فتح تتهم حماس بمنع إحياء ذكرى عرفات في غزة

مفوض الحركة: أبو عمار رمز وطني.. ونريد الحد الأدنى من البراغماتية السياسية

TT

اتهمت حركة فتح، حركة حماس، الحاكمة في قطاع غزة، بمنع إحياء ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار) التي تحل غدا. وقالت فتح إن حماس أبلغت الهيئة القيادية للحركة هناك، بحظر أي نشاط جماهيري أو تنظيمي إحياء للذكرى الثامنة لرحيل عرفات.

وقال يحيى رباح، مفوض الحركة في قطاع غزة، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد استدعوا 36 كادرا (من فتح) بينهم عضو الهيئة القيادية العليا، جمال عبيد، وحذروهم من أي نشاط».

واتهم رباح الأجهزة الأمنية التابعة لحماس بتضييق الخناق على فتح عشية إحياء ذكرى عرفات، عبر الاستدعاءات والتحذيرات والمنع من السفر. وأضاف مستنكرا: «قلنا لهم: يا إخوان، نريد الحد الأدنى من البراغماتية السياسية، يجب تغيير هذا السلوك».

ويحيي الفلسطينيون بمهرجانات في الضفة الغربية، غدا، الذكرى الثامنة لرحيل عرفات، الرجل الأكثر رمزية وشهرة في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وسط تحقيقات مستمرة حول ظروف وفاته. وثمة شكوك كبيرة في أنه مات في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا، مسموما، وأظهرت نتائج فحوص مخبرية أجريت مؤخرا، وجود مادة البولونيوم شديدة السمية في أغراض شخصيه له، وتجري الآن حوارات من أجل استخراج جثمانه، وإجراء مزيد من الفحوص.

وأطلقت فتح في الضفة الغربية حملة ضخمة تحت عنوان «كلنا ياسر عرفات». ويرى رباح أن عرفات لا يخص فتح فحسب، بل إنه «زعيم وطني وذاكرة وطن»، معتبرا أن بعض التخوفات التي يسوقها جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس «مبالغ فيها».

وقال: «حماس مدعوة لحضور المهرجان وإلقاء كلمة فيه، مثل الجهاد والشعبية والديمقراطية، والجميع».

وتحاول فتح الآن الحصول على موافقة من حماس، عبر هيئة العمل الوطني التي تضم كل الفصائل الفلسطينية. وأكد رباح أنها «محاولة أخيرة. إننا لا نريد الاصطدام، ولا نريد زيادة المشكلات في غزة، لكن إذا لم نحصل على الموافقة، فإن التنظيم مدعو لإحياء ذكرى أبو عمار بطريقته الخاصة». لا تعرف حتى الآن الأساليب التي ستلجأ فتح إليها في إحياء ذكرى عرفات. وقد تكون أساليب رمزية، مثل تعليق صوره، أو رفع العلم الفلسطيني على أسطح المنازل.

وتقول فتح إن من حق الحركة وجميع الفلسطينيين، إحياء ذكرى عرفات، «وإن الحكومة المقالة لا تملك الحق في منع أحد من الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية الكبرى». ودعا الحراك الوطني في قطاع غزة الفلسطينيين إلى الخروج إلى ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة في الساعة الحادية عشرة للمطالبة بإنهاء الانقسام.

وقال بيان صادر عن الحراك الوطني: «إن ذكرى ياسر عرفات الرمز تستدعي منا جميعا أن نلتزم بوصيته في الدفاع عن الوطن والهوية.. الرجل الذي أحيا في قلوبنا فلسطين التي أرادها الأعداء أرضا بلا شعب، الرجل الذي ناضل لأكثر من نصف قرن حتى لا تشطب قضيتنا، وحتى لا ينتصر المخرز الصهيوني على الكف الفلسطيني، ألا يستحق منا أن ننقذ ميراثه النضالي، ونستلهم سيرته في تعميق فلسطينيتنا بعيدا عن المزايدة والمتاجرة بدماء شعبنا».

وقبل أيام، فضت حماس بالقوة تجمعا مثل هذا واعتدت شرطتها النسائية بالضرب على متظاهرات، ومن ثم اعتذرت ووعدت بالتحقيق. وليس معروفا ما إذا كانت حماس ستلجأ للقوة مجددا لمنع أي تجمعات جماهيرية. لكن فتح تصر على إحياء الذكرى كما يبدو بأي ثمن. ودعت إلى أقصى درجات المشاركة الجماهيرية في غزة والضفة والشتات «لما في ذلك من دلالات على مكانة القادة التاريخيين والرموز في وعينا الوطني». وقالت في بيان: «إن قرار حماس منع إحياء ذكرى استشهاد القائد الرمز أبو عمار في غزة، يعبر عن مفاهيم الفئوية الحزبية المضادة للقيم والأخلاق الوطنية».

وقال عاطف أبو سيف مسؤول العلاقات الوطنية في فتح بغزة: «إن الحركة وجماهير شعبنا ستحيي هذه الذكرى تخليدا لمواقف ياسر عرفات البطولية في الدفاع عن الثوابت الوطنية، والجماهير لا تنتظر قرارا بالسماح والمنع من أحد». وأضاف أبو سيف أن «الحركة تعتبر هذا حقا وطنيا خالصا غير قابل للنقاش».

وأردف: «إن ياسر عرفات شكل ولم يزل وسيبقى المرجعية الوطنية للكفاح الفلسطيني في وجه الاستعمار والاستيطان وسياسات الاقتلاع، وإن محاولة منع المواطنين من الاحتفال بذكراه لهي اعتداء على الوطنية والهوية الفلسطينية».