خاطفو اللبنانيين يطالبون ذوي المخطوفين بالتظاهر أمام سفارتي طهران ودمشق

زغيب لـ «الشرق الأوسط»: أنقرة هي المؤثر الوحيد

TT

أكد الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بمتابعة ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا، أن أهالي المخطوفين لم يتخذوا بعد قرارا بالتظاهر أمام سفارتي سوريا وإيران في بيروت، استجابة لطلب الخاطفين، مشددا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على أن حل الملف «بيد تركيا، وليس بيد دمشق وطهران».

وكان أهالي المخطوفين قد تلقوا أول من أمس اتصالا من المخطوفين في أعزاز يطالبون ذويهم بالاعتصام أمام سفارتي طهران ودمشق في بيروت، وطرد السفير السوري من لبنان. وقال المخطوف المحرر عوض إبراهيم، في مداخلة تلفزيونية، إن الهدف من التحرك هو «توصيل رسالة معينة»، مشيرا إلى أن «الأهالي تحدثوا عبر الهاتف مع المخطوفين».

وفي حين أكدت معلومات صحافية أن الأهالي قرروا التظاهر أمام السفارة السورية في بيروت غدا الاثنين، استجابة لمطلب الخاطفين؛ نفى أدهم زغيب، نجل أحد المخطوفين، القيام بهذه الخطوة. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن التحرك «يُبتّ به مساء الثلاثاء، بعد المشاركة في مهرجان للتضامن مع المخطوفين اللبنانيين والمبعدين قسرا تنظمه هيئات مقربة من قوى 14 آذار في وسط بيروت».

بدوره، رأى دانيال شعيب، أخو المخطوف في سوريا عباس شعيب، أن «المسألة لم تعد مسألة حملة وإنما هناك أهالي وأولاد وأطفال يبتزون»، مشيرا إلى أن «الموضوع سياسي، وهناك مطالب سياسية لدول كبرى». وأكد «إننا كـ(حملة بدر الكبرى) لا نملك قرارا بالتظاهر أمام السفارتين السورية والإيرانية، فالأمر يعود لأهالي المخطوفين».

في سياق متصل، تم تداول معلومات عن أن المخطوفين سيُطلق سراحهم بعد أسبوعين من اعتصام ذويهم أمام السفارتين السورية والإيرانية. وقالت مصادر أهالي المخطوفين لـ«الشرق الأوسط» إن مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم المكلف من الحكومة اللبنانية بمتابعة الملف «لم يتقاعس في معالجة الموضوع، وهو على تواصل مباشر مع أهالي المخطوفين». ودعت المصادر الجهات اللبنانية إلى «توحيد الجهود بين اللواء إبراهيم والنائب عقاب صقر وغيرهما من الأطراف بغية الوصول إلى تحرير المخطوفين»، مؤكدة أن القضية «وطنية لا تحتمل أن يعمل كل شخص بمفرده».

من جهته، نفى الشيخ عباس زغيب التحرك غدا، مشيرا إلى أن أهالي المفقودين «لم يتخذوا قرارا بعد بالتحرك أمام السفارتين، لأن هذه الاعتصام لن يفيد القضية، كون دمشق وطهران غير مؤثرتين في قضية المخطوفين، فيما المؤثر الوحيد هو الطرف التركي».

وتساءل الشيخ زغيب «إذا كانت المعارضة السورية تعتبر إيران طرفا في النزاع السوري، فكيف يمكن أن يتدخل عدو في قضية المخطوفين؟»، معتبرا أن هذا الطلب «غير عقلاني، وإذا لبى الأهالي مطلب الخاطفين فإن تحركهم سيكون عاطفيا، وليس عقلانيا». ووصف المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بمتابعة الملف مطلب الجهة الخاطفة بـ«الابتزاز»، معتبرا أن الاستجابة للطلب ستكون «مشبوهة وانجرارا وراء الغرائز»، داعيا تركيا لإنهاء هذا الملف «بغية الحفاظ على العلاقات الطبيعية بين دولتين وشعبين، وللتعبير عن رشد سياسي في التعاطي مع هذا الملف».

وإذ أكد أن ملف المخطوفين «في يد السلطات التركية حصرا»، توجه إلى أنقرة بالقول «اللبنانيون غير قاصرين عن موضوع خطف مواطنين أتراك وأخذ حقهم بيدهم، بدليل التجربة الأخيرة التي ما زالت ماثلة» في إشارة إلى قيام عشيرة آل المقداد بخطف مواطن تركي في بيروت. وأضاف «المفروض أن تتفهم تركيا طلبنا تدخلها للإفراج عن اللبنانيين، وتتعاطى مع القضية بالمنطق العقلاني، وليس بمنطق العثمانيين».

وردا على اتهام بعض أطراف المعارضة السورية خاطف اللبنانيين المعروف بـ«أبو إبراهيم» بأنه مجند من النظام السوري، قال زغيب «إذا كان تابعا للنظام، فكيف تسمح السلطات التركية له بإدخال اللبنانيْين المحررين إلى تركيا؟.. علما بأنه المسيطر على تلك المنطقة الحدودية»، مشيرا إلى أن «دخول بعض أهالي المخطوفين والصحافيين إلى داخل الأراضي السورية من تركيا يؤكد أنه تابع لجهاز تركي».

وكان المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادا اعتبر أن أبو إبراهيم الذي يتزعم منطقة أعزاز «مزروع فيها من قبل النظام السوري»، مشددا في حديث تلفزيوني على أن «الثورة السورية بريئة من أبو إبراهيم».