موسكو تدين إنذار المعارضة السورية حول مغادرة البعثات الدبلوماسية لدمشق

مخاوف من انزلاق الأزمة إلى السيناريو الليبي وتدخل إيراني

TT

أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن رفضها للإنذار الذي وجهته المعارضة السورية إلى جميع السفراء والبعثات الدبلوماسية الأجنبية لمغادرة سوريا. وأشار إلكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم الخارجية، في بيان أصدره في هذا الشأن، إلى أن موسكو تشجب تصرف المعارضة المسلحة المتشددة في سوريا، التي يجرى باسمها إطلاق دعوات التحذير إلى الدبلوماسيين الأجانب.. مؤكدا موقف بلاده من عدم جواز ربط مستقبل سوريا بمن وصفهم بأنهم «يراهنون على استخدام القوة واللجوء إلى العمليات الإرهابية».

وكان لوكاشيفيتش أدان الدعوة التي صدرت عن المجلس العسكري للجيش السوري الحر في دمشق تطالب السفراء العرب والأجانب وجميع البعثات الدبلوماسية والهيئات والمنظمات الدولية العاملة في سوريا بمغادرة الأراضي السورية، إلى جانب دعوة حكومات البلدان الأجنبية وممثليها إلى عدم زيارة سوريا أو التواصل مع ممثلي نظام الرئيس بشار الأسد، على اعتبار ذلك «مشاركة في قتل الشعب السوري».

وقال لوكاشيفيتش إن الناطق الإعلامي باسم الجيش السوري الحر وجه تهديدات إلى روسيا قال فيها: «إنهم سينظرون إلى روسيا بوصفها دولة معادية إذا لم تغير موقفها». وأكد المتحدث باسم الخارجية الروسية أن بلاده تريد المساهمة في أن يضطلع السوريون بأنفسهم بمهمة الابتعاد ببلادهم عن أزمتها ومن دون أي تدخل أجنبي عن طريق الحوار ومفاوضات السلام.

وكانت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» (الصحيفة المستقلة) نشرت في عدد الأمس مقالا للمستعرب غيورغي ميرسكي، حذر فيه من مغبة احتمالات انزلاق الأزمة السورية إلى «السيناريو الليبي». وأعرب ميرسكي عن قناعته بأن الإدارة الأميركية هي صاحبة الفضل الأكبر في ظهور «الائتلاف الوطني، لقوى الثورة والمعارضة السورية»، وقال إن «واشنطن كانت بحاجة ماسة لتنظيم سوري معارض، مستعد للتعاون مع الغرب، ولذا فقد بذلت جهودا مكثفة لتشكيل ذلك الائتلاف».

وتوقع ميرسكي ظهور حكومة منفى في القريب العاجل، مشيرا إلى تزايد احتمالات أن تحظى باعتراف دولي واسع النطاق؛ مما قد يكون مقدمة لظهور الحاجة إلى إقامة «مناطق آمنة على الحدود مع تركيا». ومضى المستعرب الروسي ليقول إن «الجيش الحر سوف يتخذ من هذه المناطق مخبأ وملاذا، الأمر الذي قد يضطر الرئيس الأسد إلى إرسال طائراته ودباباته إلى تلك المناطق، وما سيكون سببا في فرض منطقة حظر جوي». وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يتردد في فرض منطقة من هذا النوع، بعد أن تحرر من كل القيود والمخاوف التي كانت تكبله قبيل الانتخابات الرئاسية.. وخلص ميرسكي إلى أن «المخاوف تظل قائمة تجاه احتمالات تدخل إيران، وما قد يترتب على ذلك من توسع نطاق الحرب».