مضيفات «مصر للطيران» يلحقن بركب الحجاب

تحدثن لـ «الشرق الأوسط» عن الثورة ومشكلات المهنة

مضيفة مصرية ترتدي الحجاب
TT

بعد أن ارتدته عدد من المذيعات بالتلفزيون المصري، وصل ركب الحجاب إلى مطار القاهرة، وفوجئ ركاب مصر للطيران على الرحلات العربية، بعدد من مضيفات الشركة وقد ارتدينه، انتقلت عدوى الحجاب بمظهره الإسلامي إلى عدد من مضيفات شركة «مصر للطيران»، وأصبح مثارا للجدل في الشركة الرسمية الأولى المدرجة على قائمة شركات الطيران العالمية، خاصة بعد أعلنت الشركة قبل يومين أنها ستسمح للعاملات في مجال الضيافة الجوية بارتداء الحجاب إذا أردن.

«الشرق الأوسط»، وعلى متن إحدى الرحلات الجوية، التقت طاقم ضيافة جويا تابعا لشركة «مصر للطيران»، وأكدت إحدى المضيفات بالطائرة التي كانت متجهة لإحدى الدول العربية، أنها على المستوى الشخصي لن تتحجب، وقالت: «أنا مسلمة، ولكني غير محجبة، وأعتبر الحجاب بالنسبة لي حرية شخصية، وسأحترم من ترتديه»، وتابعت: «هناك شركات طيران عالمية كبرى ترتدي مضيفاتها الحجاب، وهو أمر جيد، ولكني لا أعتقد أنه سيحدث فرقا في نظرة العملاء للشركة سواء بالسلب أو بالإيجاب».

لكن طاقم الضيافة اشترط قبل الحديث أن لا يتم الكشف عن هويته، قائلين إن العقد المبرم بينهم وبين الشركة يمنع أي أحاديث صحافية إلا بعد استئذان الشركة، وتابعت مضيفة جوية أخرى: «بداية عملنا بـ(مصر للطيران) اشترطت علينا أن المضيفات الجويات اللاتي سيعملن في الجو سيكن غير محجبات، ووافقن على هذا الأمر من البداية، ولم تكن هناك أي مشكلة».

وأضافت: «ارتداء الحجاب كان بناء على طلبات شخصية من عدد من زميلاتنا، وطالبن به قبل الثورة، ولكن تم رفض طلبهن من الشركة أكثر من مرة، إلا أن هذه المرة تمت الموافقة عليه مباشرة».

من جانبه، أشار رئيس طاقم الضيافة إلى أن «المشكلة تتعدى الحجاب، وأن العاملين بحقل الضيافة الجوية بشركة مصر للطيران وعدد آخر من العاملين؛ سواء الجويون أو من يعملون على الأرض، كانت لهم كثير من المطالب، التي تتعدى زيادة الأجور، ولكنها تتعلق بمطالب إدارية وهيكلية أكبر».

وتابع: «بالنسبة للحجاب، أقيمت قضية ضد الشركة منذ عدة أعوام ضد (مصر للطيران) للموافقة على أن تكون المضيفات الجويات محجبات بالمخالفة للعقد المبرم معهن، إلا أن القاضي رفض الأمر على أساس أن الشركة كانت قد أنشأت إدارة جديدة تسمى بإدارة التنسيق، وينضم لها كل من ترغب في ارتداء الحجاب، وتقوم هذه الإدارة على المتابعة والتنسيق الأرضي للخدمات المقدمة للعملاء في الطائرة، وتهيئة كل المواد اللوجيستية اللازمة قبل إقلاع الطائرة، لكن المنتمين لها لا يعملون في الجو».

وأضاف رئيس طاقم ضيافة «مصر للطيران»: «رفض عدد من المضيفات هذا الأمر، لأنهن في حالة ارتدائهن الحجاب سيمنعن من الضيافة في الجو، وسيعملن في الخدمات الأرضية وإدارة التنسيق، وهو ما يقلل من راتبهم الشهري، ولكن القاضي قاله بصراحة إنهم لا يستطيعون إدراك كل شيء؛ فالعمل في الخدمات الأرضية ليس كالعمل في الجو»، وأكمل: «هو ليس أمرا دينيا برأيي، لأن هناك شركات طيران عالمية عربية وخليجية ترتدي مضيفاتها الحجاب، ولكنها تقدم الخمور على متن طائراتها، فالأمر بنظري لا يجب أن يأخذ المنحى الديني، ولكنه مجرد حرية شخصية ونحن نقبلها».

وتابع: «بعد الثورة، حدث عدد من الإضرابات، وبعد أحد هذه الإضرابات اجتمع معنا عدد من مسؤولي الشركة لمناقشة طلباتنا، وحضر مندوب من رئاسة الجمهورية هذه الاجتماعات، وعندما طالبت إحدى ممثلات المضيفات الجويات السماح لهن بارتداء الحجاب في الجو، تدخل مندوب الرئاسة لدى مسؤولي الشركة للموافقة على الأمر، وهو ما تم بالفعل».

وما بين دوائر الحريات الشخصية للمضيفات بالشركة المصرية الكبيرة ودوائر الخوف من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفية على مفاصل الدولة، تزداد تخوفات تيارات ليبرالية بمصر، مع كل حادث أو واقعة، على مدنية الدولة، وتنصرف جهود البناء إلى معارك شكلية هشة تتحجب فيها البلاد، ويتأخر ركب التقدم والنمو، بحسب معارضين.