إسلاميون جزائريون يعتصمون في العاصمة احتجاجا على «التدخل الصليبي» في شمال مالي

«صحوة أبناء المساجد»: لا نريد من بلادنا أن تدعم احتلال الجار الأفريقي

TT

نظم نشطاء تنظيم إسلامي غير معتمد بالجزائر أمس اعتصاما بالعاصمة تنديدا بما سموه «التدخل الصليبي الأجنبي في مالي»، ودعوا السلطات الجزائرية إلى «التوقف عن دعم الخيار العسكري» الجاري الإعداد له من طرف مجموعة بلدان غرب أفريقيا، تحت إشراف مجلس الأمن.

وخرج بضع عشرات من أفراد تنظيم «الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر»، من جامع «المؤمنين» بحي بلكور الشعبي، الذي يعد أحد معاقل الإسلاميين بالعاصمة، مباشرة بعد صلاة الجمعة، فوجدوا عددا كبيرا من رجال الشرطة على استعداد لمنعهم من السير في الشارع، فاكتفوا بوقفة احتجاج رفعوا خلالها شعارات معادية للتدخل العسكري في مالي.

واستغرق الاحتجاج نحو نصف ساعة قبل أن يتفرق المتظاهرون في هدوء، دون وقوع صدام.

وكان واضحا أمس أن جهاز الشرطة لم يكن يرغب في استعمال القوة لمنع الاعتصام، إذ بقي رجال مكافحة الشغب يراقبون حركة المعتصمين دون أن يتدخلوا.

وقال عبد الفتاح زيراوي، منسق أنشطة «الصحوة الحرة» في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن عناصر تنظيمه «يريدون من خلال وقفتنا الاحتجاجية إبعاد التدخل الأجنبي الصليبي الذي يريد بترول المنطقة، بزعم أن تنظيم القاعدة يشكل خطرا على المنطقة. والحقيقة التي لم تعد خافية على أحد، أن فرنسا والولايات المتحدة تسعيان لاحتلال المنطقة».

وحول احتمال أن يتهم تنظيمه بـ«دعم الإرهاب» عبر رفض مساع استعادة شمال مالي من سيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة، قال زيراوي، وهو مناضل قديم في «جبهة الإنقاذ»،: «نحن لا ندعم الجماعات التي يسمونها إرهابية.. نحن ندعو إلى المعروف وننهى عن المنكر. نحن منشغلون بهموم شعب مالي المسلم. ثم ما هي مبررات الذين يريدون شن حرب في شمال هذا البلد؟ هل ارتكبت الجماعات المسلحة هناك مجازر مثلما يحدث في سوريا؟».

وأضاف زيراوي، الذي قضى فترة طويلة في السجن بتهمة الإرهاب: «الغرب الصليبي لا يدافع عن شعب مالي لسواد عيونه،وإنما هو يدري ما تكتنزه القارة السمراء خاصة منطقة الساحل من ثروات، إنه يرغب في استنزافها ولا ينبغي على الجزائر التي طردت المحتل الفرنسي الصليبي أن تدعم هذا الاحتلال»، في إشارة إلى موافقة الجزائر على شن عملية عسكرية تحت مظلة الأمم المتحدة.

في نفس السياق، قال الشيخ عبد الرحمن سعيدي، رئيس مجلس شورى «حركة مجتمع السلم»، وعضو «منتدى الوسطية لشمال وغرب أفريقيا»، إن علماء ومشايخ منطقة الساحل «عليهم أن يضعوا لمستهم ورؤيتهم للحل، والخطوات التي يجب اتباعها لحل النزاع أولا بتأجيل خطوة الحرب والتدخل الأجنبي في الساحل. وثانيا، فسح المجال للحوار والإقناع وجلب الجماعات الانفصالية والجهادية إلى مائدة الحوار. وثالثا، إجهاض كل مساعي التأزيم والتيئيس أو استغلال النزاع في أجندة سياسية خاصة، وحسابات ضيقة، فيها تجاوز للواقع والحقائق التاريخية والجغرافي».

ودعا سعيدي المنتدى، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى «المساهمة في إخماد نار الفتنة عبر الحوار والتفاهم والتفاوض وفسح الفضاء له ليسع كل الأطراف إلا من رفضه».

وتأسس منتدى الوسطية عام 2009 بموريتانيا، ويرأسه عالم الدين الموريتاني محمد الحسن الددو. والهدف من هذا الفضاء، الذي يجمع علماء وفقهاء وسياسيين، نشر الاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف عن طريق عقد ندوات واجتماعات في الساحل وغرب أفريقيا.