناء الدولة الديمقراطية القائمة على أسس المواطنة واحترام حقوق الإنسان لجميع أبناء الشعب السوري. وأكد مجددا التزام الجامعة الكامل دعم خيارات الشعب السوري، وإرادته الوطنية الحرة في تقرير مستقبله السياسي، وكذلك الالتزام التام بالمحافظة على مقومات الدولة السورية، وسيادتها واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها.

واستعرض العربي خلال كلمته «حجم المعاناة، وجسامة التحديات وفداحة التضحيات، ومشاعر المرارة والإحباط التي يقاسيها الشعب السوري جراء تمادي النظام السوري وآلياته العسكرية في أعمال القتل والتنكيل بالشعب السوري ومقدراته الوطنية». ودعا إلى البناء على ما ورد من قبل في وثيقتي «العهد الوطني» و«ملامح المرحلة الانتقالية» المتوافق عليهما في مؤتمر المعارضة السورية، الذي انعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية بالقاهرة في يوليو (تموز) الماضي، والاستفادة أيضا من مختلف المبادرات والأفكار المطروحة بما فيها «المبادرة الوطنية السورية» المعروضة على جدول أعمال مؤتمر الدوحة.

وفي غضون ذلك، اتهمت دمشق أمس العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات «إرهابية» في مخطط «لتدمير سوريا»، وذلك غداة قوله إن النظام السوري لن يستمر طويلا. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الناطق باسم وزارة الخارجية، جهاد مقدسي، قوله إن تصريحات العربي «تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة التي تشكل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، ليقدم العربي من جديد أوراق اعتماده لدول وتنظيمات إرهابية تسعى إلى تدمير سوريا فقط»، مشيرا إلى أن هذا الموقف «يجعل منه شريكا وراعيا وأداة في هذا الاستهداف المفضوح».

وتتهم سوريا دولا غربية وعربية، أبرزها الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية، بدعم المعارضة المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وكان العربي قال الأربعاء قبيل مغادرته إلى الدوحة إن «من المهم توحيد رؤى المعارضة، خاصة أن الجميع يعلم أن النظام في سوريا لن يستمر لفترة طويلة، وفي يوم من الأيام سيكون هناك وضع جديد في سوريا». وقال مقدسي إنه «ليس مستغربا أن يكرر نبيل العربي تصريحاته المعادية لسوريا، التي يتوهم فيها تغيير نظام سياسي لدولة مؤسسة للجامعة العربية يعمل هو موظفا لدى دولها». وكانت الجامعة العربية علقت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 عضوية سوريا، على خلفية عدم التزامها تعهداتها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة.

وعلى صعيد ذي صلة، التقى محمد عمرو وزير الخارجية المصري، عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري، وبرهان غليون، وعددا آخر من أعضاء المجلس، وذلك على هامش المؤتمر أمس. وصرح عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن عمرو أكد خلال اللقاء الأولوية التي توليها مصر للتوصل إلى رؤية موحدة للمعارضة السورية في أقرب فرصة، وتطلعها إلى أن يحقق مؤتمر الدوحة تقدما منشودا في هذا الشأن.

وأضاف الوزير أن المعارضة بحاجة لتقديم جبهة موحدة تمثل الداخل والخارج، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم كل المساعدات الممكنة وتوظيف اتصالاتها وعلاقاتها القوية مع مختلف أطياف المعارضة السورية للوصول إلى هذا الهدف، لافتا إلى أن ذلك يمثل أولوية رئيسية في جهود بلاده الرامية إلى حل الأزمة السورية في إطار حل سوري عربي.