حزب الرئيس التونسي يطالب بإجراء تعديل وزاري شريطة بقائه في الائتلاف الحاكم

طالب بإبعاد كل رموز النظام السابق من مفاصل الدولة

TT

طالب المجلس الوطني لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يساري وسطي) الشريك في الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس، الذي تقوده حركة النهضة الإسلامية، ويضم حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (يساري وسطي) بإجراء تعديل وزاري على تركيبة الحكومة، التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة، مقابل بقائه ضمن الائتلاف الحالي.

وأعلن المجلس في بيان صدر عنه الليلة قبل الماضية، في ختام اجتماعه بمدينة قفصة (جنوب غرب) أن «من بين الشروط الضامنة لتواصل الائتلاف (الثلاثي) الحاكم، إبعاد كل رموز النظام السابق من مفاصل الدولة، وإجراء تحويرات (تعديلات) وإصلاحات حكومية».

وصادق المجلس الوطني للحزب على عدم التنصيص ضمن دستور تونس الجديد، الذي يعكف المجلس الوطني التأسيسي على صياغته، على «تجريم التطبيع» مع إسرائيل مثلما تطالب أحزاب معارضة.

وأسس الرئيس التونسي منصف المرزوقي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، واستقال المرزوقي من رئاسته الحزب بعد توليه رئاسة البلاد نهاية 2011.

وقال محمد عبو، الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إن الشرط الأساسي لمواصلة العمل داخل الترويكا الحاكمة يتمثل في إجراء تعديل وزاري يراه حزب المؤتمر ضروريا، ويشمل وزارتي العدل والخارجية.

وتطالب أحزاب معارضة منذ أشهر بإدخال تعديل وزاري على تشكيلة الحكومة يتم بموجبه إسناد الوزارات السيادية إلى شخصيات مستقلة. وتتولى حركة النهضة ثلاث وزارات سيادية هي الداخلية والعدل والخارجية إضافة إلى رئاسة الحكومة.

وذكر عبو أن قيادات الحزب لم تضع سقفا زمنيا محددا لتفعيل تلك الإصلاحات والمقترحات، ولكن الحزب يريد أن يراها تدخل حيز التنفيذ في أقرب الآجال لفك حالة الاحتقان التي تعرفها الساحة السياسية.

واعتبر عبو أن التعديل الوزاري يراه ضروريا إلى جانب تكريس مبدأ التشاور قبل اتخاذ القرارات، والمسارعة بمحاسبة المذنبين ورموز الفساد وكذلك تحصين الثورة ضد عودة بقايا النظام السابق.

وأشار عبو إلى أن المجلس الوطني لحزب المؤتمر أقر كذلك مجموعة من الإصلاحات الداخلية من بينها انتخاب لجنة النظام، ورئيس المجلس الوطني للحزب.

إلى ذلك، أعلن سمير بن عمر، القيادي في حزب المؤتمر عن وجود صراعات داخل الحزب، إلا أن قيادات منافسة أشارت إلى أن الانشقاق الوحيد الذي عرفه حزب المؤتمر تمثل في خروج عبد الرؤوف العيادي وقيادته لحزب سياسي يحمل اسم «حركة وفاء». ونفت أن يكون الحزب يمر بفترة صعبة. ولم تخف تلك القيادات وجود آراء مختلفة ومتباينة داخل الحزب، معتبرة ذلك مسألة ضرورية لدفع الحزب نحو المنافسة الجدية على حظوظه خلال المحطات الانتخابية القادمة.