تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا عاجلا للجنة متابعة مبادرة السلام أمس في مقر الجامعة برئاسة رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وبحضور الرئيس الفلسطيني عباس، والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، بالإضافة إلى وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في اللجنة.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية السفير محمد صبيح في تصريحات له أمس إن الرئيس عباس سيقدم خلال الاجتماع تقريرا شاملا للجنة حول نتائج الاتصالات والجهود الفلسطينية بشأن خطة التحرك الفلسطيني المرتقبة في الأمم المتحدة بشأن الحصول على صفة الدولة غير عضو بالأمم المتحدة، خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، والعراقيل المتوقعة في ضوء الضغوط والتهديدات الاقتصادية والمالية والسياسية التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية من إسرائيل والإدارة الأميركية بسبب المسعى الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف صبيح أن الأمين العام للجامعة العربية سيقدم أيضا تقريرا حول خطة التحرك العربي في الجمعية العامة بشأن قاعدة التصويت على الطلب الفلسطيني، للتعرف حقيقة على موقف الدول المؤيدة والمعارضة والممتنعة من إجمالي الأصوات داخل الجمعية العامة والتي تبلغ 193 صوتا.
ومن المقرر أن يسبق الاجتماع، اجتماع غير عادى لمجلس الجامعة العربية بكامل هيئته على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة لبنان والتي يمثلها وزير خارجيتها عدنان منصور، وسيبحث الاجتماع في خمسة موضوعات تتضمن تطورات الأوضاع في سوريا والقضية الفلسطينية والاعتداء الإسرائيلي على مصنع اليرموك في الخرطوم، ومناقشة التحضيرات المتعلقة بمؤتمر 2012 حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط المقرر عقده في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2012 في هلسنكي، والتحضيرات المتعلقة بالاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الثاني والمقرر عقده في اليوم التالي للوزاري العربي بمقر الأمانة العامة بالقاهرة.
كما تعقد اليوم بمقر الجامعة العربية أعمال الاجتماع التحضيري المشترك لكبار المسؤولين من الجانبين العربي والأوروبي، لوضع اللمسات النهائية لأعمال الاجتماع المشترك الثاني لوزراء خارجية الدول العربية والأوروبية غدا الثلاثاء بمقر الجامعة العربية بهدف بحث سبل تنمية مجالات التعاون بين الجانبين.
وسيبحث الاجتماع مشروع الصيغة النهائية لمشروع «إعلان القاهرة» الذي سيصدر في ختام الاجتماع الوزاري المشترك.
من جهة أخرى أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن قضية فلسطين تمثل القضية المركزية للجامعة العربية وبؤرة اهتمام وتتصدر قراراتها جميع المستويات، من خلال التأكيد على الثوابت بإقامة الدولة ورفض الاحتلال، والاستيطان وعودة اللاجئين، موضحا أن الجامعة العربية تواصل التحرك على الصعيد الدولي، وكسب الدعم الدولي من أجل إلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية.
وقال العربي، في كلمة وجهها من مقر الجامعة العربية عبر الفيديو كونفرانس بمناسبة انطلاق فعاليات أسبوع الشباب الوطني الفلسطيني أمس الأحد برام الله، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي يتزامن مع إحياء الذكري الثامنة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، «إن الشعب الفلسطيني أثبت بكافة فئاته أنه على العهد في مواصلة النضال، ومحافظا على القضية العادلة وحمل لواء الحرية، وصامدا حتى تحقيق الاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».
وأضاف العربي في حديثه «باسم الأمانة العامة للجامعة أوجه التحية للشعب الفلسطيني الباسل، الذي يعاني ويلات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، واليوم وأنتم تعلنون انطلاق فعاليات شبابية، التي تتزامن مع ذكرى استشهاد أبو عمار، وفاء لذكراه ولروح شهداء فلسطين التي أضاءت أرواحهم شعلة النضال واستشهدوا من أجل فلسطين لتبقى حية».
وأوضح العربي أن طلب القيادة الفلسطينية والارتقاء لنيل دولة غير عضو في الأمم المتحدة، يأتي في إطار سياسي مبني على الشرعية الدولية، بهدف ترسيخ الحق الفلسطيني، ولرفع مكانة فلسطين بالحصول على دولة غير عضو، الأمر الذي يدفع المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش حرا، وخطوة لتثبيت الحق الفلسطيني على أرضه بما فيها أرضه المحتلة.