بغداد تبلغ واشنطن بأنها لا تستطيع الاستمرار في احتجاز قيادي حزب الله دقدوق

عميل فيلق القدس الإيراني تظاهر بعد اعتقاله بأنه أصم وأبكم

موسى دقدوق
TT

أطلع مسؤول عراقي بارز إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن حكومة بلاده لم تعد تمتلك أسسا قانونية لاحتجاز عميل حزب الله المتهم بالتورط في قتل جنود أميركيين في العراق، فيما يخشى المسؤولون الأميركيون من إطلاق سراحه.

وقال مسؤولون أميركيون إن تعليمات وجهت للسفير الأميركي في العراق روبرت بيكروفت للسعي إلى الاجتماع برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لحثه على الاحتفاظ بعميل حزب الله، علي موسى دقدوق، رهن الاعتقال. في الوقت ذاته، أبدى مسؤولون أميركيون قلقهم من أن تمنى جهودهم بالفشل، وأعلموا قادة الكونغرس سرا الأسبوع الماضي باحتمال مغادرة دقدوق العراق قريبا.

وكان دقدوق الذي اعتقلته القوات البريطانية في البصرة في مارس (آذار) 2007، آخر معتقل تسلمه الولايات المتحدة إلى العراقيين خلال انسحاب القوات الأميركية في ديسمبر (كانون الثاني) من عام 2011.

وكان المسؤولون العسكريون الأميركيون قد وجهوا اتهامات إلى دقدوق بالتعاون مع فيلق القدس الإيراني في تدريب الميليشيات الشيعية في العراق خلال الحرب. وتنبع أخطر المزاعم من دوره المزعوم في المساعدة لتنظيم غارة يناير (كانون الثاني) عام 2007 في كربلاء، التي أدت إلى مقتل خمسة جنود أميركيين.

وتحظى القضية بحساسية سياسية بالنسبة للبيت الأبيض لا بسبب الادعاءات ضد دقدوق بل بسبب التوقيت. فقد عبر بعض المسؤولين العراقيين في السابق عن رغبتهم في تهدئة إدارة أوباما بتأجيل الإفراج عن دقدوق إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، لكن المسؤولين الأميركيين أصروا مرارا على أنهم لا يرغبون في إطلاق سراحه على الإطلاق.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية، طلب عدم ذكر اسمه لمناقشته قضية دبلوماسية حساسة: «لا تزال الولايات المتحدة على قناعة بضرورة خضوع دقدوق للمحاكمة على ما ارتكبه من جرائم»، فيما رفض مجلس الأمن القومي التعليق على الخبر.

وانضم دقدوق إلى حزب الله في عام 1983، وكان يشرف في السابق على الترتيبات الأمنية الخاصة بحسن نصر الله. وشارك في وحدة العمليات الخارجية للحزب، وهو دائم الزيارة لمقر فيلق القدس في طهران.

وأُسر دقدوق خلال غارة في البصرة في 20 مارس (آذار) عام 2007، التي أسفرت أيضا عن اعتقال ليث الخزعلي وأخيه قيس، قائد تنظيم عصائب أهل الحق. وقد أدت الغارة على المكان إلى العثور على وثائق بشأن التخطيط لغارة كربلاء وصور ضوئية لمحتويات حافظة أحد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في الهجوم.

وعندما أسر دقدوق، تظاهر في البداية بأنه أصم وغير قادر على الحديث ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه ما كان يريد أن تنكشف لكنته اللبنانية. بيد أنه بدأ فيما بعد بالحديث خلال وجوده في الاعتقال الأميركي.

وبعد نقل دقدوق إلى المعتقل العراقي، قضت محكمة عراقية بأنه لا توجد أدلة كافية لاحتجازه، وسعت الولايات المتحدة إلى ترحيله لمحاكمته أمام لجنة عسكرية أميركية، لكن الطلب قوبل بالرفض. وتتهمه لائحة الاتهام التي أعدها المدعون العسكريون الأميركيون بالقتل والإرهاب والاختطاف وجرائم أخرى.

وقد حث الرئيس باراك أوباما المالكي على عدم إطلاق سراح دقدوق عندما زار رئيس الوزراء العراقي واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) عام 2011. في الوقت ذاته يعتقد أن إيران تمارس ضغوطا على العراق لإطلاق سراحه، وتعتبر مصيره بمثابة اختبار لعلاقات العراق مع الولايات المتحدة. وهناك اعتقاد بأن دقدوق يخضع للإقامة الجبرية في منزل بالمنطقة الخضراء في بغداد.

كما كشف تقييم حكومي أميركي، في الربيع الماضي، أن العراق ينوي احتجاز دقدوق فترة من الوقت لتهدئة غضب الأميركيين، لكنه لن يحتجزه فترة أطول كي لا يغضب إيران وحزب الله. وقد جرت مناقشة احتمال الإفراج عن دقدوق قريبا بين مستشار بارز للمالكي ومسؤول رفيع في الإدارة الأميركية، بحسب مسؤولين أميركيين. وقال مسؤول وزارة الخارجية: «سنواصل العمل عن كثب مع الحكومة العراقية للوصول إلى أي خيارات قانونية متاحة في القضية»، وأضاف: «نحن نقدر الخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية حتى الآن في تقديم دقدوق للمحاكمة».

* خدمة «نيويورك تايمز»