أبو مازن يرفض طلبا من أوباما بتأجيل الذهاب إلى الأمم المتحدة

السلطة لا تتوقع تنفيذ التهديدات وتضع سيناريوهات للرد من بينها سحب الاعتراف بإسرائيل

TT

فشلت آخر جهود الولايات المتحدة الأميركية لثني السلطة الفلسطينية عن التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على صفة «دولة غير عضو»، بعد مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في وقت متأخر من مساء أول من أمس، رفض فيها عباس طلبا من أوباما بإلغاء التوجه إلى الأمم المتحدة هذا الشهر.

وشرح أبو مازن لأوباما في المكالمة الطويلة، أسباب التوجه إلى الأمم المتحدة، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن أوباما أبلغ الرئيس معارضة أميركا قرار الذهاب للجمعية العامة للأمم المتحدة، فشرح له الرئيس أسباب ودوافع القرار الفلسطيني بالتوجه للأمم المتحدة.

ويقول الفلسطينيون إنهم يذهبون للأمم المتحدة للحفاظ على الأرض في وجه التغول الاستيطاني، ولتحويلها من أرض متنازع عليها إلى دولة تحت الاحتلال.

وأكد البيت الأبيض بشكل علني مرة أخرى، معارضته الخطوة الفلسطينية، وقال البيان: «ان أوباما في رد على رسالة من عباس لتهنئته بإعادة انتخابه، انتهز فرصة المكالمة للتأكيد على الاعتراض على الجهود المنفردة في الأمم المتحدة». وأضاف: «أكد الرئيس أوباما في نقاشه مع الرئيس عباس، التزامه بالسلام في الشرق الأوسط ودعمه القوي للمفاوضات المباشرة، بين إسرائيل والفلسطينيين، بهدف إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن».

وقالت مصادر لـ«لشرق الأوسط» إن أوباما حذر أبو مازن بشكل صريح من تبعات الخطوة سياسيا وماليا.

وتهدد الولايات المتحدة بقطع العلاقات والمساعدات عن السلطة الفلسطينية وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن.

وهاجم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد اشتية، الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب تهديدات بفرض عقوبات. وقال في مؤتمر صحافي: «ما الخطوة التي قمنا بها التي نستحق أن تفرض عقوبات علينا بسببها؟ التوجه للأمم المتحدة خطوة شرعية سلمية، لمؤسسة دولية تعتبر رمزا للسلام والأمن الدوليين.. نستهجن الحديث عن عقوبات، بل من العار الحديث عن عقوبات»، وأضاف: «خذوا بعين الاعتبار أن إسرائيل أقيمت بقرار من الأمم المتحدة، لذلك نستغرب الحملة المحمومة على قرارنا بالتوجه للمنظمة الدولية، ونحن نعتبر محاربتنا إهانة للأمم المتحدة، لأنها منظمة أسست لتكون حامية للسلام والاستقرار في العالم».

وتدرس الولايات المتحدة وإسرائيل شكل العقوبات الممكنة على السلطة، التي قد يكون بعضها انتقاميا؛ من بين ذلك، وقف تحويل الأموال، وتسريع الاستيطان، وتقييد حركة المسؤولين الفلسطينيين، وشن حملات لتحييد ونزع الشرعية عن عباس.

وقالت مصادر لـ«لشرق الأوسط» إن السلطة أيضا، وضعت على الطاولة سيناريوهات مختلفة، تبدأ من التنصل من الاتفاقات المختلفة الاقتصادية والأمنية، ولا تنتهي عند سحب الاعتراف بإسرائيل، وذلك بحسب الإجراءات الإسرائيلية والأميركية.

ويعتقد الفلسطينيون أن التهديدات الإسرائيلية لن تدخل مرحلة الجد، وقال اشتية: «إسرائيل لن تتجرأ على معاقبتنا، لأنها تعلم أن انهيار السلطة يعني الفوضى، وأنها ستدفع ثمن ذلك، ولا أعتقد أنها ستتحمل النتائج».

وأضاف في إشارة إلى موقف واشنطن وتل أبيب: «يخيروننا بين الخبز والحرية، نحن نريد كليهما.. نعم نحتاج الخبز، لكن ابن فلسطين المسيح عليه السلام قال: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. والفلسطيني مستعد لتقديم الغالي والنفيس لإنهاء الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال». وأردف: «نحن لا نقبل الابتزاز المالي ولا نقايض المال بالسياسة».

وأكد اشتية أن التوجه للأمم المتحدة يأتي من أجل تجديد الشرعية لحل الدولتين، ويخلق مرجعية جديدة لعملية السلام، كما يشكل آلية للضغط على إسرائيل للعودة إلى المفاوضات، والوقف الكامل لإجراءاتها على الأرض المحتلة، وتابع: «القطار الفلسطيني غادر محطته، ولم تكن هناك عروض بوقف التوجه إلى الأمم المتحدة، والمطالبات بعدم التوجه لم تكن مبررة، ولن ندخل في دوامة التأجيل، لأننا أجلنا كثيرا». وأشار اشتية إلى أن تقديم الطلب لن يتأخر عن 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وسيحدد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم، يحضره عباس، الموعد النهائي لتقديم الطلب بالحصول على صفة الدولة غير العضو.

وزار عباس السعودية أمس وأطلع العاهل السعودي على الموقف، كما يلتقي الرئيس المصري اليوم.