ابنة مؤسس «الإخوان»: توجد تيارات إسلامية تمنع المرأة من ممارسة حقوقها

«استشهاد البنا» قالت: نريد أن يستعيد الأزهر مكانته

استشهاد البنا
TT

في أول ظهور علني لها شاركت الدكتورة «استشهاد» ابنة الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مؤتمر عالمي للإسلاميين في القاهرة، تحت عنوان «الإسلاميون وتحدي السلطة»، والذي اختتم فعالياته أمس (الأحد)، وقالت في كلمة لها في المؤتمر: «توجد الآن تيارات تمنع المرأة من ممارسة حقوقها». وقدمت «استشهاد» ورقة عمل بعنوان: «قضايا المرأة ومشاركتها السياسية لدى التيارات الإسلامية المعاصرة».

ويري مراقبون أن ظهور ابنة البنا هو انتصار جديد للإسلاميين بعد سنوات من الإقصاء مارسها ضدهم نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وأن ظهورها أمس جاء بهدف التأكيد على حقوق المرأة مع صعود الإسلاميين للسلطة ومطالبة بعض التيارات الدينية المتشددة، وخصوصا السلفيين، بعودة المرأة من جديد إلى البيت وعدم مشاركتها في الحياة السياسية.

ورفضت الدكتورة استشهاد حسن البنا وجود كوتة (وهي عدد من المقاعد في البرلمان المصري بغرفتيه الشعب والشورى)، مؤكدة أن الأفضل للمرأة حتى تحصل على جميع حقوقها، وأن تترشح في الانتخابات التشريعية مثلها مثل الرجل والفيصل يكون لصندوق الاقتراع وللمقترع.

وكان نظام مبارك قد خصص كوتة للمرأة في البرلمان للتدليل على حفاظه على حقوق المرأة ومساواتها بالرجال. وأكدت الدكتورة استشهاد البنا خلال ورقة العمل التي قدمتها «ضرورة أن تحصل المرأة على حقوقها كاملة كما نصت عليها الشريعة الإسلامية وأحكامها، والتي تكرس المفهوم الوسطي للإسلام بما يمنع أي خلاف في طبيعة العلاقة بين الرجل بالمرأة والتي تقوم على التكامل دون شد وجذب».

وأوضحت الدكتور استشهاد قائلة: «يوجد الآن من يمنع المرأة من ممارسة حقوقها مستخدمين أحاديث بعضها موضوع للانتقاص من حق النساء، أو فهم الحديث خطأ». وضربت مثلا بترديد الحديث «ناقصات عقل ودين» في (إشارة إلى تيارات إسلامية متشددة).

وانتقدت الدكتورة استشهاد عودة الكثيرات عن الحجاب بدعوة التحرر والتماشي مع الغرب، وتابعت قائلة، إن «ظهور جماعة الإخوان أدى إلى السير في اتجاه حصول المرأة على حقوقها في مواجهة حركات التغريب»، وقالت: «لا يجب على مؤتمرات الأمم المتحدة والسكان أن تحدد لنا قيم المجتمع والتعامل مع المرأة»، منتقدة توقيع مصر على اتفاقيات في الأمم المتحدة ومؤتمرات السكان التي قالت إنها «تخالف الشريعة الإسلامية مثل إلغاء ولاية الرجل على المرأة وحرية المرأة في جسدها». ووجهت الدكتورة استشهاد البنا رسالة للأزهر الشريف قائلة: «نريد أن يستعيد الأزهر مكانته»، وشددت على ضرورة دور الأزهر في التثقيف وتعليم الناس وضع المرأة الحقيقي في المجتمع، وطالبت وسائل الإعلام بتبني قضايا المرأة من منظور إسلامي، موضحة أن «على الدولة أن تفعل قضايا المرأة ولا تهملها».

واختتم المنتدى العالمي للوسطية مؤتمره أمس والذي استمر لمدة يومين بحضور دعاة وعلماء دين من تركيا والأردن واليمن وتونس والكويت. وقال منتصر الزيات، رئيس منتدى الوسطية للفكر والثقافة والمنبثق عن المنتدى العالمي للوسطية: «أدركنا ضرورة أن يتحول المنتدى هذا العام إلى حالة من الحوار والمساجلة ومبارزة الأفكار بالأفكار حتى يؤدي ذلك إلى إزالة كافة الاحتقانات التي يمكن أن تصيب المجتمع».