مقاتلون أكراد يسيطرون على مدينتي الدرباسية وتل تمر شمال شرقي سوريا

مفاوضات قادها الأهالي ساهمت في انسحاب قوات النظام من دون معارك

لاجئة سورية تحمل طفلتها تفر إلى الحدود التركية من منطقة رأس العين أمس (رويترز)
TT

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مقاتلين أكراد سيطروا الليلة (ما قبل) الماضية على مدينتي الدرباسية وتل تمر في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، وذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلين معارضين على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا».

ولفت مدير المرصد رامي عبد الرحمن في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن تحرير هاتين المدينتين كان على أيدي مقاتلي حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، الذي يعد الحزب الكردي الوحيد المسلح وهو يقاتل إلى جانب الثوار. وشرح عبد الرحمن كيفية السيطرة على هاتين المدينتين، فأشار إلى أن قوة مسلحة معروفة باسم «كتائب غرباء الشام» وهي تنظيم إسلامي، دخلت قبل يومين إلى منطقة رأس العين الحدودية وخاضت معارك مع قوات النظام وتمكنت من تحريرها والسيطرة على هذه المنطقة التي هي ذات غالبية عربية، ثم جرى تنسيق بين هذه الكتيبة وبين «وحدة حماية الشعب الكردي»، وبعد حشد أعداد كبيرة من المقاتلين التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، دخل الأهالي في مفاوضات مع القوات النظامية، طالبين منها الانسحاب من هذه المقار لتجنيب مناطقهم معارك كتلك التي شهدتها مدينة رأس العين بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة، انتهت بسيطرة هذه المجموعات على المدينة. مشيرا إلى أن «المقاتلين الأكراد سيطروا أيضا على المعبر الحدودي مع تركيا في الدرباسية، وهو معبر صغير».

بدوره أعلن مسؤول الإعلام في حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» نواف خليل، أن «مجموعات وحدة حماية الشعب والضغط الذي مورس من الأهالي على القوات النظامية هو الذي جعل هذه القوات ترضخ وتنسحب من مدينتي الدرباسية وتل تمر». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تمكنا من محاصرة قوات النظام داخل المراكز الأمنية ووضعناهم تحت الأمر الواقع فرضخوا وانسحبوا». أضاف: «نحن قوى نظمنا أنفسنا بشكل جيد منذ سنوات، وعند بدء الثورة كنا جزءا منها وكانت لدينا قناعة أن هذا النظام ساقط لا محالة». مشيرا إلى أن «الوجود العسكري والأمني التابع للنظام السوري بات شبه معدوم في المناطق الكردية باستثناء مدينة القامشلي التي هي مركز القضاء، وتواجد أقل في مدينة المالكية، أما المراكز والمخافر الحدودية فكلها باتت تحت سيطرة شبابنا، وأعتقد أن تحرير القامشلي لن يتأخر كثيرا».

في هذا الوقت أوضح الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي مقداد، أن «العمليات العسكرية بدأت في المناطق الكردية منذ يومين». وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأخوة الأكراد هم الذين بدأوا ينظفون مناطقهم من فلول النظام، لأنهم لم يعودوا يقبلون أن تبقى هذه المناطق خارج سيطرة أهلها وتحت رحمة النظام والشبيحة». وذكّر بأن «الأكراد هم رواد الثورة السورية وهم بدأوا ثورتهم منذ عام 2004 من أجل نيل حقوقهم لكن بشار الأسد حاول إبادتهم يومها، واليوم بات الأكراد جزءا أساسيا في الثورة الشعبية ولديهم لواء من المقاتلين داخل الجيش السوري الحر، والكل يعرف أن أحدا لم يظلم الأكراد بقدر ما ظلمهم حافظ الأسد وابنه بشار». ولفت مقداد إلى أن «هذه المناطق تتحرر بنضال أبنائها، وهي ستتحرر بكاملها لأنه لم يعد مسموحا بقاء أي نفوذ للنظام في المناطق الكردية وفي كل المناطق الحدودية مع تركيا التي باتت بمعظمها محررة».