نجاد يبحث مع نيجيرفان بارزاني الشأنين السوري والعراقي

يشددان على الحل السلمي للأزمتين

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لدى استقباله رئيس حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

في إطار لقاءاته مع القادة الإيرانيين في طهران، التقى نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وتباحث معه حول العلاقات الثنائية والأوضاع والتطورات الإقليمية والعراقية.

ونقل مصدر مرافق لبارزاني لـ«الشرق الأوسط» أن بارزاني ونجاد بحثا عدة ملفات مهمة تتعلق بالعلاقات الثنائية والشأنين العراقي والإقليمي، خاصة ما يتعلق بالوضع السوري وتطوراته، حيث شدد الجانبان إثر مناقشات مكثفة على «ضرورة إنهاء القتال وإراقة الدماء هناك، وإنهاء معاناة الشعب السوري بأسرع وقت ممكن، والسماح له بتقرير مصيره بنفسه».

وفي ما يتعلق بالوضع العراقي والأزمة السياسية التي تواجهه منذ عدة أشهر، نقل المصدر: «في ما يتعلق بالمشكلات العالقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، فإن محادثات الرئيس الإيراني ورئيس حكومة الإقليم تطرقت إلى الدور الإيراني في هذا المجال من خلال استغلال العلاقة الجيدة التي تربط الجمهورية الإسلامية بجميع الأطراف العراقية لتقريب الفرقاء المعنيين بهذه الأزمة، وشدد الجانبان على أن الحل الوحيد لمشكلات العراق وأزماته هي العودة إلى الدستور والالتزام به، وسلوك سبيل الحوار والتفاهم، لأن جميع من يديرون شؤون العراق حاليا هم رفاق النضال ضد النظام البعثي وينبغي أن يعملوا معا لتجاوز الأزمة الحالية، مشددين على أن الجهود ستتواصل بهذا الاتجاه».

وفي شأن العلاقات الثنائية، قال المصدر إن «رئيس حكومة الإقليم أبلغ الرئيس الإيراني بوجود عدة مشكلات وعقبات تعترض سبل تعزيز التعاون الاقتصادي وتفعيل التبادل التجاري على الحدود، وقد أكد الرئيس الإيراني أنه سيوعز إلى الجهات المختصة بتذليل جميع العقبات أمام تطور وتعزيز التبادلات التجارية بين الطرفين»، وكشف المصدر أن «نيجيرفان بارزاني وجه خلال اللقاء دعوة رسمية باسم رئيس الإقليم مسعود بارزاني وباسم حكومة الإقليم إلى الرئيس الإيراني لزيارة كردستان، والرئيس الإيراني رد على الدعوة بالإيجاب وأكد لرئيس الحكومة أنه إذا سنحت له الفرصة لزيارة العراق، فإنه يرغب في زيارة كردستان لمعاينة أوضاعها عن كثب».

من ناحية ثانية، وصل إلى بغداد أمس مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الدولية على سعيدلو. وبينما لم يلتق المسؤول الإيراني رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فقد أجرى في بغداد محادثات مع رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري ورئيس البرلمان أسامة النجيفي قبل أن يغادر إلى أربيل للمشاركة في أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة بين العراق وإيران.

إلى ذلك، أكد مصدر عراقي مسؤول وجود صلة مباشرة بين زيارة يوكيا أمانو، المدير العام لوكالة الطاقة الذرية إلى بغداد أول من أمس، وزيارة نائب الرئيس الإيراني. وقال المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات بين العراق وإيران يتداخل فيها السياسي بالاقتصادي، وبالتالي، فإنها تتطلب تنسيقا مشتركا وحسب تخصصات المسؤولين الإيرانيين ممن يتولون ملف العلاقة العراقية - الإيرانية المشتركة»، وأضاف المصدر المطلع أن «هذه الزيارة ذات بعدين؛ الأول يتمثل في طابعها الإجرائي وهو اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين، وطابعها السياسي لا سيما على صعيدي الملف النووي والأزمة السورية»، وأشار المصدر إلى أنه «في الوقت الذي يؤيد فيه العراق بالكامل إيجاد حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني وهو ما بدأت تؤيده دول أوروبية عديدة تضررت من العقوبات الاقتصادية على إيران مثلها في ذلك مثل العراق الذي يطالب باستثنائه من العقوبات، فإن العراق لديه رؤية تختلف نسبيا عن الرؤية الإيرانية في حل الأزمة السورية».