مصر: تعزيزات الجيش لم تبدأ الانتشار بسيناء في انتظار ساعة الصفر

مقتل 4 أشخاص في انفجار شاحنة وقود.. واعتقال «عنصرين جهاديين»

TT

في حين أكد مصدر أمني بجنوب سيناء أمس، أن «انفجار شاحنة تحمل كميات ضخمة من الوقود قرب مدينة أبو زنيمة بجنوب سيناء ليس له أي علاقة بالهجمات الإرهابية والتوتر الأمني بالقطاع الشمالي من سيناء»، تسود مدينة العريش حالة من الهدوء الحذر بعد وصول التعزيزات الجديدة من آليات الجيش المصري إلى المدينة حيث تتمركز الآن داخل الكتيبة «101» بالعريش.

في غضون ذلك، اعتقلت قوات الأمن المصرية «عنصرين من الجهاديين» المطلوبين لدى الأمن المصري عقب مداهمة عدة منازل وأوكار داخل مدينة العريش عاصمة محافظ شمال سيناء، ومحيطها.

وأثار انفجار شاحنة في سيناء كانت تحمل 54 ألف لتر من الوقود مساء أول من أمس، بعد انقلابها واندلاع الحريق بها، حالة من الذعر بين الأهالي وأصيب سكان مدينة أبو زنيمة بالفزع نتيجة تصاعد ألسنة اللهب التي غطت سماء المدينة وكادت تتسبب في كارثة بيئية. لكن المصدر الأمني ذاته، أكد أن «الحادث كان عارضا ولم تثبت التحقيقات الأولية وجود أي شبهة جنائية، أو أن وراءه أحدا»، مضيفا أن «الشرارة التي أشعلت النيران في الحافلة كانت نتيجة احتكاكها بالإسفلت، وأن انفصال المقطورة التي كانت خلفها قلل كثيرا من حجم الخسائر التي نجمت عن الانفجار».

وعلى صعيد الأوضاع الأمنية بشمال سيناء، تسود مدينة العريش حالة من الهدوء الحذر، وقالت مصادر أمنية إن «العربات المدرعة والمجنزرة التي وصلت لم يتم تحديد مناطق انتشارها حتى الآن»، إلا أنها أكدت أنها «ستستخدم في تأمين المدينة وحماية المنشآت دون أن يتم استخدامها في تنفيذ الحملات الأمنية على عدد من الأماكن التي يحتمل أن تكون العناصر المطلوبة مختبئة بها». وأضافت المصادر، أن الكتل الخراسانية الضخمة التي وصلت إلى العريش أيضا سيتم وضعها حول عدد من الحواجز الأمنية التي ستنشر على أطراف مدينة العريش من أجل إحكام السيطرة عليها وإغلاقها بشكل تام عند وقوع أي هجمات جديدة على الشرطة حتى يتم ضبط المهاجمين.

وأوضحت المصادر نفسها، أنه لم يتم حتى الآن تحديد هوية منفذي الهجومين الأخيرين على رجال الشرطة، حيث أسفر الهجوم الأول عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة رابع، بينما أصيب مفتش بالأمن العام في الهجوم الثاني. وتابعت المصادر أن «المعلومات المتاحة حاليا خاصة بعناصر متشددة، لكن من غير المعلوم إذا ما كانت تورطت في الهجوميين أم لا»، مضيفة أنه «لم يتم حتى الآن تحديد ساعة الصفر لانطلاق حملة ملاحقات موسعة تستهدف القبض على أعداد كبيرة من الجهاديين بعد تقنيين الإجراءات، حتى لا يتم الإفراج عنهم بعد ساعات من القبض عليهم».

وقالت المصادر إن «المعلومات المتوافرة حاليا لدى أجهزة الأمن لا تساعد على البدء في حملة موسعة لملاحقة المتورطين في الهجمات» التي اعتبرتها «تطورا نوعيا منذ الهجوم الأول على النقطة الحدودية برفح، الذي أسفر عن مقتل 16 ضابطا ومجندا في أغسطس (آب) الماضي».

