مصريون بالخارج لا ينظرون بثقة كافية للمرحلة الجديدة

انقسموا بين مؤيد ومعارض لسياسات الرئيس مرسي

TT

لا ينظر غالبية المصريين بالخارج بثقة كافية للمرحلة الجديدة. وانقسموا بين مؤيد ومعارض لسياسات الرئيس محمد مرسي. ويبلغ عدد المصريين الذين يعيشون خارج بلادهم نحو 8 ملايين، لكن الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات لا يزيد على نصف مليون فقط. وحصل مرسي على نحو 75 في المائة من أصوات مصريي الخارج أمام منافسه الفريق أحمد شفيق.

وفي مدينة الدار البيضاء المغربية، حيث يعمل سائقا لشاحنة كبيرة يقول محمد عبد الرازق: «من الصعب العودة لمصر الآن لأن الظروف غير مناسبة والأحوال الاقتصادية لم تتحسن بعد.. أنا أتابع جيدا كل ما يحدث فلدي عائلتي وأهلي هناك وأحاول بقدر الإمكان متابعة الظروف لأني أتأثر بها أيضا».

وكان عبد الرازق يعمل كسائق أيضا في دبي. وجاء للعمل في المغرب بعد أن قلصت شركته السابقة العمالة عقب الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008، ويوضح: «لم أستطع المشاركة في الانتخابات الماضية ولكني أتمنى أن يستطيع الرئيس مرسي تنفيذ وعوده وتتحسن الظروف والأحوال ونجد عملا كريما في بلادنا».

وعلى مقهى شهير في أحد شوارع الدار البيضاء راح مصري آخر يدعى أحمد مصطفى يتابع عبر شاشة التلفزيون أخبار المظاهرات المطالبة بـ«تطبيق الشريعة» التي جرت يوم الجمعة الماضي. ويقول مصطفى: «لا أعرف متى ستستقر الأمور لدينا.. منذ الثورة (مطلع العام الماضي) ونحن ننتظر هذا الاستقرار ولكنه لا يحدث».

ويضيف مصطفى الذي حضر للمغرب في مهمة عمل لشركته الخليجية التي يعمل بها: «هناك دول مسلمة كثيرة نحن نعيش ونعمل فيها ولا أحد يتحدث عن الشريعة فكلنا مسلمون». ويتابع: «كنت أتمنى أن يبدأ النظام الجديد بإصلاح الاقتصاد بخلق فرص عمل بدلا من الحديث عن تحديد سن زواج البنات».

ويقول طه كمال الذي يعمل في الدار البيضاء أيضا: «كنت أتمنى أن تعطي الحكومة الجديدة اهتماما بالمواطن قبل الإجراءات.. سياسات النظام السابق دفعتنا للخروج من مصر وأعتقد أن النظام الجديد لن يستطيع تحقيق أمنياتنا بالعودة لأهلنا في مصر».

وتعتبر التحويلات المالية من المصريين في الخارج أحد أعمدة أربعة يرتكز عليها الاقتصاد المصري، إلى جانب دخل قناة السويس والضرائب والسياحة. وقدرت منظمة الهجرة الدولية قبل ثلاث سنوات أن مصر تعد أكبر متلق للتحويلات الخارجية في منطقة الشرق الأوسط. ويصل إجمالي تحويلات المصريين بالخارج بحسب تقارير دولية ما بين 8 و10 مليارات دولار سنويا.

ويتابع كمال الذي يعمل مهندسا كبيرا بإحدى شركات المقاولات العالمية وتضطره ظروف عمله للسفر من دولة لأخرى: «أعتقد أن من كان يريد أن يحدث تغييرا للأفضل في مصر كان فعل ذلك منذ أول لحظة، لكن ما يجري الآن كما أرى هو أنهم يدخلوننا في متاهة تلو الأخرى».