إغلاق محيط ضريح عرفات استعدادا لاستخراج جثته

فريق روسي ينضم إلى فريقي التحقيق السويسري والفرنسي بطلب من السلطة

TT

تحول محيط ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في مقر المقاطعة برام الله، حيث حوصر لسنوات، إلى ما يشبه ثكنة عسكرية مغلقة أمام الجمهور والصحافيين، بعدما ظل مزارا للجميع لنحو 8 سنوات خلت.

وبدأت السلطة، أمس، إغلاق محيط الضريح، مؤقتا، في خطوة أولى لاستخراج جثمان «الختيار»، لتمكين فرق تحقيق فرنسية وسويسرية وروسية، من أخذ عينات من الجثمان لإجراء فحوص حول أسباب محتملة لوفاته، من بينها تسميمه.

وتريد السلطة إجراء فحوص على جثمان عرفات، للتأكد من رواية وفاته مسموما، بعد تقرير تلفزيوني بثته قناة «الجزيرة» في يوليو (تموز) الماضي، وكشف فيه معهد الفيزياء الإشعاعي بالمركز الطبي الجامعي في لوزان بسويسرا، وجود مادة البولونيوم السامة في ملابس وأغراض شخصية لعرفات كانت تحتفظ بها زوجته سها، وأرسلت السلطة طلبا للمعهد باستكمال الفحوص في رام الله.

وتريد فرنسا التأكد أيضا، من أسباب وفاة أبو عمار الذي قضى أيامه الأخيرة في مشفى بيرسي العسكري الفرنسي، بعد قضية رفعتها أرملته سها هناك.

أما روسيا، فيحضر فريق منها العملية بطلب مباشر من السلطة، بعد خلافات مع الفرنسيين حول تسليمهم نتائج التحقيق.

وعلى الرغم من أن الخلافات «السيادية» بين السلطة وفرنسا، المتعلقة بمشاركة السلطة في التحقيق، وبالتحقيق مع شخصيات فلسطينية مهمة، في طريقها للحل، فإن السلطة تريد من وجود فريق روسي، الاطمئنان أكثر على نتائج التحقيق وامتلاكها له.

وثمة جدل حول الجدوى من فتح الضريح، إذ يعتقد خبراء أنه لا يمكن العثور على مادة البولونيوم الآن في جسد عرفات بعد أكثر من 8 سنوات على وفاته.

والأسبوع الماضي، سمح لوفد سويسري بإلقاء نظرة على الضريح المصنوع من سيراميك ثقيل، ويجري العمل من أجل تحويله إلى متحف، وحتى نهاية الشهر الحالي يعتقد أن تكون عملية استخراج الجثمان بدأت، وانتهت.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، في كلمة له بإحياء الذكرى السنوية الثامنة لرحيل عرفات: «إن السلطة ومنذ رحيل أبو عمار المفاجئ والغامض، لم تأل جهدا للبحث والتنقيب والتحقيق لمعرفة الحقيقة، وإنها شكلت لجانا لم يتوقف عملها طيلة سنوات». وأضاف: «إن هذه اللجان تتعاطى بكل جدية ومسؤولية مع أي جديد يظهر في هذه القضية الحساسة والمهمة جدا. إن السلطة أولت اهتماما لما صدر عن المعهد السويسري بشأن اكتشاف مادة البولونيوم المشع في ملابس عرفات.

كما أجرت اتصالات مع الجانب الفرنسي، ويجري التنسيق التام في هذه الأيام ما بيننا وبين محققين فرنسيين والخبراء السويسريين وخبراء روس لفتح الضريح، على أمل أن تظهر حقائق جديدة حول أسباب الوفاة، سنعلنها مباشرة لشعبنا وللرأي العام، فهذه قضية أكبر وأهم من أن تكون فرقعة إعلامية كما فعلت (الجزيرة)».