قصف بطيران حربي يوقع 35 قتيلا بالحسكة.. وانشقاق 30 جنديا في «التضامن» بدمشق

اشتباكات عنيفة بدرعا وحلب وحمص.. وإسقاط مروحية في دير الزور

عنصر من الجيش السوري الحر يتفقد موقعا في رأس العين القريبة من الحدود التركية أمس (رويترز)
TT

شهدت مناطق سورية عدة قصفا عنيفا أدى إلى مقتل ما يزيد على 85 قتيلا، في محصلة أولية أعلنتها لجان التنسيق المحلية في سوريا مساء أمس؛ خمسة وثلاثون منهم على الأقل قضوا نتيجة قصف بطيران حربي استهدف بلدة رأس العين في محافظة الحسكة، شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا، وفق ما أعلنه ناشطون معارضون. وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط» إن «البلدة تعرضت أمس للقصف، لليوم الثاني على التوالي، من طائرات حربية، وذلك انتقاما من كتائب الجيش السوري الحر التي تمكنت من فرض سيطرتها على البلدة منذ أيام».

ونقلت تقارير إخبارية عن شهود عيان قولهم إن سيارات إسعاف تركية نقلت جرحى سوريين من البلدة عبر الحدود إلى تركيا وتحديدا في بلدة جيلان بينار التركية، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «غارتين من طائرات حربية مساء على حي المحطة في رأس العين، بعد تعرضه لقصف صباحي»، مشيرا إلى أن «مقاتلين من وحدات (حماية الشعب الكردي) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعارض سيطروا على حاجز لقوات الأمن على طريق عامودا - القامشلي». وذكر المرصد أن «مقاتلين من وحدات (حماية الشعب الكردي) سيطروا على بلدة المالكية الواقعة في أقصى شمال شرقي سوريا، بعد أن أجبر من تبقى من عناصر الأمن وعناصر المراكز الحكومية على الانسحاب خارج البلدة»، لافتا إلى محاصرة «حاجز للقوات النظامية يضم نحو 75 عنصرا منذ ثلاثة أيام». وفي العاصمة دمشق، هزت سلسلة انفجارات طريق مطار العاصمة الدولي، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى «انشقاق ثلاثين مجند عن جيش النظام وانضمامهم إلى الجيش الحر في حي التضامن الدمشقي»، بالتزامن مع «اندلاع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في شارع فلسطين وسط دمشق». وأشار مجلس قيادة الثورة في دمشق إلى أن «قذائف عدة سقطت على حي جوبر السكني، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين».

وفي حين أفاد ناشطون عن «سماع إطلاق نار في أحياء مركزية في دمشق كالعباسيين وشارع بغداد، واستهدف قصف ضواحي دمشق»، بث ناشطون صورا من الغوطة الشرقية بريف دمشق تظهر سيطرة «الجيش الحر» على كتيبة دفاع جوي في المنطقة. وقال المرصد السوري إن «سبعة مواطنين على الأقل قتلوا جراء القصف الذي تعرضت له مدينتي سقبا وحرستا»، فيما «تجدد القصف على بلدتي المعضمية وزملكا، وتعرضت بلدات ومدن حرستا وعربين والشيفونية ويلدا للقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى». كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية و«الجيش الحر» في بلدة عربين. وفي درعا، تعرضت مدينة الحراك لقصف عنيف، وتساقطت عشرات القذائف بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام، وفق لجان التنسيق. وفي بلدة تل شهاب، أكد عناصر من «الجيش الحر» سيطرتهم على مخفر للشرطة وأسر عدد من القوات الأمنية في ظل استمرار القصف على البلدة على وقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وفي اللاذقية، تعرضت منطقة جبل الأكراد لقصف مدفعي وصاروخي. وقال الناشط في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» إن «إطلاق رصاص عشوائيا استهدف الحفة من قبل كتائب الأسد المتمركزة على حاجز أمن الدولة بالقرب من السراي». وفي جامعة «تشرين»، التي بات معارضون يطلقون عليها اسم جامعة «الحرية»، سجل انتشار أمني داخل حرم الجامعة، بالتزامن مع وضع سواتر ترابية على مداخلها. وذكر الحسن أن «تفتيشا دقيقا نفذته قوات الأمن للطلاب الداخلين إلى المبنى». وفي منطقة الرمل الجنوبي، نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات ودهم طالت منازل عدة، فيما رصدت حركة كثيفة لسيارات الإسعاف صباح أمس في مدينة اللاذقية إلى المستشفيات، حيث نقلت إليها، وفق الحسن، عناصر من الأمن والشبيحة.

وفي حمص، أكدت لجان التنسيق المحلية تعرض قرية جوسية لقصف مدفعي عنيف من الحواجز المحيطة بالقرية مع إطلاق نار كثيف من الحاجز الموجود عند مدخل القرية الشمالي، بالتزامن مع استمرار القصف العنيف بالشيلكا والدبابات على حي دير بعلبة في حمص ووقوع اشتباكات عنيفة في شارع الستين، وسط محاولات لاقتحام الحي، تصدى لها عناصر «الجيش الحر».

وفي محافظة دير الزور، شرقي البلاد، قال ناشطون إن عناصر من «الجيش الحر» أسقطوا مروحية فوق مطار الحمدان في البوكمال، فيما شهدت منطقة الميادين اشتباكات عنيفة بين الجيشين «السوري» و«الحر».

أما في حلب، فقد أفادت لجان التنسيق عن قصف «الطيران الحربي منطقة الليرمون»، في حين ذكر المرصد السوري أن «اشتباكات دارت بين القوات النظامية و(الجيش الحر) على أطراف حي بستان القصر في محاولة لاقتحام الحي من قبل القوات النظامية». كما تجدد القصف على حي الزهراء الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية و«الجيش الحر» في محيط فرع المخابرات الجوية. وفي ريف حلب، دارت اشتباكات في محيط الفوج «46» في ريف حلب الغربي، في حين سقطت قذائف عدة على بلدة كفرحمرة.