رئيس المجلس الوطني السوري يحث الغرب على إرسال مساعدات دون شروط

جورج صبرا: لا نحصل على شيء باستثناء بعض التصريحات وقدر من التشجيع

جورج صبرا
TT

ذكر رئيس جماعة المعارضة السورية الرئيسية المنتخب حديثا، في مقابلة أجريت معه أمس، أن المجتمع الدولي ينبغي أن يدعم هؤلاء الذين يحاولون إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد دون شروط وألا يربطوا المساعدات بإصلاح قيادة المعارضة.

وقال جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري، إنه وشخصيات معارضة أخرى محبطون من مؤيديهم الأجانب، «لسوء الحظ، لا نحصل على شيء منهم، باستثناء بعض التصريحات وقدر من التشجيع»، بينما يمنح أعوان الأسد «كل شيء للنظام»، هكذا تحدث صبرا لوكالة أنباء «أسوشييتد برس» على هامش مؤتمر امتد على مدار الأسبوع في العاصمة القطرية الدوحة. وقال إن المعارضة السورية بحاجة إلى مساعدات مالية قيمتها مئات الملايين من الدولارات وأسلحة لهزيمة قوات النظام.

كان صبرا، (65 عاما)، يرأس وفدا للمجلس الوطني السوري يوم السبت في محادثات مع جماعات معارضة منافسة حول تشكيل جماعة قيادة معارضة جديدة أوسع نطاقا - وهي فكرة روجها مؤيدون غربيون وعرب لهؤلاء الثوار الذين يحاولون الإطاحة بالأسد.

رفض المجلس الوطني السوري الانضمام لتلك الجماعة، خشية أن يفقد تأثيره في إطار منصة أكبر. وأشارت شخصيات رفيعة المستوى بالمجلس الوطني السوري إلى اجتماع يوم السبت بوصفه بداية عدة أيام من المفاوضات حول حجم ومهمة كل جماعة. وقالوا إنهم على استعداد للانضمام لجماعة أكبر، ولكن التفاصيل بحاجة إلى مراجعة بعناية. وقد أشار واضع الخطة، رياض سيف، المحنك المنشق عن النظام، إلى أن المجتمع الدولي في هذه الحالة، سيرى جبهة معارضة موحدة ويمكنه توظيفها كقناة لمنح مساعدات تقدر بمليارات الدولارات لدعم الثورة ضد الأسد.

سوف تكون نتيجة المحادثات حاسمة، ليس فقط للمجلس الوطني السوري - الجماعة التي تتخذ من إسطنبول مقرا لها والتي ينظر إليها على نطاق واسع بوصفها غير متصلة بالنشطاء على الأرض وبالمقاتلين الذين يلقون مصرعهم على ساحات القتال في سوريا - ولكن أيضا لمستقبل المعارضة بأكملها. وفي المقابلة، اعترف صبرا بأن بعض النقد الموجه للمجلس مبرر، غير أنه أشار إلى أن ذلك يجب ألا يكون ذريعة لوقف المساعدات الدولية. وقال في رسالة وجهها إلى المجتمع الدولي: «لا تعلقوا تقاعسكم عن تزويد السوريين بالمساعدات التي يحتاجونها على شماعة المعارضة».

وتحدث قائلا: «دعونا نقل إن لدينا مسؤوليتنا، لا شك في هذا، وأننا سننهض بهذه المسؤولية، لكننا نحتاج من المجتمع الدولي أن ينهض بمسؤوليته بالمثل».

أمضى صبرا، القائد المسيحي المحنك المنشق والمنتمي إلى تيار اليسار، ثمانية أعوام في السجون السورية في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين. سجن صبرا مرتين بعد اندلاع الثورة ضد الأسد في مارس (آذار) 2011، وفر إلى الأردن سرا على الأقدام في خريف عام 2011 هروبا من الاحتجاز مرة أخرى. بوصفه مسيحيا، فإن انتخاب صبرا يوم الجمعة الماضي رئيسا جديدا للمجلس الوطني السوري، يمكن أن يساعد في مواجهة المخاوف الغربية بشأن التأثير الإسلامي المحتمل على الجماعة.

وبموجب الخطة وفي حالة ما إذا وضعت، ستشكل جبهة المعارضة السورية الجديدة الأوسع نطاقا حكومة انتقالية في مناطق يسيطر عليها الثوار، وربما تعمل كقناة لتوصيل المساعدات الأجنبية إلى المعارضة. لقد رفض المؤيدون الغربيون للثوار إرسال أسلحة لهم، خشية أن تقع في أيدي قوات النظام.

تقول المعارضة السورية إنها بحاجة إلى أسلحة لإنهاء حالة الجمود العسكري في سوريا وإلحاق الهزيمة بالأسد. ولدى سؤاله يوم الجمعة عما يريده من المجتمع الدولي، قال صبرا: «أسلحة بكل تأكيد».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»