2.5 مليون نازح داخل سوريا ومفوضية الأمم المتحدة تجلي 5 من موظفيها

الناطقة باسم الصليب الأحمر: مستمرون في عملنا رغم الصعاب

TT

أعلنت مفوضية اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، أن الهلال الأحمر العربي السوري يقدر عدد النازحين في سوريا الآن بنحو 2.5 مليون شخص، وهو ضعف العدد الذي سبق أن أعلنته وكالات الإغاثة وهو 1.2 مليون نازح. وأضافت ميليسا فليمنغ، كبيرة المتحدثين باسم المفوضية، خلال مؤتمر صحافي لها في جنيف، أن «الرقم الذي يستخدمه (الهلال الأحمر العربي السوري) هو 2.5 مليون.. ويعتقد أنه قد يكون أكثر من ذلك، وأن هذا تقدير يتسم بالتحفظ الشديد».

وقالت رباب الرفاعي، الناطقة باسم الصليب الأحمر في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوضع الإنساني في سوريا يتدهور، في ظل استمرار النزاع المسلح، ولكن رغم ذلك نؤكد الاستمرار في عملنا في مساعدة المحتاجين وإنقاذ الأرواح، مع المحافظة على سلامة فرقنا في الميدان»، لافتة إلى أن فرق العمل نجحت في الدخول إلى حمص القديمة الأسبوع الماضي، بعد 4 أشهر، لتقديم المساعدات للعائلات، مؤكدة أن الدخول إلى المناطق لم يقتصر على منطقة محددة، بل شمل معظم المناطق السورية وفق الأوضاع الأمنية التي تسمح بذلك.

وفي ما يتعلق بعدد النازحين الذي أعلنت عنه مفوضية الأمم المتحدة، تقول الرفاعي «الهلال الأحمر السوري شريكنا والجهة المنسقة مع منظمات إنسانية أخرى في الداخل السوري، وبالتالي اعتمدنا عليه في ما يتعلق بهذه الأرقام حول النازحين، لكننا بالتأكيد لا نستطيع التأكد منها أو القول بأن العدد كان أكبر أو أقل؛ نظرا لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق، وبالتالي ما نستطيع تأكيده هو الأرقام التي استطعنا لغاية الآن تقديم المساعدة لهم، وهم تجاوزا المليونين ونصف المليون بين المساعدات الغذائية والمياه والمواد الأولية من بطانيات ومواد تنظيف وغيرها...».

كذلك وعلى صعيد العمل الميداني، فقد أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها «أجلت 5 من أصل 12 موظفا من منطقة الحسكة (شمال شرقي سوريا) بسبب القتال العنيف والافتقار للأمن، مما أدى إلى افتقاد المواد الغذائية الكافية ودفع المزيد من الأكراد السوريين إلى العراق».

وهذا ما أكده أحد الناشطين الأكراد في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن «دور المفوضية والصليب الأحمر والهلال الأحمر كان ضعيفا منذ بداية الثورة، وذلك بسبب الضغوط والإجراءات الأمنية المشددة التي كانوا يتعرضون لها من قبل قوات النظام، بحجة أن الحكومة هي المسؤولة عن مواطنيها، مشيرا إلى أن هذه المنظمات نجحت في مرات قليلة في إيصال بعض المواد الغذائية إلى العائلات السورية عبر المنظمات الأهلية المحلية التي اعتقل عدد من الناشطين الأكراد لديهم». وأكد أن ممثلي مفوضية الأمم المتحدة الذين كانوا موجودين في الحسكة، أكدوا خلال لقائهم إياهم في وقت سابق: «لا يمكننا القيام بأي شيء، تم تهديدنا، نحن معرضون للتصفية في أي لحظة».

كما أعلنت فليمنغ عن تعرض مستودع للهلال الأحمر العربي السوري في حلب للقصف واحتراق نحو 13000 بطانية، وأكدت أن نقل المساعدات الإنسانية يكون في «غاية الصعوبة»، لا سيما إلى دمشق، حيث توقفت عمليات التوزيع لمدة يومين بعد الهجوم على شاحنة تنقل 600 بطانية عند مداخل المدينة.

وأكدت أن هناك أكثر من 407 آلاف لاجئ سوري تم تسجيلهم أو يسعون إلى ذلك في المنطقة المحيطة، وهي لبنان وتركيا والأردن والعراق، وهناك المزيد من اللاجئين الذين يفرون من البلاد كل يوم. وقالت الأمم المتحدة إن ما يصل إلى أربعة ملايين شخص داخل سوريا سيحتاجون لمساعدات إنسانية بحلول أوائل العام المقبل خلال فصل الشتاء مقارنة بالعدد الحالي الذي يبلغ 2.5 مليون، لم تلب احتياجاتهم بالكامل.

وجاء هذا الإعلان بعد يوم واحد من توجيه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر «نداء عاجلا» لجمع 3.32 مليون فرنك سويسري (8.26 مليون يورو) لمساعدة نحو 170 ألف لاجئ سوري في تركيا، لافتا إلى أن «المساعدة ستوزع على نحو مائة ألف شخص يقيمون حاليا بمخيمات، إضافة إلى 20 ألفا آخرين متجمعين على الحدود بين سوريا وتركيا»، مشيرا إلى أن «عدد الأشخاص المتجمعين على الحدود السورية يتغير من يوم إلى يوم، لأن الحدود بين سوريا وتركيا مفتوحة بما يكفي لتمكين السوريين النازحين في الجانب السوري من الحدود من المجيء إلى تركيا للحصول على المساعدة والعودة بعدها إلى سوريا».