الرئيس اللبناني يصر على «الخروج من اللحظة الحرجة عبر الحوار»

حوري لـ «الشرق الأوسط» : استمرار الحكومة يعطل العمل التشريعي

TT

احتدم النقاش في لبنان حول بقاء الحكومة اللبنانية ومقاطعة الحوار الوطني وقانون الانتخابات، إذ يصر فريق 14 آذار على مقاطعة جلسات الحوار، وعبر عنه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالقول إن الوقت غير ملائم للاشتباكات الكلامية «بل هو لإيقاف آلة القتل»، بينما يواصل أطراف فريق 8 آذار بالدعوة إلى الحوار الوطني والحفاظ على الاستقرار.

وفي وقت تشهد فيه الساحة السياسية في لبنان جدلا حادا حول مقاطعة جلسات الحوار الوطني وقانون الانتخابات النيابية المزمع الاتفاق عليه قبل ربيع العام المقبل، تقود المؤشرات، بحسب متابعين، إلى أن قانون الستين، الذي أجريت على أساسه الانتخابات في دورة عام 2009، سيسري على انتخابات عام 2013.

غير أن عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عمار حوري أكد قائلا: «إننا نفضل أن تجري الانتخابات وفق قانون أكثر تطورا، لكن استمرار الحكومة يعطل العمل التشريعي والحياة السياسية في البلد»، محملا في اتصال مع «الشرق الأوسط» الحكومة اللبنانية «مسؤولية عدم البحث في قانون جديد وعصري»، وأضاف: «إذا بقي الحال على ما هو عليه، فلن يكون أمامنا خيار آخر، حيث ستجري الانتخابات وفق قانون الدوحة النافذ، أي الستين معدلا، لأن إجراء الانتخابات سيكون أهم من تأجيلها».

وعن الدعوات المتواصلة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والوزراء المحسوبين عليه للعودة إلى طاولة الحوار، قال حوري: «نقدر رئيس الجمهورية وجهوده لمواصلة الحوار، لكن من نحاور؟». وتساءل: «هل نحاور من تمنّع عن تسليم المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب بطرس حرب، وجهز البيئة السياسية لاغتيال اللواء وسام الحسن؟ وهل نحاور من نكث بعهوده؟»، وأضاف: «إذا كانت قاعدة الحوار حول حكومة وحدة وطنية، فلماذا استقالوا من تلك الحكومة قبل نحو عامين؟».

وكان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أشار إلى أن «لبنان يمر بمرحلة دقيقة»، إلا أنه «لم يستسلم في تاريخه أمام الأكثر منها صعوبة، واستطاع بقوة إرادة الخيرين في الحكومة وخارجها أن يتجاوز التحديات مهما كانت المعطيات تجافي إرادة اللبنانيين»، لافتا إلى أن «(رئيس الجمهورية ميشال) سليمان يتابع بإصرار وصبر طريق الخروج من اللحظة الحرجة عبر الحوار، تجنبا للمزيد من الانقسامات السياسية التي نحن في غنى عنها». وأردف: «هذا هو دور الدولة».

من جهته، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن «قوى 14 آذار ستفوز في الانتخابات النيابية المقبلة مهما كان قانون الانتخاب الجديد الذي يحاول الفريق الآخر تمريره». ورأى أن «طريقة الفريق الآخر في ممارسة السياسة هي فرض جو من الإرهاب ووضع ضغط نفسي ومستمر على نفوس الناس، للوصول إلى مبتغاه، لكنه في الحقيقة لن يستطيع نيل ما يريده». وردّ جعجع على المنادين بالحوار «ولو أن البعض منهم نواياه حسنة»، بالقول إن «الوقت غير ملائم للبحث في جنس الملائكة؛ بل الوقت هو لإيقاف آلة القتل»، لافتا إلى أنه «لا حياة سياسية فعلية بوجود هذه الآلة».

في المقابل، واصلت أطراف قوى 8 آذار بالدعوة للحوار. ودعا مسؤول منطقة البقاع في «حزب الله» محمد ياغي فريق 14 آذار إلى «العودة لطاولة الحوار للمناقشة في الأمور الحيوية التي تعنى بمصلحة الوطن وبكيفية تحصينه واستقراره».

ورأى أن «مقاطعة هذا الفريق للمجلس النيابي سترتد سلبا على المقاطعين، وهذه المقاطعة لن تعود بالفائدة على أحد، لا سيما الوطن، والمتضرر الأول هو الشعب اللبناني في مصالحه وأعماله واقتصاده».

بدوره، اعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب أيوب حميد أن «الحوار هو السبيل الوحيدة لمواجهة الأخطار المحدقة بالوطن، وأن المؤسسات الدستورية والحكومية هي الأماكن المثلى للنقاش والتحاور»، داعيا إلى «الاستفادة من الموقف الدولي المؤيد لتحييد لبنان».