البنتاغون ينشر جدولا زمنيا بشأن الهجوم على القنصلية في بنغازي

وزارة الدفاع الأميركية عرفت بالهجوم بعد ساعة من بدئه

TT

ذكر جدول زمني نشر أول من أمس الجمعة أن قادة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عرفوا بالهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي على القنصلية الأميركية في بنغازي بعد ساعة من بدئه، لكنهم عجزوا عن تعبئة التعزيزات الموجودة في أوروبا في وقت مناسب لمنع موت السفير الأميركي. ورفض مسؤولون دفاعيون كبار، شريطة عدم نشر أسمائهم، الانتقاد الذي يتهم البنتاغون بعدم التحرك بسرعة لإرسال تعزيزات لإنقاذ القنصلية أو استخدام طائرات مسلحة بلا طيار لإطلاق النار على المهاجمين. وأوضح مسؤول أن «وزارة الدفاع تحركت بسرعة بعد علمها بالحوادث الجارية في بنغازي». وأضاف أن قوات مشاة البحرية والقوات الخاصة والأفرع العسكرية الأخرى إما تم توظيفها أو تحريكها خلال الهجوم. وقال «للأسف لم يتوافر بديل أو خيارات طيران إضافية في إطار زمني لتكون فعالة»، حسبما نقلت «رويترز».

وأصبح رد إدارة الرئيس باراك أوباما على هذا الهجوم قضية بالغة الحساسية من الناحية السياسية في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية. ونشرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية التي توجد لها قاعدة قرب القنصلية ووزارة الخارجية جداول زمنية للحادث.

ووفقا للجدول الزمني للبنتاغون فإن قيادة أفريقيا بالجيش الأميركي والتي تتخذ من أوروبا مقرا لها أمرت بتحويل طائرة بلا طيار للمراقبة إلى بنغازي بشرق ليبيا بعد 17 دقيقة فقط من بدء الهجوم على القنصلية في أول عمل عسكري ردا على الحادث. واستغرق وصول الطائرة لمكان الهجوم أكثر من ساعة.

وتم إخطار مكتب وزير الدفاع ليون بانيتا بالهجوم بعد 50 دقيقة من بدئه، وعلم بانيتا به بعد فترة وجيزة من ذلك أثناء توجهه هو ورئيس هيئة الأركان المشتركة لاجتماع سبق ترتيبه مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض.

وذكر الجدول الزمني أن أوباما وبانيتا والجنرال مارتن ديمبسي، قائد هيئة الأركان الأميركية المشتركة، ناقشوا الردود المحتملة على الأحداث الجارية في بنغازي خلال الاجتماع الذي بدأ بعد 78 دقيقة من بدء الهجوم على القنصلية.

وعاد بانيتا وديمبسي بعد ذلك إلى وزارة الدفاع، وبدآ سلسلة اجتماعات على مدى ساعتين مع الجنرال كارتر هام قائد قيادة أفريقيا وقادة عسكريين كبار آخرين من الساعة 12 صباحا إلى الثانية صباحا لتنظيم الرد على الهجوم.

لكن لدى وصولهم إلى البنتاغون، قام فريق من وكالة المخابرات الأميركية وصل من قاعدة قريبة بنقل الأشخاص الناجين من القنصلية في بنغازي بعد ساعتين تقريبا من بدء الهجوم. وكان السفير كريستوفر ستيفنز مفقودا. وعثر على جثة ستيفنز في مستشفى محلي. وقد مات على ما يبدو مختنقا في المجمع الدبلوماسي الذي امتلأ بالدخان بعد أن أضرم المهاجمون النار فيه. ومات ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين في الهجوم على القنصلية وملحق قريب للوكالة المركزية.

وقال مسؤول دفاعي كبير للصحافيين «عندما وصلت التقارير الأولية عرفنا أنه لا يمكن الوصول إلى السفير»، مضيفا «ناقشنا على سبيل المثال احتمال القيام بسيناريو لإنقاذ رهائن. ومن ثم لم نكن نعرف ما إذا كان هذا سيكون حدثا يستغرق ساعات أو أياما أو فترة أطول».

وخلال الاجتماع صاغت المجموعة ردا على الهجوم وأعطت أوامر شفهية بالتحضير لإرسال فريقين من قوات مشاة البحرية المتخصصة في مكافحة الإرهاب والتي تستخدم في توفير الأمن ووحدتين من القوات الخاصة إحداهما متمركزة في أوروبا والأخرى في الولايات المتحدة.

وخصص فريق من قوات مشاة البحرية الأميركية لمكافحة الإرهاب للسفارة الأميركية في طرابلس والآخر للقنصلية في بنغازي. وصدرت أوامر لوحدات القوات الخاصة بالاستعداد للذهاب لقاعدة انطلاق في أوروبا.

وفي الوقت الذي كانت تعقد فيه اجتماعات البنتاغون، غادر فريق أمني مؤلف من ستة رجال السفارة في طرابلس إلى بنغازي، وهبط في المطار في الساعة 1.30 صباحا بتوقيت ليبيا(7.30 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة). وقال جدول زمني لوكالة المخابرات الأميركية نشر الأسبوع الماضي إن الفريق تأخر في المطار خلال محاولته تنظيم النقل وتحديد مكان السفير المفقود.

ووصل الفريق من طرابلس إلى قاعدة المخابرات الأميركية في بنغازي في نحو الساعة 5.15 صباحا بالتوقيت الليبي (11.15 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة) مع بداية هجوم بالمورتر من قبل المتشددين أدى إلى قتل اثنين من رجال الأمن الأميركيين.

وبعد ذلك بساعة وصلت وحدة عسكرية ليبية إلى قاعدة المخابرات الأميركية، وساعدت في إخلاء كل الأميركيين وجثث ستيفنز والأميركيين القتلى الآخرين.