وتابعت المصادر أن «الحملات الأمنية التي تقوم بها الشرطة داخل مدينة العريش مستمرة من أجل ضبط المطلوبين جنائيا، الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية بالسجن».

من ناحية أخرى، سادت حالة من الهدوء في مدينة بئر العبد بعد اشتباكات عنيفة استمرت لعدة ساعات مساء أمس انتهت بمقتل ثلاثة وإصابة نحو 17، بسبب خلافات عائلية قديمة بين الجانبين، كما تم خلال هذه الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الآلية، إحراق عدد من المتاجر والمنازل للعائلتين، فيما تتواصل محاولات إقرار التهدئة بين الجانبين بشكل تام واللجوء إلى القضاء العرفي لإنهاء الأزمة. وقال الدكتور سامي أنور مدير مستشفى العريش، إنه «تم تخصيص طائرة لنقل 11 جريحا في الاشتباكات التي وقعت بين عائلتين بالمدينة إلى القاهرة للعلاج نظرا لصعوبة حالاتهم»، حيث وافق اللواء سيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء على نقل الجرحى إلى المركز الطبي التابع للقوات المسلحة بالقاهرة لاستكمال العلاج.

وكان مصدر أمني مصري قد قال إن محافظ شمال سيناء اللواء سيد عبد الفتاح حرحور أجرى اتصالات مع وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي لإحضار طائرة خاصة لنقل المصابين جراء الاشتباك. وقال المصدر، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «نظرا لخطورة الحروق التي تصل إلى 90% لأحد عشر مصابا، فإنها تتطلب العلاج في مستشفى الحلمية العسكري (بالقاهرة) على نفقة القوات المسلحة». وأضاف المصدر أن «وزير الدفاع استجاب وأرسل طائرة عسكرية خاصة إلى مستشفى العريش، قامت بنقل الأحد عشر مصابا بعد ظهر اليوم (أمس)».

وطوقت قوات كبيرة من الجيش والشرطة المكان وقرى مركز بئر العبد. ووصل إلى المنطقة كبار المشايخ من قبائل سيناء لمحاولة تهدئة العشيرتين.

وكانت قد وقعت اشتباكات بين عائلتين تنتميان لقبيلة واحدة استخدمت فيها الأسلحة الآلية والخراطيش وأنابيب الغاز بقرية رابعة بمركز بئر العبد، في حين سيطرت قوات الجيش والشرطة على الموقف. وتبذل قيادات أمنية وقبلية وحزبية محاولات بالجلوس مع الطرفين لتهدئة الأجواء بينهما لحين اللجوء إلى القضاء العرفي، خاصة أن إحدى الأسر هجرت القرية نهائيا ولجأت إلى إحدى القبائل لاستضافتها لحين انتهاء التهدئة لمدة 3 أيام طبقا لقواعد القضاء العرفي.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الأمن المصرية «عنصرين من الجهاديين» المطلوبين لدى الأمن المصري عقب مداهمة عدة منازل وأوكار داخل مدينة العريش عاصمة محافظ شمال سيناء، ومحيطها. وقال مصدر أمني مصري مسؤول، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس، إن «المداهمات التي قامت بها قوات الشرطة والجيش خلال الـ48 الساعة الماضية أسفرت عن ضبط كل من أحمد علام الحفني ومحمد عبد الله عبد الرحمن، وهما من العناصر الجهادية المطلوبة لدى قوات الأمن في سيناء». وأضاف المصدر أن الشرطة والجيش في سيناء سيواصلان حملاتهما الأمنية حتى عودة سيطرة الأمن على سيناء، وأن تعزيزات الأمن من القوات والمعدات والسيارات المصفحة ما زالت تتوافد على سيناء من أجل إحكام السيطرة على جميع المناطق بها.