إسرائيل تطلق قذيفتين أخريين «مباشرة» على موقع تابع لقوات النظام السوري

الناطق باسم الجيش: سنرد على كل إطلاق بشكل مضاعف.. وبان كي مون يعرب عن قلقه ويدعو لضبط النفس

دبابات اسرائيلية تتخذ مواقع قتالية في هضبة الجولان المحتلة أمس (رويترز)
TT

أطلقت القوات الإسرائيلية، أمس، قذيفتين باتجاه بطارية مدفعية تابعة لجيش النظام السوري، على مقربة من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان السورية المحتلة.. بينما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه من التصعيد في الجولان، داعيا الطرفين السوري والإسرائيلي إلى ضبط النفس.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه اضطر إلى إطلاق القذيفتين لأن السوريين أطلقوا صاروخا سقط بالقرب من موقع عسكري له، وأضاف: «لقد أوضحنا (أول من) أمس أن الجيش الإسرائيلي لن يعد مستعدا للسكوت إزاء إطلاق قذائف أو صواريخ؛ أو حتى رصاص باتجاه قواته. وهذا ما سنفعله الآن وفي المستقبل.. سنرد على كل إطلاق بشكل مضاعف». وأكد الناطق أن القذيفتين الإسرائيليتين أصابتا هدفهما، وأعطبتا مدفعيتين من طراز «دي - 30» مرابطتين على بعد 6 كيلومترات من القوات الإسرائيلية.

وحذر الجيش الإسرائيلي في بيان له أمس من أنه سيرد «بشدة» في حال إطلاق المزيد من النيران على المنطقة التي تحتلها إسرائيل من الجولان، وأضاف: «لن يتم التسامح مع النيران الآتية من سوريا وسيتم الرد عليها بشدة»، مشيرا إلى أن تل أبيب قدمت شكوى لدى قوى الأمم المتحدة العاملة في المنطقة.

وفي وقت مبكر أمس قال موشي يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية، لراديو الجيش، إنه لا يعتقد أن الأسد يريد الدخول في حرب مع إسرائيل، وأضاف أن هذا آخر شيء يريده الرئيس السوري في الوقت الذي يكافح فيه للاحتفاظ بقبضته على السلطة. وأكد بحسب «رويترز»: «في تقديري لا يوجد شك تقريبا في أنه ليس من مصلحته فتح جبهة جديدة»، مضيفا: أنه «(الأسد) يدرك هذا.. هو واع. استجاب للرسائل التي نقلت إليه عبر قنوات مختلفة، وليس عن طريقنا فحسب، فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية والقتال على الحدود».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك هدد «برد فعل أقسى» ضد سوريا في حال تكرر إطلاق النار من الجانب السوري. وجاء في بيان لباراك إن «سوريا تشهد حربا أهلية وحشية منذ أكثر من عام، وصدرت أوامر للجيش الإسرائيلي بمنع امتداد المعارك.. وأي قصف جديد من سوريا على إسرائيل سيؤدي إلى رد فعل أقسى يكبد سوريا ثمنا أكبر».

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مارتين نيسيركي أشار مساء الأحد إلى أن الأمين العام «قلق للغاية من إمكانية التصعيد»، وأضاف أن بان «يدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس» ويحث الجانبين على الالتزام باتفاق عام 1974. وأوضح بان أنه يتوجب على سوريا وإسرائيل وقف «إطلاق الأعيرة النارية مهما كانت» عبر خط وقف إطلاق النار، معربا عن «قلقه» من المعلومات التي تتحدث عن مناوشات بين قوات الرئيس بشار الأسد ومتمردي المعارضة السورية في منطقة الجولان المنزوعة السلاح، حسب المتحدث. وقالت الأمم المتحدة إن أحدا من المدنيين أو طاقم الأمم المتحدة لم يصب خلال هذه الاشتباكات.

وإسرائيل وسوريا في حال حرب رسميا، لكنهما لم تتواجها منذ عام 1974. وعلى الرغم من احتلال إسرائيل جزءا من الجولان السوري وضمها إليه، في خطوة لم تنل اعتراف المجتمع الدولي، لم تسجل بين الدولتين مواجهات ذات شأن منذ التوقيع على اتفاق فك الاشتباك بينهما عام 1974.