اليمن: ترشيح 30 قاضيا لعضوية اللجنة العليا للانتخابات

اتفاق بين أحزاب «اللقاء المشترك» والحوثيين على تسهيل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني

TT

وجه مجلس القضاء الأعلى في اليمن، أمس، رسالة إلى مجلس النواب (البرلمان) تتضمن أسماء القضاة المرشحين لعضوية اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، في ضوء الخطوات المتسارعة لتنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، هذا في وقت توصلت فيه أحزاب «اللقاء المشترك» إلى اتفاق مع الحوثيين لاستكمال التسوية السياسية.

وتضمنت رسالة الترشيح أسماء 30 قاضيا، بينهم 7 من أعضاء لجنة الانتخابات الحالية، وسيقوم مجلس النواب باستعراض الأسماء وانتخاب 15 شخصا لعضوية اللجنة التي تنتخب رئيسيها من بين أعضائها، وجاءت رسالة مجلس القضاء الأعلى في ضوء توجيهات رئاسية صدرت مؤخرا بعد التشاور مع سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، وفي ضوء المبادرة الخليجية، وحسب مصادر برلمانية لـ«الشرق الأوسط»، فإن البرلمان سينتخب أعضاء لجنة الانتخابات بالتوافق، وليس بالطرق المعتادة، وإن اللجنة الجديدة ستعمل على التحضير للانتخابات النيابية والرئاسية المقررة في نهاية الفترة الانتقالية، التي بدأت بانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي، في فبراير (شباط) الماضي. وكان موضوع تشكيل لجنة الانتخابات وفحص جداول الناخبين، من أبرز القضايا الخلافية بين المعارضة والنظام السابق خلال السنوات الماضية، وفي هذا الصدد تؤكد المصادر أنه نظرا لضيق الوقت، فإن اللجنة ستعتمد مؤقتا الرقم الوطني في أي عملية اقتراع مقبلة، بدلا عن البطاقة الانتخابية التي تحتاج إلى إعادة مراجعة لجداول الناخبين.

في سياق متصل بالتسوية السياسية، قالت مصادر سياسية إن أحزاب «اللقاء المشترك» التي تترأس حكومة الوفاق الوطني توصلت إلى اتفاق مع جماعة الحوثي، أو كما يطلقون على أنفسهم «أنصار الله»، وذلك بعد اجتماع انعقد مساء أول من أمس، لممثلين للطرفين، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء ركز، بشكل رئيسي، على موضوع إنجاز الحوار الوطني الشامل الذي تجري التحضيرات له على قدم وساق، وإنه جرى التأكيد على الحاجة الماسة والضرورية لإنجاح الحوار، خاصة بعد السجالات التي ظهرت، الآونة الأخيرة، على الساحة السياسية والخلافات داخل اللجنة الفنية بين ممثلي الحوثيين وأطراف أخرى، أبرزها حزب الإصلاح الإسلامي والمهاترات الإعلامية والمواجهات المسلحة بين الطرفين في أكثر من منطقة يمنية.

وأشارت المصادر إلى أنه جرى الاتفاق على تهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني، وعلى إيلاء «القضية الجنوبية «اهتماما كافيا يضعها في محل اهتمام المشاركين في المؤتمر، إضافة إلى مناقشة موضوع توحيد الجيش، وهذه القضايا كانت محور نقاشات أجراها رئيس حكومة الوفاق الوطني، أمس، مع السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، حيث جرى بحث «التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل وما تم إنجازه من خطوات في هذا الجانب، وما يبديه المجتمع الدولي من حرص على إنجاح هذا المؤتمر لرسم معالم اليمن الجديد وتحقيق تطلعات الشعب في التغيير والنهوض»، ونقلت مصادر رسمية عن السفير الأميركي تأكيده على «دعم بلاده لكل الجهود المبذولة لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وتحريك عجلة التنمية في اليمن، وإنجاح المرحلة الانتقالية الراهنة».