صالحي: تصريحات أمانو حول تفكيك موقع بارشين لا أساس تقنيا لها

قال ردا على مقترح روسي: موافقة خامنئي واجبة لحوار مباشر مع واشنطن

TT

نفى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس وجود أنشطة تفكيك في قاعدة بارشين العسكرية المثيرة للجدل كما كان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أكد أول من أمس، إلا أن صالحي عبر عن أمله في أن يؤدي اجتماع مزمع مع وكالة الطاقة الشهر المقبل إلى التوصل إلى «إطار للتعاون» بشأن إمكان السماح لمفتشي الوكالة بزيارة الموقع. كما أكد أن أي قرار بشأن بدء مباحثات ثنائية مع الولايات المتحدة بخصوص الملف النووي لبلاده يجب أن يتخذ من قبل المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي.

وكان أمانو، الذي زار بغداد أول من أمس، قال إن الجمهورية الإسلامية تواصل أنشطة التفكيك في موقع بارشين القريب من طهران، وأضاف ردا على سؤال صحافي: «نعم هذه الأنشطة جارية في بارشين لكنني عاجز عن إعطاء تفاصيل اليوم».

بدوره، قال صالحي أمس تعليقا على تصريحات أمانو إن «القيام بعمليات تنظيف في مثل هذه المواقع غير ممكن»، رافضا تصريحات المسؤول الأممي، وتابع قائلا: «هذه التصريحات ليس لها أي أساس تقني إذا كان (أمانو) بالفعل قد أدلى بتصريحات من هذا النوع».

وموقع بارشين قاعدة عسكرية ضخمة في شرق طهران، وعملية التفكيك التي أطلقت في الربيع تتعلق ببعض المباني اشتبهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الإيرانيين يجرون فيها تجارب ويقيسون متفجرات تقليدية قادرة على إحداث انفجار نووي.

وبحسب الوكالة، بدأ الإيرانيون العمل في هذه الأبنية في أبريل (نيسان) الماضي بعد أن طلبت الوكالة عبثا زيارتها. ومنذ الصيف الماضي غطيت المباني المشبوهة بأقمشة عملاقة تمنع مواصلة عمليات التجسس التي تقوم بها الأقمار الصناعية الغربية.

وخلال المحادثات المرتقبة في 13 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في طهران، ترغب الوكالة في أن تحصل من إيران على تعاون أكبر للرد على أسئلتها حول وجود بعد عسكري محتمل لبرنامجها النووي المثير للجدل. وقبل عام وضع أمانو تقريرا انتقد فيه عدة عناصر تفيد بأن إيران عملت على تطوير القنبلة الذرية قبل 2003 وحتى بعد هذا التاريخ، والاشتباه بالقيام بتجارب في حاوية في بارشين ضمن هذه الشبهات. ورفضت إيران هذا التقرير الذي ساهم في زيادة الضغوط والعقوبات عليها من قبل الغربيين الذين يشتبهون في سعي طهران إلى امتلاك السلاح النووي.

ومع أن صالحي رفض تصريحات أمانو، إلا أنه عبر عن تفاؤله بشأن محادثات 13 ديسمبر المقبل.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن صالحي قوله: «نأمل بعد الخطوة الإيجابية التي اتخذتها إيران لحل هذه المسألة.. أن يضع هذا الاجتماع إطارا للتعاون في ما يتعلق بمسألة زيارة بارشين».

ولم يذكر صالحي تفاصيل، لكن إيران قالت من قبل إنه يجب الاتفاق على إطار بخصوص الطريقة التي يجب أن تجري بها الوكالة تحقيقاتها قبل أي زيارة لبارشين.

ولم تحقق سلسلة اجتماعات عقدت هذا العام بين الجانبين كان آخرها في أغسطس (آب) الماضي أي تقدم ملموس، واتهم دبلوماسيون غربيون طهران بمحاولة كسب الوقت. وكان دبلوماسيون غربيون في فيينا تحدثوا قبل تصريحات صالحي عبروا عن تشككهم في أن يؤدي الاجتماع إلى انفراج. وقال دبلوماسي: «انطباعنا الأولي هو أنه لا دلائل من إيران على أنها مستعدة للتحاور أكثر مما كانت على مدى العام الأخير ولا بشكل مختلف عما كانت تفعله».

إلى ذلك، قال صالحي إن أي قرار بشأن بدء مباحثات ثنائية مع واشنطن بخصوص الملف النووي يجب أن يتخذ من قبل خامنئي. وصرح للصحافيين في طهران أن الولايات المتحدة وإيران أجرتا محادثات في إطار منتديات إقليمية حول العراق وأفغانستان، لكن إجراء مباحثات ثنائية مباشرة «أمر مختلف».

والعلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران مقطوعة منذ 1979 إثر احتجاز 52 دبلوماسيا بالسفارة الأميركية في طهران أفرج عنهم بعد 444 يوما.

وقال صالحي ردا على سؤال حول الدعم الروسي لمثل هذه المباحثات إن «المرشد الأعلى هو صاحب القرار بشأن مباحثات سياسية شاملة وثنائية بين البلدين».