نصر الله يتمسك بسلاح الحزب ومبدأ «الردع» مع إسرائيل

قال للمعارضة: من كرم أخلاقنا أننا نقبل أن نجلس معكم على طاولة الحوار

TT

وجه الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني السيد حسن نصر الله انتقادات عنيفة لقوى «14 آذار»، متهما البعض فيها بأنه كان يراهن على ضربة إسرائيلية للبنان بعد إطلاق الحزب الطائرة من دون طيار فوق إسرائيل الشهر الماضي، معتبرا أنه من «كرم أخلاق (الحزب) أن يقبل بالجلوس مع هؤلاء لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية»، غامزا من قناة «القوات اللبنانية»، من دون أن يسميها.

وقال نصر الله في كلمة ألقاها مساء أمس بمناسبة «يوم الشهيد»: «اليوم عزيز علينا أن يطلب من العائلات التي قدمت أولادها، وأن نطلب للرجال الذين حرروا لبنان وحموا كرامة لبنان، أن نطلب لهم شهادات وطنية من عملاء إسرائيل، الذين قاتلوا إلى جانب القوى الإسرائيلية واقتحموا البلدات اللبنانية والمخيمات الفلسطينية. ومن المؤلم أنه في عام 2012 هذا هو حال البلد، أن تكون المنابر مفتوحة لهؤلاء».

وأضاف: «نحن جاهزون لتطوير إمكاناتنا للدفاع عن بلدنا، نحن مستمرون في العمل دون أي توقف، لا يصدقن أحد، صديق أو عدو، أن ما يحصل في المنطقة يحد من عملنا وجهوزيتنا. أنا لا يهمني إذا اعتبر أحد اللبنانيين أن ليس هناك ردع، أنا يهمني أن العدو يعترف بهذه الحقيقة، هدفي حماية لبنان». وتابع: «بعد حرب تموز (يوليو) 2006 وطرح المعادلات الجديدة، الإسرائيلي سلم بحقيقة ردع المقاومة في لبنان وليس هناك من أحد في الكيان الإسرائيلي يقول إنه لا يوجد قوة ردع عند (حزب الله)».

وعن الطائرة من دون طيار «أيوب» التي أطلقها الحزب فوق إسرائيل مؤخرا، قال نصر الله: «في أي معركة على من يقاتل في جبهة معلومات واضحة وصحيحة، العدو يعرف ماذا يعني أن يصبح لدى المقاومة معلومات صحيحة ودقيقة، هذه قوة ردع جديدة. ما النفع أن يكون لدينا صاروخ من دون معلومات وإحداثيات، ومن يأتي بهذه المعلومات هي (أيوب) وإخوانها وأخواتها ومصادر أخرى»، وسأل: «ماذا فعل الإسرائيلي بعد أن أطلقنا (أيوب)؟ كما يقولون: (ضب ذيله ومشى)، لماذا؟ لأن هناك واقعا جديدا في لبنان اسمه ردع، فلم يعد من شيء بهذه البساطة. لكن لبنانيا ماذا حصل؟ في (14 آذار) بدأوا بالبكاء والندب واللطم (...) وقالوا هذا اعتداء وتوريط للبنان. وقالوا هذا يعطي الحق للإسرائيلي بالهجوم على لبنان. وبعضهم كان يدعو الله لكي يهاجموا لبنان، وليست المرة الأولى التي يخيب فيها الإسرائيلي آمالهم؛ لأن الإسرائيلي يقوم بمصلحته ومشروعه وليس (خزمتشي) عند (14 آذار)».

وقال: «هل من الإنصاف والعدل أن بعض الناس الجالسين ممن لهم هذا التاريخ من 30 سنة، هؤلاء يريدون مناقشة مقاومة وكيفية حماية لبنان من إسرائيل؟ حسنا، ظرف البلد تغير، وهذا يدل على ترفع المقاومة وكرم أخلاقها وحرصها على عدم إحداث مشاكل في لبنان، ليأتي حلفاء إسرائيل إلى الطاولة». وقال: «لا داعي للمقاطعين لأن يضعوا شروطا، في الحقيقة، من كرم أخلاقنا أننا نقبل أن نجلس معكم على طاولة الحوار ونناقش الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان. فهل من الإنصاف والعدل أن يكون هؤلاء على الطاولة وفصائل لبنانية أخرى قاومت وقدمت الشهداء أن تكون خارج الطاولة حول الاستراتيجية الدفاعية».