معاذ وصبرا في اجتماعات سوريا بالجامعة العربية

مشروع عربي يرحب باتفاق الدوحة

المبعوث الأممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي مع العربي وحمد بن جاسم أمس (إ.ب.أ)
TT

رحب مجلس جامعة الدول العربية في مشروع قراره حول تطورات الأوضاع في سوريا بالاتفاق الذي توصلت إليه أطياف المعارضة السورية أمس في الدوحة، برعاية أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة، وتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وقدم الشكر لدولة قطر لجهودها المقدرة لإنجاز هذا الاتفاق.

ودعا مجلس وزراء الخارجية العرب في مشروعه، باقي تيارات المعارضة للانضمام إلى هذا الائتلاف، وحث المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به، ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، وتوثيق التواصل مع هذا التنظيم السوري الجامع باعتباره ممثلا شرعيا ومحاورا أساسيا مع جامعة الدول العربية بصفة مراقب، ودعا مجلس الجامعة إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية.

وأكد المجلس في مشروع قراره على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن، ودعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية، والطلب إلى رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الذهاب إلى مجلس الأمن لطرح الموقف الحالي في سوريا، والمطالبة بتحرك عاجل للمجلس في هذا الشأن.

وشارك وفد من المعارضة السورية في جانب من اجتماعات اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية التي يترأسها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وذلك بناء على دعوة من اللجنة خلال اجتماعها مساء اليوم بمقر الجامعة العربية وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المنتخب جورج صبرا، ألقى كلمة أمام اجتماع اللجنة تناول فيها رؤية المعارضة السورية حول المرحلة المقبلة، إلا أن المصدر قال إن هذه المشاركة لا تعني الاعتراف الرسمي بهذا الائتلاف حتى يتم اتخاذ قرار رسمي من قبل مجلس الجامعة بكامل هيئته، وهو الأمر الذي يتم التشاور بشأنه، خاصة في ظل وجود تباينات في وجهات النظر بين الدول العربية.

وكان ارتباك غير معهود ساد في الاجتماعات الوزارية الخاصة بسوريا وفلسطين أمس وصل إلى درجة إلغاء الاجتماع الخاص بهما ثم انعقاد الاجتماع الخاص بسوريا، وأرجع مصدر مسؤول في الجامعة الأسباب لـ«إجراءات فنية». وبعد الحديث عن انعقاد الاجتماع الوزاري العربي الكامل في تمام الساعة الخامسة بتوقيت القاهرة أمس، التقى في نفس التوقيت الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي مع المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي، ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، وأحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة والقوى الثورية السورية واستغرق اللقاء نحو نصف ساعة.

وسادت حالة من التساؤل حول الشرعية التي يشارك على أساسها الخطيب في اجتماعات الجامعة خاصة أن مسألة الاعتراف لم تقر بعد. ثم تقرر أيضا انعقاد اللجنة الوزارية المعنية بسوريا برئاسة الشيخ حمد في إحدى القاعات الجانبية بمقر الجامعة، ولكن معظم الوفود قررت المشاركة في هذا الاجتماع مما استدعى لأن تعقد جلسة مغلقة بشأن سوريا برئاسة الشيخ حمد.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مسألة الاعتراف مطروحة على الاجتماع، ولكن اعتماد القرار حسب المصادر متروك لكل دولة عربية بينما أوضح مصدر مطلع أن دول مجلس التعاون الخليجي سوف تصدر بيانا لتوضيح موقفها بشأن الاعتراف، وإن كان التوجه هو دعم المعارضة السورية والاهتمام بوقف إطلاق النار وتقديم الإغاثة والعون للسوريين العالقين على حدود الجوار مع سوريا.

وكان مصدر مسؤول في الجامعة قد قال صباح أمس إنه تقرر إلغاء اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بسوريا واجتماع لجنة مبادرة السلام العربية لبحث قضية فلسطين، وأنه تم ترحيل جميع القضايا للعرض على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في وقت لاحق من يوم أمس، مشيرا إلى أن الإلغاء يرجع لـ«إجراءات فنية».

وأضاف المصدر أنه تم إلغاء الاجتماع الذي كان مقررا عقده للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر. وقال إن إلغاء الاجتماع يعود لأسباب فنية إجرائية خاصة أن موضوع سوريا هو موضوع أساسي على جدول أعمال الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي بدأ أعماله أمس.

وأوضح المصدر أن هذا القرار تم اتخاذه في ساعة مبكرة من صباح أمس بناء على مشاورات بين الوزراء والأمين العام للجامعة؛ حيث سيتم عرض القضية السورية على مجلس الجامعة بكامل هيئته لبحث آخر التطورات والمستجدات مع جميع الدول العربية وليتخذ القرارات والتوصيات المناسبة من قبل مجلس الجامعة العربية.

وكان الدكتور العربي عقد اجتماعا ظهر أمس مع المبعوث الأممي والعربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي، لبحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة السورية والرؤية المستقبلية لمحاولة حل الأزمة. وبعد نحو ساعة من الاجتماع المغلق انضم إلى الاجتماع وزير خارجية لبنان عدنان منصور والذي ترأس بلاده مجلس الجامعة. وجاء الاجتماع قبل ساعات من اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب والذي قام ببحث موسع للأزمة السورية.

وأعلن المصدر أيضا إلغاء اجتماع للجنة مبادرة السلام العربية بمقر الجامعة، والذي كان مقررا لبحث التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة للحصول على صفة الدولة غير العضو في المنظمة الدولية، والاكتفاء بمناقشة هذا الموضع كبند رئيسي على أجندة الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة لبنان. وأضاف المصدر أنه تم الاتفاق على إلغاء الاجتماع الذي سيقتصر على عدد من الدول لتتم مناقشة الموضوع بين كل الدول العربية. وأردف المصدر قائلا: «هذا هو الأفضل».