بترايوس مهندس استراتيجية الولايات المتحدة في العراق

نجا من الموت مرتين وفلسفته «ضرورة العيش وسط الشعوب»

TT

يعد الجنرال ديفيد بترايوس الذي قدم استقالته على رأس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، أشهر ضابط في الجيش الأميركي، ومهندس الاستراتيجية الرابحة للولايات المتحدة في العراق. عندما وافق مجلس الشيوخ في 30 يونيو (حزيران) 2011 على تعيينه مديرا لـ«سي آي إيه»، كان بترايوس قائدا لـ140 ألف جندي تابعين للقوة الدولية لإحلال الأمن في أفغانستان. بترايوس ابن مهاجر هولندي، ويعتبر «جنديا مثقفا» يصفه المعجبون به بأنه «في غاية الذكاء»، فيما يعتبره آخرون «متغطرسا»، لكن الجميع يجمعون على احترامه. شهدت علاقاته بالبيت الأبيض وبالرئيس أوباما تقلبات، بدءا بتوتر مطلع 2009 عندما وافق الرئيس على إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، بينما كان بترايوس يطلب عددا أكبر بكثير ليكرر استراتيجية تعزيز القوات التي نجحت في العراق.

يعرف بترايوس خصوصا بكونه مهندس الاستراتيجية الناجحة، فقد أثبت هذا الجنرال جدارته على رأس قوات الائتلاف في العراق، حيث وضع استراتيجية لمكافحة المتمردين أدت إلى تحسن الوضع الأمني وأتاحت الشروع في سحب القوات الأميركية من هذا البلد وصولا إلى سحب كامل القوات القتالية بحلول نهاية أغسطس (آب) المقبل. قبل تولي مهامه في العراق لخص بترايوس استراتيجيته قائلا: «ينبغي العيش وسط» الشعوب.

وعندما أعلن أوباما انسحاب القوات تدريجيا حتى سبتمبر (أيلول) 2012, أكد الجنرال أنها «صيغة أكثر تشددا من البرنامج الزمني» الذي تقدم به. وقد طرح اسم الجنرال بترايوس لعدة مناصب رفيعة في الهيئة العسكرية، مثل رئيس أركان الجيوش الأميركية وكبير المستشارين العسكريين للرئيس. لكنه عين في نهاية المطاف مديرا عاما لـ«سي آي إيه»، حيث أخذت في الاعتبار تجربته في مكافحة تنظيم القاعدة. اكتسب بترايوس سمعته الأساسية في العراق؛ ففي 2003 كان قائدا للقوات الأميركية لشمال العراق، وقائد الفرقة 101 المحمولة جوا. وبعد ذلك أشرف حتى 2005 على إعادة بناء الجيش العراقي.

وقد اتبع الرئيس السابق جورج بوش نصائحه جزئيا عندما قرر إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى العراق. وفي أواخر يناير (كانون الثاني) 2007 صادق مجلس الشيوخ على تعيينه على رأس قيادة التحالف الدولي في العراق. وسعى في هذا المنصب إلى تطبيق فلسفته التي نضجت بعدما طورها في أطروحته حول الأخطاء التي ارتكبها الأميركيون في فيتنام. وبعد ذلك عين هذا المظلي المتحدر من ولاية نيويورك والذي يحمل دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة برينستون العريقة 1987، وصاحب الخبرة الميدانية المتينة التي لا غبار عليها، رئيسا للقيادة المركزية الأميركية. ومن هذا المنصب دعي صيف 2010 ليحل محل ستانلي ماكريستال على رأس القوات الدولية في أفغانستان.

يرى بترايوس أن القائد المثالي محارب قادر على الإلمام بكل تعقيدات أي نزاع على أرض أجنبية يجري بلغة وثقافة مختلفتين، وقادر على وضع نفسه في موضع العدو. والجنرال بترايوس مولع بممارسة الرياضة، وقد نجا مرتين من الموت؛ مرة عندما أصيب بالرصاص بشكل عرضي، ومرة في حادث قفز بالمظلة.