مجزرة في الغوطة الشرقية وإعلان «رأس العين» منطقة منكوبة

الجيش الحر يتقدم حول العاصمة.. ويسيطر على قاعدة جوية ومحطة بث تلفزيونية في ريف دمشق

فتاة من اللجان الشعبية المسلحة المنوطة بالدفاع عن المناطق الكردية في سوريا خلال جولة تفقدية ببلدة دريكو الحدودية أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة في بلدة أوتايا في الغوطة الشرقية بريف دمشق أسفرت عن سقوط 22 قتيلا وأكثر من 50 جريحا بعد استهدافها المنطقة بغارات جوية متتالية، ليصل عدد قتلى أمس، كحصيلة أولية، بحسب لجان التنسيق المحلية إلى 121 قتيلا، وقد نشر معارضون على الإنترنت شريطا مصورا يظهر جثثا لضحايا المجزرة، في حين أعلن ناشطون أن منطقة رأس العين في الحسكة التي شهدت أول من أمس مجزرة، تحولت إلى منطقة منكوبة بعد تعرضها للقصف المستمر لـ72 ساعة متواصلة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن تجدد القصف من قبل القوات النظامية على حي التضامن بمدينة دمشق رافقه تصاعد لأعمدة الدخان في سماء الحي كما انسحبت القوات النظامية من حي الميدان بعدما نفذت حملة دهم وتفتيش في عدة مناطق من الحي أسفرت عن اعتقال نحو 15 مواطنا. وأفاد المرصد أن سيارة مفخخة انفجرت في قرية عين الفيجة بريف دمشق مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى وأضرار مادية.

كما أفادت لجان التنسيق عن سقوط عدد من القذائف على شارع الجاعونه في مخيم اليرموك بدمشق بالتزامن مع اندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة قرب قسم شرطة اليرموك ودوار فلسطين، كما تعرضت منطقة السيدة زينب لقصف عنيف بقذائف الهاون.

من جهة أخرى أعلنت «كتيبة أسود التوحيد - لواء مجاهدي الشام» بالجيش الحر، بالاشتراك مع «أسود الإسلام» التابع للواء «أحرار حوران»، القيام باغتيال عدد من كبار ضباط الطيران، بينما أعلنت «كتيبة سعد بن عبادة» التابعة للواء تحرير الشام في الجيش الحر استيلاءها على محطة بث فضائي في منطقة خرابو بالغوطة الشرقية في سقبا، وتدمير كتيبة الحماية التابعة. وقالت الكتيبة إنها سيطرت على كلية الزراعة التي تحولت إلى مركز للشبيحة، بحسب بيان صادر عن الكتيبة، التي قالت: إنها سيطرت أيضا على كتيبة دفاع جوي في الغوطة الشرقية، وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر جنود الجيش الحر وهم يقتحمون محطة البث التلفزيوني وقاعدة الدفاع الجوي.. فيما أشار المركز الإعلامي السوري إلى تدمير 3 دبابات لجيش النظام على يد المعارضة في رنكوس بريف دمشق.

في غضون ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية في وقت سابق إن أصوات انفجارات ترددت فجر أمس في العاصمة دمشق، حيث شهد حي المزة 3 انفجارات «ضخمة». كما استمر القصف العنيف على الأحياء الجنوبية الشرقية من العاصمة ومنها حي التضامن، في خارطة استهداف شملت الريف أيضا بما فيه داريا وبلدات الغوطة الشرقية.

وأشار المرصد إلى مقتل أربعة مقاتلين من الجيش الحر بينهم ثلاثة من حي جوبر خلال اشتباكات مع القوات النظامية في الغوطة الشرقية وفي حي التضامن الذي شهد قصفا من قبل القوات النظامية، كما نفذت القوات النظامية حملة دهم وتفتيش في عدة أماكن من حي الميدان رافقها انتشار أمني في الحي وتعرض حي العسالي والأحياء الجنوبية للقصف من قبل القوات النظامية.

وفي محافظة الحسكة، حيث تمركزت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، حشود للقوات النظامية تقدر بألف جندي في محيط مدينة رأس العين بريف الحسكة وتضم دبابات وناقلات جند مدرعة ومدفعية، أعلن ناشطون في المنطقة بأن رأس العين بكامل أحيائها على اختلاف ساكنيها من العرب والأكراد، تحولت إلى منطقة ومدينة أشباح إثر موجات نزوح جماعية للأهالي إلى تركيا ومناطق أخرى داخل الأراضي السورية.

وقال: «ميرال» الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في الحسكة، لـ«الشرق الأوسط» إن استهداف قوات النظام لمنطقة «رأس العين» لـ72 ساعة متواصلة حولها إلى منطقة منكوبة خالية من سكانها الذين يتنوعون بين الأكراد والعرب، لافتا إلى أن القصف يوم أمس، ترافق مع محاولة من قوات النظام لاقتحام المدينة بريا. ويضيف «يعمد عناصر النظام إلى استقدام العتاد والأسلحة من مدينة الحسكة حيث تتمركز المقرات الأمنية ومستودعات الأسلحة ومن جبل كوكب في شرق المدينة حيث لواء الفرقة الرابعة. وأشار ميرال، إلى أن سكان الحسكة مستاءون من دخول الجيش الحر إلى داخل المدن على اعتبار أنه لا وجود لمراكز أمنية وثكنات تابعة للنظام فيها، وبالتالي الأفضل القيام بعمليات عسكرية من خارج هذه المدن كي لا ينعكس الأمر سلبا على العائلات التي يعود النظام ويستهدفهم.

وفي حماه، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف على بلدة كرناز، أما في الرقة، حيث شنّ طيران الميغ أربع غارات جوية بالصواريخ والرشاشات الثقيلة على محمية الكرين، فقد أكد الجيش الحر سقوط عشرات من عناصر قوات النظام بين قتيل وجريح في كمين نصبه لهم عناصره، كما أفاد بوقوع انفجار ضخم وسط المدينة تبين أنّه ناجم عن عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارة أو سيارة مفخخة استهدفت موكب محافظ الرقة الذي أصيب بجراح خطرة هو ومرافقوه ولقي ضابط وسيدة مصرعهما في التفجير.

وذكر المرصد أنّ مسلحين مجهولين اغتالوا المهندس عبد الرزاق اليوسف مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في محافظة إدلب إثر مهمة له في قرية النحل بريف إدلب. كما تعرضت مدينة معرة النعمان للقصف من قبل طائرة حربية فيما شهدت قرى جبل الزاوية وجبل شحشبو تحليقا للطيران الحربي في سمائها وتعرضت بلدة محمبل ومعرة النعمان وبلدتا معرشمشة ومعرشمارين بريف إدلب للقصف فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر ومقاتلين من جبهة النصرة في محيط معسكر وادي الضيف.

ولم تهدأ كذلك الاشتباكات في حلب، حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية والجيش الحر في محيط الفوج 46 بريف حلب الغربي وفي محيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية. كما تعرضت أحياء مساكن هنانو والهلك بمدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية. واستهدف القصف بالطيران الحربي وإلقاء القذائف والصواريخ مدينه تل رفعت.

وفي حمص، سقط عدد من الجرحى في البويضة الشرقية جراء القصف العنيف بالمدفعية وقذائف الهاون على منازل المدنيين وسط تحليق للطيران الحربي. بينما شهدت تلكلخ في حمص اشتباكات عنيفة بين الطرفين على وقع محاولات الجيش السوري اقتحام البلدة.