منظمات الإغاثة ولجنة وزارية لبنانية تعد خططا بديلة لاستيعاب تدفق اللاجئين المتزايد

ناطقة باسم مفوضية اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: تأمين المأوى للنازحين السوريين التحدي الأبرز في لبنان

TT

أوضحت الناطقة الإعلامية باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيروت دانا سليمان لـ«الشرق الأوسط» أن «إيواء النازحين السوريين في لبنان يشكل الحاجة الأكثر إلحاحا مع تزايد أعداد النازحين خلال فصل الشتاء، فيما الجوانب الأخرى المتعلقة بالتغذية والطبابة ومواد التنظيف قيد التحكم»، لافتة إلى أن تزايد أعداد النازحين السوريين إلى لبنان «يدفعنا إلى وضع خطط بديلة وتجديدها دوريا مع الدولة اللبنانية ومع شركائنا، من أجل أن نكون جاهزين مع وصول نازحين جدد». وبحسب التقرير الدوري الصادر أخيرا عن مفوضية شؤون اللاجئين، بلغ عدد النازحين السوريين «الذين يتلقون الحماية والمساعدة في لبنان من خلال الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية والشركاء من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية 115 ألف نازح سوري، بينهم 83860 شخصا مسجلين لدى المفوضية، فيما اتصل نحو 31000 آخرين بالمفوضية ليصار إلى تسجيلهم». وإذا ما تم احتساب عدد النازحين الإجمالي في لبنان، من مسجلين وغير مسجلين، فسيحتل لبنان المرتبة الأولى بين الدول المضيفة للنازحين السوريين في الجوار.

وفي حين لحظ تقرير المفوضية وصول 6126 لاجئا سجلوا خلال الأسبوع الماضي في مراكزها في طرابلس (شمال لبنان) والقاع (البقاع) وبيروت والغازية (الجنوب)، جاء معظمهم من حمص ودمشق وحلب وإدلب وحماة، فإن من شأن وجود هذا العدد الكبير من النازحين أن يخلق ضغطا كبيرا على الحكومة اللبنانية وعلى المنظمات الدولية والمحلية العاملة في مجال إغاثة النازحين السوريين، خصوصا خلال فصل الشتاء.

وتقول سليمان إن «المفوضية لا تعمل وحدها بل تنسق مع عدد كبير من الشركاء الدوليين والمحليين»، مثنية على «تجاوب الحكومة اللبنانية من خلال تشكيلها لجنة وزارية مكلفة بمتابعة شؤون النازحين السوريين والتنسيق مع المفوضية وشركائها في وضع خطط المساعدة والإغاثة».

وتشير إلى أن «العمل مستمر من أجل تسجيل أكبر عدد من النازحين السوريين ومن أجل استطلاع قدرة وطاقات الهيئات القادرة على المساعدة مع ازدياد أعداد الوافدين تدريجيا»، مذكرة بـ«النداءات الموجهة منذ بداية العام إلى الدول المانحة من أجل زيادة مستوى التمويل لتلبية احتياجات النازحين المتزايدة في الدول الأربعة المضيفة (لبنان، تركيا، الأردن والعراق).

وبحسب إحصاءات المفوضية، يتوزع النازحون المسجلون حاليا بشكل رئيسي في شمال لبنان مع 52152 نازحا، ثم البقاع مع 47521 نازحا، فيما يتواجد في بيروت 15282 نازحا. وفي القاع، في البقاع الشمالي، سجلت المفوضية من خلال فريقها المتنقل، منذ نهاية الشهر الماضي أكثر من 2700 نازح سوري. علما أن تسجيل نازحين جدد لا يزال مستمرا في طرابلس، أما في وادي خالد (عكار)، فقد حالت التدابير الأمنية المفروضة من قبل مخابرات الجيش من دون تسجيل النازحين الوافدين حديثا، إلا أن تقرير المفوضية أشار إلى اجتماع عقده فريق عمل من المفوضية ومخابرات الجيش اللبناني، وتم الاتفاق على إجراءات أمنية محددة للدخول والخروج من وادي خالد. كما التزمت مخابرات الجيش بتسهيل سائر برامج المساعدة الإنسانية التي تنفذها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية في المنطقة، على أن تبدأ إمكانية التسجيل المتنقلة خلال الأسبوع المقبل.

وكانت مفوضية شؤون اللاجئين قد بدأت رسميا بتسجيل نازحين في جنوب لبنان منذ 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتمكنت خلال أسبوعين من تسجيل 1464 نازحا سوريا في الجنوب، في حين اتصل نحو 1600 سوري بالمفوضية للحصول على موعد للتسجيل. وفي سياق ذي صلة، كان موفد البابا الكاردينال روبرت ساره قد أعلن أنه شاهد على الحدود السورية - اللبنانية «معاناة كبيرة»، بحسب مقابلة نشرتها أمس صحيفة «اوسيرفاتوري رومانو» لدى عودته من مهمة كلفه البابا القيام بها في لبنان.

وقال رئيس المجلس البابوي «كور اونوم» وهو كناية عن وزارة للكرسي الرسولي تعنى بتنسيق كامل المبادرات الخيرية للكنيسة، «وصلت قرب الحدود السورية وللأسف شاهدت معاناة كبيرة»، مشيرا إلى لقائه مع اللاجئين السوريين في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني).