أنقرة تؤكد نيتها طلب صواريخ باتريوت لـ«أغراض دفاعية» وتحذر دمشق من ارتكاب «المزيد من الحماقات»

محادثات بين أردوغان ونجاد.. وتأجيل لقاء تركي ـ إيراني ـ مصري حول سوريا

TT

أكدت تركيا أمس أن سعيها لنشر صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا هو «لأغراض دفاعية بحتة»، مشددة على أنه لا نية لديها لمهاجمة سوريا، ومحذرة في الوقت نفسه النظام السوري من «ارتكاب المزيد من الحماقات». وفي الوقت نفسه، أصابت رصاصات أطلقت من الجانب السوري من الحدود 3 مواطنين أتراك، أحدهم إصابته حرجة، في أعقاب اشتباكات بين قوات سورية وجماعات من المعارضة في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية.

وكشف الرئيس التركي عبد الله غل أمس أن أنقرة تجري محادثات مع حلف شمال الأطلسي حول نشر نظام دفاعي على الأراضي التركية لمواجهة تهديد صاروخي محتمل من جانب سوريا. وقال غل: «إن تركيا ليس لديها نية للدخول في حرب مع سوريا لكنها تريد اتخاذ خطوات في مواجهة أي تهديد محتمل من جارتها الجنوبية». وأضاف: «عندما تكون هناك مخاطر محتملة من هذا النوع تتخذ كل الإجراءات الاحتياطية الضرورية. من بين هذه الاحتياطات اتخاذ إجراءات لمواجهة الصواريخ الباليستية والصواريخ متوسطة وقصيرة المدى». وأضاف: «وعليه فلأغراض دفاعية.. يجري النظر منذ فترة طويلة في هذه الخطط الطارئة داخل حلف الأطلسي».

وأوضح كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده التي لا تمتلك صواريخ مماثلة في ترسانتها العسكرية تسعى إلى تأمين مواطنيها تحسبا لأي طارئ قد يحصل في المستقبل، نافيا أن تكون هذه الصواريخ هي «استعداد للحرب» من ضمن خطة تركية – أميركية لتجنب الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي يمتلكها الجيش السوري في ترسانته. وقال هورموزلو إن هذه الصواريخ هي من ضمن «تدابير احتياطية على الحدود، من دون نوايا للإغارة على سوريا، فطبيعة هذه الصواريخ دفاعية من الأساس»، آملا أن لا تقوم سوريا «بتصرفات هوجاء»، ومشددا على أن «لا مطامع تركية في سوريا، بل مجرد أمنية بتحقيق ما يصبو إليه الشعب السوري الشقيق».

يذكر أن الحلف الأطلسي نشر صواريخ باتريوت في تركيا مرتين من قبل في 1991 ثم في 2003 أثناء حربي الخليج، وقدمت هولندا الصواريخ في ذلك الحين.

وقال مسؤولون أتراك أمس إن 3 مدنيين في إقليم هاتاي التركي أصيبوا بنيران أطلقت من سوريا. والمصابون هم من بلدة جيلان بنار الحدودية برصاصات أطلقت من بلدة رأس العين السورية على الجانب الآخر من الحدود.

وفيما كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يجري جولة محادثات سريعة مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في إندونيسيا على هامش «منتدى بالي الخامس للديمقراطية»، تركزت على الوضع السوري، من دون اتفاق مسبق على هذا اللقاء، كما أبلغ أحد مساعدي أردوغان «الشرق الأوسط».. قالت مصادر تركية إن اجتماعا تركيا – إيرانيا – مصريا كان من المقرر أن يعقد في أنقرة يوم غد السبت قد أرجئ إلى أجل غير مسمى بعد أن اعتذر الجانب الإيراني. ورفض مصدر دبلوماسي تركي الإشارة إلى «أسباب سياسية» وراء قرار التأجيل، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لقد اتصلوا (الإيرانيون) ليقولوا إن وزير خارجيتهم أحمد علي صالحي لن يستطيع حضور الاجتماع بسبب مشاركته الرئيس الإيراني في زيارة إلى فيتنام ونحن لا نمتلك إلا أن نصدق هذا التبرير».

إلى ذلك، قالت وكالة «الأناضول» التركية أمس إن السلطات أجبرت طائرة أرمينية تنقل مساعدات إنسانية إلى سوريا على الهبوط في تركيا وأخضعتها لعملية تفتيش «روتينية» دامت بضع ساعات في مطار أرضروم، قبل أن تواصل طريقها إلى دمشق. ونقلت الوكالة عن وزير النقل التركي بن علي يلدريم قوله: «إنها عملية روتينية تمت طبقا لقوانين الطيران المدني الدولي لأمن الشعب السوري»، بينما أكدت وزارة الخارجية الأرمينية أن التوقف في تركيا كان متوقعا.