السلطات السورية تضع يدها على موجودات عقارات حماس بما فيها السيارات والأغنام

مصدر لـ «الشرق الأوسط» إنها صادرت أسلحة خفيفة وحققت مع حراس منازل

TT

قال مصدر مطلع في حركة حماس، لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات السورية استولت على أسلحة خفيفة وسيارات، وصادرت كل محتويات المكاتب والمنازل التابعة لحماس في سوريا بعدما اقتحمتها قبل أيام. وبحسب المصدر، فإن القوات السورية اقتحمت منازل قادة حماس وبعض مكاتبها ومزرعة تابعة للحركة في دمشق، واعتقلت جميع الحراس الشخصيين وصادرت أسلحتهم وبعض الأسلحة الخفيفة الأخرى التابعة لطواقم الحراسة، وجردت كل الموجودات في منازل ومكاتب الحركة، بوجود الحراس ثم صادرتها.

وأضاف قائلا «حققوا مع الحراس وجميعهم فلسطينيون، لعدة ساعات، ثم أطلقوا سراحهم شريطة أن يعودوا إلى منازلهم وألا يمارسوا أي نشاط». وتابع القول إنهم «وضعوا اليد على منازل ومقار الحركة، وأغلقوا بعضها بالشمع الأحمر، وسيطروا على بعضها»، مؤكدا أن أي ملفات مهمة لم تقع في يد السوريين. وأضاف أن «كل المسؤولين أصبحوا خارج دمشق، وجميع الملفات التنظيمية أتلفت أو أخرجت من سوريا في الفترة الماضية أيضا».

وشدد القول عند سؤاله عن العهدة التي تحدث عنها صلاح البردويل أحد قادة حماس في غزة، بأنه «لم يكن هناك أي ملفات مهمة، كل ما صادروه متعلق بموجودات مادية فقط، سلاح وسيارات ومحتويات المنازل والمكاتب الفارغة».

وكانت القوات السورية قد اقتحمت منازل كل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، ونائبه موسى أبو مرزوق، وعضوي المكتب السياسي عماد العلمي، وعزت الرشق، وصادرت كل ما فيها، وأغلقتها، كما استولت على مزرعة تابعة للحركة في منطقة دروشة في ريف دمشق، وقامت بمصادرة جميع ما فيها من غنائم وسيارات.

وقالت حماس إن القوات السورية غيرت أقفال المنازل وأغلقتها، ثم صادرت السيارات التابعة للحركة. وقللت الحركة من أهمية الخطوة، وقال موسى أبو مرزوق إن «إغلاق المكتب لا يغلق صفحة التاريخ، فقد سجلت في هذه المكاتب والمنازل أحداث لا تنسى والتقينا فيها بشخصيات لها في التاريخ مكان»، متسائلا «ما هي الرسالة السياسية التي يحاولون إرسالها للحركة وهي لم تسئ لأحد، لكنها وقفت مع شعب عظيم كريم أصيل يشرف من يكون على رأسه ويدير أمره بإرادته وخياره؟!».

وكانت علاقة حماس مع سوريا قد توترت إلى أبعد حد، بعد شهور من اندلاع الأزمة في سوريا بسبب عدم إعلان حماس موقفا مؤيدا للرئيس السوري بشار الأسد، ثم ساءت بعدما بدأت حماس تتبنى مواقف أقرب للثورة السورية، وانقطعت تماما بعد مشاركة مشعل في المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية التركي، نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، والذي ركز على دعم الثورة السورية وإسقاط النظام. وقال مشعل في المؤتمر: «نحيي ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والديمقراطية ونريد أن نوقف دماء هذا الشعب»، فرد التلفزيون السوري بوصف مشعل بالمقاوم المشرد الذي باع المقاومة بالسلطة.

وقال المصدر «لم يكن بالإمكان السكوت على شلال الدماء في سوريا». وأضاف أن «حماس اختارت الانحياز إلى الشعب السوري والفلسطيني على حساب العلاقة مع النظام هناك». وتابع القول إن «حماس تقدر ما قدمه النظام سابقا، لكن من دعمنا في الحق لا ندعمه في الباطل».