«إيباك» تحشد القوى في الكونغرس لفرض عقوبات على السلطة

ردا على توجهها للأمم المتحدة لتحصيل اعتراف بها «دولة غير عضو»

TT

باشرت اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون الخارجية «أيباك»، التي تضم في صفوفها معظم التنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة، الإعداد لحملة ترمي إلى إقناع الكونغرس الجديد باتخاذ سلسلة عقوبات ضد السلطة الفلسطينية في حال توجهها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على قرار رفع مكانة منظمة التحرير الفلسطينية إلى درجة «دولة غير عضو».

وقالت رئيسة «أيباك» في إسرائيل، انجي فينغر، إن هذه الحملة تأتي ليس فقط دفاعا عن إسرائيل، بل في سبيل ضمان موقف أميركي سليم يتعزز فيه مبدأ «لا شيء يتم في دفع ملف تسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني إلا من خلال المفاوضات المباشرة». وكشفت أن منظمتها تمكنت من إقامة علاقات ودية مع 350 نائبا في الكونغرس تستطيع تجنيدهم إلى تأييد العقوبات. وأكدت خلال حديث مع الإذاعة الإسرائيلية أن 3 قضايا تهم «أيباك» في الوقت الحاضر، هي: العقوبات المذكورة، وتشديد العقوبات على إيران لمنعها من تطوير سلاح نووي والدفاع عن سكان البلدات الجنوبية الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ المنطلقة نحوهم من قطاع غزة.

واوضحت فينغر أن الكونغرس الجديد، وعلى الرغم من الزيادة الطفيفة للنواب الديمقراطيين فيه، سيكون مؤيدا لإسرائيل بشكل مطلق، مثلما كان الكونغرس السابق. وعندما سئلت إن كان انتخاب الرئيس باراك أوباما مجددا سيزيد في أزمة العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أجابت بالنفي وقالت إن الرئيس الأميركي يجري حسابات موضوعية. وهناك ضمانات كبيرة بأن تحافظ إسرائيل على الدعم الأميركي لها في القضايا الأساسية.

وكان نتنياهو قد هاتف أوباما، الليلة قبل الماضية، في إطار محاولته تصحيح علاقاته به، بعدما كان قد عمل على دعم منافسه الجمهوري ميت رومني. فهنأه على إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وقال له إن «فوزكم بولاية رئاسية ثانية هو عبارة عن تصويت ثقة بزعامتكم». وأضاف، وفقا لبيان صادر عن مكتبه في القدس الغربية، أنه يتطلع إلى مواصلة العمل مع الرئيس أوباما من أجل التعامل مع التحديات الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل ومن أجل دفع السلام والأمن في المنطقة.

يذكر أن منظمة «أيباك»، تعمل من خلال نحو 50 مندوبا يشكلون «لوبي» نشيطا في الكونغرس يعتبر ثاني أكبر لوبي سياسي في الولايات المتحدة. وكانت قد تأسست سنة 1951 لدعم إسرائيل في الساحة السياسية الأميركية، كنوع من التعويض الذي يقدمه اليهود الأميركيون عن تمسكهم بالعيش في الولايات المتحدة ورفضهم الهجرة لإسرائيل. وتضم هذه المنظمة 100 ألف شخص، يمثلون معظم التنظيمات والحركات اليهودية في الولايات المتحدة. وتبلغ موازنتها السنوية 120 مليون دولار، تجمعها من تبرعات المتمولين اليهود. وهي تعقد مؤتمرا لها في الربيع من كل سنة بحضور 13 ألف عضو، ويخطب فيه عادة الرئيس الأميركي ورئيس الحزب المعارض وكثير من الوزراء، والرئيس الإسرائيلي ورئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس المعارضة. ويحضره نصف أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وتنشط هذه المنظمة على مدار السنة لصالح السياسة الأميركية. ومع أن قادتها الأساسيين ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، فإنها تعتبر منظمة يمينية. لذلك، أقيمت قبل 3 سنوات منظمة أخرى لليهود الأميركيين تدعى «جي ستريت»، وتدعم إسرائيل، ولكن من باب آخر. فقد اتخذت لها نهجا في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة أن السلام هو الضمان الحقيقي لأمن إسرائيل. وهي تطالب الرئيس الأميركي بممارسة الضغوط على إسرائيل والقيادة الفلسطينية من أجل استئناف المفاوضات السلمية. لكنها ما زالت تنظيما صغيرا، ميزانيتها لا تتعدى 1.5 مليون دولار.