خبير أممي يحقق مع إيرانيين في أوروبا حول تعرضهم لانتهاكات

طهران: أميركا ليست مؤهلة للعضوية في مجلس حقوق الإنسان

TT

قرر المحقق الخاص للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية أحمد شهيد، التوجه لدى الشتات الإيراني في ألمانيا والسويد والنرويج لإجراء تحقيق ثان بتهم تعذيب وتمييز، وذلك بعد أن رفضت السلطات الإيرانية إعطاء جواب إيجابي لطلبه التوجه إلى إيران التي تواجه اتهامات بانتهاك حقوق المعارضين والناشطين والنساء. وبدورها صبت طهران جام غضبها على الولايات المتحدة، ودعت الدول الأعضاء النامية في الأمم المتحدة إلى رفض تجديد عضوية أميركا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية.

وأعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة من أجل حقوق الإنسان أن أحمد شهيد سيتوجه إلى هذه الدول (ألمانيا والسويد والنرويج) بعد غد (الثلاثاء) من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، وسيلتقي فيها ناشطين إيرانيين يقطنون فيها للتحقيق حول «الاتهامات بتعذيب الناشطين والحقوقيين والصحافيين والتمييز بحق النساء والأقليات الإثنية والدينية».

وقال شهيد: «تلقيت معلومات تتحدث دائما عن ادعاءات مقلقة حول الوضع الحالي لحقوق الإنسان في إيران». وينوي محقق الأمم المتحدة «جمع معلومات إضافية لدى إيرانيين يمكن أن تؤكد هذه الادعاءات»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان شهيد أجرى تحقيقا مماثلا عام 2011 في فرنسا وألمانيا وبلجيكا. وهو لم يحصل بعد على رد إيجابي للطلبات الرسمية التي تقدم بها إلى السلطات الإيرانية لزيارة إيران منذ أن تسلم منصبه في أغسطس (آب) 2011.

وفي غضون ذلك، دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة الدول النامية التي كان لها دور مهم في تشكيل مجلس حقوق الإنسان لرفض تجديد عضوية أميركا في المجلس.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن تصريح مهمان باراست جاء ردا على تقدم الولايات المتحدة، وهي عضو حاليا في المجلس، بطلب لتجديد عضويتها.

وقال المتحدث إن «الإدارة الأميركية، نظرا لافتقارها لسجل طيب في مجال حقوق الإنسان وأدائها المنافي للمعايير والمواصفات المدرجة في معاهدات حقوق الإنسان للأمم المتحدة، فإنها فاقدة لمعايير العضوية في مجلس حقوق الإنسان الذي يعد من أهم الآليات الدولية لحقوق الإنسان».

وتتنافس 5 دول غربية هي الولايات المتحدة وألمانيا واليونان وآيرلندا والسويد، على ثلاثة مقاعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الانتخابات التي ستجريها الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم غد الاثنين.

وتنتخب الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام 18 دولة لتحل محل الدول التي تكمل مدتها والمحددة بثلاث سنوات بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) في المجلس المكون من 47 عضوا، ويتخذ من جنيف مقرا له، وتتعرض عمليات التصويت به لانتقادات بسبب مناهضتها لإسرائيل.

ويتطلب انتخاب الدولة لعضوية مجلس حقوق الإنسان الحصول على 97 صوتا في الجمعية العامة التي يصل عدد أعضائها إلى 193 صوتا. ويمكن انتخابات الدول الأعضاء مدتين متتاليتين كل منها ثلاث سنوات.

وجاءت الدعوة الإيرانية للدول النامية بعد أن طالبت وزارة الخارجية الأميركية طهران بفتح تحقيق حول وفاة مدون إيراني في السجن كان اعتقل نهاية أكتوبر (تشرين الأول) وتوفي في السجن، حسبما أعلنت منظمات حقوق الإنسان.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند في بيان أول من أمس: «نحن مصدومون من الأنباء التي تحدثت عن أن السلطات الإيرانية عذبت وقتلت المدون والناشط ستار بهشتي خلال استجوابه في السجن».

وكان ستار بهشتي الذي أعلنت وفاته من جانب منظمات حقوقية عدة، مسجونا داخل معتقل في كاهيرزاك جنوب طهران.

وأضافت نولاند أن «بهشتي أوقف لارتكابه جريمة التعبير عن آرائه السياسية على الإنترنت. إننا نتشارك مع الأسرة الدولية لمطالبة الحكومة الإيرانية بفتح تحقيق حول عملية القتل هذه، وأن تعاقب المسؤولين عن اعتقال وأعمال التعذيب وموت بهشتي، وأن توقف فورا مضايقة عائلته».

واعتبرت أن «ستار بهشتي هو أحد آلاف الضحايا في حملة القمع العنيف والمس بالحريات الأساسية التي تشنها الحكومة الإيرانية».