محكمة عسكرية أميركية تستمع إلى شهادات في مجزرة قندهار

قتل فيها أطفال ومدنيون بنيران جندي أميركي في أفغانستان قبل 8 أشهر

TT

وصف رفيع الله، الفتى البالغ من العمر 15 عاما، وهو يغالب دموعه، كيف أن جدته قاومت مسلحا بزي عسكري عندما وضع مسدسه في فم شقيقته. وأضاف أن الجندي أطلق النار عليهم الثلاثة واحدا واحدا. وتأتي شهادة رفيع الله في إطار شهادة مؤثرة في المجزرة التي قتل فيها أطفال ومدنيون بنيران جندي أميركي في أفغانستان قبل ثمانية أشهر. وقدم رفيع الله وعدد من الشهود وأقارب الضحايا شهاداتهم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في جلسات استماع تسبق المحاكمة في قاعدة لويس ماكورد الأميركية العسكرية في ولاية واشنطن الغربية لتحديد ما إذا كان السرجنت روبرت بيلز سيمثل أمام محكمة عسكرية. ويواجه بيلز 16 تهمة بالقتل و6 تهم بالشروع في القتل، و7 تهم بالاعتداء، وتهمتين بتعاطي المخدرات وتهمة تناول الكحول. وقتل في المجزرة 22 شخصا من بينهم 17 ما بين نساء وأطفال، وجميعهم قتلوا برصاص في الرأس.

ويتهم بيلز (39 عاما) بأنه غادر قاعدته في إقليم بانجاوي في ولاية قندهار ليلة 11 مارس (آذار) لينفذ عمليات القتل التي كان من بين ضحاياها 9 أطفال. وهو متهم كذلك بإضرام النار في العديد من جثث القتلى.

وتعتبر هذه المجزرة الجريمة الأكثر دموية التي يرتكبها جندي أميركي خلال النزاع المستمر منذ عشر سنوات، وتعتبر اختبارا للعلاقات المتوترة بين واشنطن وكابل. وقال رفيع الله الذي كان يتحدث بلغة الباشتون ويرتدي الزي التقليدي، إنه كان نائما بالقرب من جدته وشقيقته زردانا عندما سمعوا قرعا على الباب.

وبعد أن استيقظت الجدة وذهبت لاستطلاع الأمر، «دخل الرجل إلى الغرفة وطلب مني الخروج، فبدأنا بالصراخ.. كان يرتدي الزي العسكري».

وردا على سؤال حول ما إذا كان الزي الذي يرتديه ذلك الرجل مشابها لزي الجنود الأميركيين، رد رفيع الله «نعم».

وقال وقد بدا التأثر واضحا في صوته: «كان يحمل بندقية ومسدسا. ووضع المسدس في فم شقيقتي وبعد ذلك بدأت جدتي في مقاومته، وعند ذلك فررت من الباب.. وركضت أنا وشقيقتي. وفور مغادرته الغرفة، فرت جدتي كذلك». وعند سؤاله عما حدث بعد ذلك، قال رفيع الله «لقد أطلق النار على جدتي وبعد ذلك على أختي ثم عليّ. أطلق النار على ساقيّ الاثنتين. وأصيبت زردانا في رأسها». ووصف سميح الله، والد رفيع الله وزردانا، الذي كان في مدينة قندهار وقت وقوع الهجوم، الرعب الذي انتابه عندما عاد إلى منزله وشاهد المجزرة. وقال إنه لدى وصوله شاهد جثث أربعة أفغان على الأرض ومن بينها جثة والد وابنته.

وأضاف: «لقد كانت الفتاة ترقد جانب والدها.. وأصيبت في رأسها الذي كانت الدماء تغطيه».

كما أدلت زردانا، التي كان عمرها 7 سنوات عندما أطلق بيلز عليها النار وتلقت العلاج في مستشفى عسكري أميركي، بشهادتها. وأكدت زردانا، التي كانت ترتدي حجابا بنفسجيا وترتشف العصير من علبة، أن مطلق النار عليها كان يرتدي قميصا باللون الكاكي.

وأدلى فتى صغير يدعى خان يرتدي قميصا أسود وقبعة تقليدية بيضاء، بشهادته. وشاهد ذلك الطفل الذي بدا أصغر من زردانا بسنوات، والده وهو يقتل في تلك الليلة.

ولزم بيلز الصمت طوال الاستماع إلى الشهادات. والاثنين شرح ممثلو الادعاء الاتهامات ضد بيلز، وقالوا إنه كان يشرب الخمور مع زملائه قبل المجزرة ويشاهد فيلم «رجل في النار» (مان أون فاير) الذي يلعب فيه الممثل دينزل واشنطن دور قاتل محترف سابق يقوم بعملية انتقامية.

وإذا ما أحيل بيلز إلى محكمة عسكرية وأدين، فقد يواجه عقوبة الموت.

وجرى نقل بيلز من أفغانستان إلى قاعدة فورت ليفينوورث في ولاية كانساس الأميركية بعد المجزرة. وبعدها نقل إلى قاعدة فورت لويس - ماكورد التي تتمركز فيها الكتيبة الأميركية الثانية وكتيبة المشاة الثالثة.

وجرى نقل زوجته وطفليه إلى قاعدة عسكرية جنوب سياتل لتأمين سلامتهم وحمايتهم من وسائل الإعلام.

وقبل جلسات الاستماع أكدت زوجة بيلز إيمانها ببراءته، وقالت إنه لا يتذكر عمليات القتل، وإنه صدم عندما تم إخباره بتفاصيل الاتهامات الموجهة له.