تونس: توقف إنتاج الفوسفات بسبب احتجاجات اجتماعية

ناشط سياسي لـ «الشرق الأوسط» : المظاهرات ليست جديدة.. ومستمرة

TT

يتواصل منذ نحو ثلاثة أسابيع توقف استخراج وإنتاج ونقل مادة الفوسفات من منطقة الحوض المنجمي بقفصة (جنوب غربي تونس)، وذلك نتيجة مجموعة من الاحتجاجات يقودها شباب تلك الجهات مطالبين الحكومة بفرص تشغيل بشركات البيئة على مستوى منطقة البركة الريفية بأم العرائس. ومنعت تلك الاحتجاجات وصول المياه الصناعية الضرورية لتنظيف الفوسفات من الشوائب وإعداده الصناعي للاستهلاك ونقله إلى منطقتي قابس وصفاقس، حيث تتم عمليات التحويل الصناعي النهائي واستخراج مشتقات الفوسفات.

وفي هذا الشأن، قال الناشط السياسي في قفصة عبد الرزاق الداعي، لـ«الشرق الأوسط»، إن مثل تلك الاحتجاجات ليست الأولى من نوعها بل إن تلك المناطق المنتجة للفوسفات قد شهدت منذ سنة 2008 ما بات يعرف بـ«أحداث الحوض المنجمي» والتي اندلعت على خلفية عدم قبول نتائج مناظرات انتداب الأعوان والكوادر بـ«شركة فوسفات قفصة» المشغل الرئيسي لشباب المنطقة. وأضاف قائلا إن «عدم تنوع النشاط الاقتصادي واعتماد مناطق إنتاج الفوسفات على تلك المادة فقط قد خلق ضغطا كبيرا على الشركة التي باتت تشغل أكثر بكثير من طاقتها ويصر الشباب على انتدابهم بالشركة لما توفره من امتيازات مادية قلما تتوفر في غيرها من مؤسسات الإنتاج في المناطق المجاورة».

وكانت وكالة الأنباء التونسية الرسمية قد أعلنت عن قطع محتجين المياه عن مغاسل الفوسفات في المتلوي وأم العرائس والرديف للمطالبة بوظائف في «شركة فوسفات قفصة»، وهي المشغل الرئيسي لليد العاملة في ولاية قفصة التي تعرف معدلات بطالة مرتفعة. وتعد مناطق أم العرائس والرديف و«كاف الدور» و«كاف الشفير» والمتلوي من أهم مناطق إنتاج الفوسفات في تونس إلا أن مصادر حكومية قد أشارت بعد الثورة إلى إمكانية استغلال مادة الفوسفات في منطقة الكاف والقصرين وتوزر المجاورة.

ونقلت نفس المصادر عن مسؤول في «شركة فوسفات قفصة» أن الشركة «لم تنتج منذ بداية 2012 وحتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي سوى 2.2 مليون طن من الفوسفات التجاري (الموجه للتصدير) مقابل 6.7 مليون طن في فترات الاستقرار الاجتماعي والأمني». وتعتبر تونس خامس دولة مصدرة للفوسفات في العالم وتشغل «شركة فوسفات قفصة» قرابة عشرة آلاف عامل.

وتوقع المسؤول ألا يتجاوز الإنتاج مع نهاية السنة الحالية 30 في المائة من طاقة الإنتاج الإجمالية للشركة.

وتشهد مراكز التحويل الكيميائي في ولايتي صفاقس (وسط شرق) وقابس (جنوب شرقي) والموانئ التجارية التي يصدر منها إلى الخارج، اضطرابات اجتماعية منذ نحو شهر مما سبب قطع الطرق أمام الشاحنات والقطارات التي تنقل الفوسفات من قبل محتجين يطالبون بدورهم بفرص عمل، وقد أدى الأمر إلى إعلان حالة الطوارئ بمجموعة من مدن ولاية (محافظة) قابس وينتظر أن تتجه الأوضاع الأمنية إلى مزيد من الاستقرار بعد رفع الحكومة حالة الطوارئ منذ يومين على مجموعة من مدن قابس.

وفي سياق متصل، دعت «الجبهة الشعبية» التي يقودها حمة الهمامي (ائتلاف أحزاب يسارية وبعثية) سكان مدينة قفصة إلى التظاهر أمس احتجاجا على «تجاهل» الحكومة التي يقودها ائتلاف ثلاثي حاكم تتزعمه حركة النهضة الإسلامية، مطالب بتخصيص 20 في المائة من عائدات الفوسفات لتنمية مناطق ولاية قفصة التي تعاني من البطالة والفقر، واتخذت المسيرة شعار «يوم العزة بقفصة».

يذكر أن «شركة فوسفات قفصة» قد حققت في 2010 أرباحا بلغت 850 مليون دينار (425 مليون يورو).

وتراجعت الأرباح إلى 200 مليون دينار (100 مليون يورو) سنة 2011 بسبب الاضطرابات الاجتماعية والأمنية التي شهدتها تونس بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.