الجامعة العربية ترحب بالائتلاف السوري المعارض وتدعو المنظمات الدولية للاعتراف به

الشيخ حمد قال إن قرارها يتضمن الاعتراف به كممثل للمعارضة ومحاور مع الجامعة

TT

رحبت الجامعة العربية بتشكيل ائتلاف المعارضة السورية الجديد، لكنها لم تصل إلى حد الاعتراف بالائتلاف المعارض اعترافا كاملا بصفته ممثل الشعب السوري. وقال الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء دولة قطر وزير الخارجية رئيس اللجنة العربية المعنية بسوريا، إن قرارها يتضمن الاعتراف به كممثل للمعارضة ومحاور مع الجامعة.

وأثار موقف الجامعة العربية بعض الالتباس، وخاصة فيما إذا كان القرار اعترافا بالائتلاف المعارض كممثل شرعي للشعب السوري أم للمعارضة، بسبب وجود فرق بين المسميين. وقالت مصادر في الجامعة إن قرار الجامعة العربية إذا كان يعني الاعتراف بأن الائتلاف ممثل للشعب فهو يعني انتهاء مهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي الأممي المشترك، التي ما زالت قائمة.

وقال نص القرار الخاص بسوريا المكون من 10 نقاط، الذي أصدره وزراء الخارجية العرب، أمس، إنه يرحب بالاتفاق الذي توصلت إليه أطياف المعارضة السورية يوم 11 - 11 - 2012 بالدوحة وتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ودعوة باقي التيارات المعارضة للانضمام لهذا الائتلاف حتى يكون جامعا لكل أطياف الشعب السوري دون استثناء، وحث المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، وتوثيق التواصل مع الائتلاف السوري للمعارضة، باعتباره الممثل الشرعي والمحاور الأساسي مع جامعة الدول العربية.

وأكد القرار على الدعم الكامل لمهمة الإبراهيمي ودعوة الائتلاف الوطني لقوى الثورة المعارضة السورية إلى الدخول في حوار مكثف معه، لإيجاد حل سلمي لنقل السلطة، وفقا لقرارات مجلس الجامعة، وذلك وفقا لجدول زمني يعتمده مجلس الأمن لنقل السلطة.

كما أكد القرار على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن، ودعوته إلى إصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية، والطلب إلى رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا والأمين العام الذهاب إلى مجلس الأمن لطرح الموقف الحالي والمطالبة بتحرك عاجل للمجلس بهذا الشأن.

ودعا القرار مجلس الجامعة إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية، وأدان في الوقت نفسه، بشدة، العنف والقتل والجرائم البشعة التي يرتكبها النظام السوري والميليشيات التابعة له (الشبيحة) ضد المدنيين، واستخدامها الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع وطائرات حربية في قصفها للأحياء والقرى والمدن الآهلة بالسكان.

وقال القرار إنه يعبر عن القلق البالغ إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في سوريا، وما نتج عنها من تبعات خطيرة، خاصة نزوح ما يربو على مليونين ونصف المليون من السكان عن قراهم، وتشريدهم داخل سوريا، وهجرة مئات الآلاف منهم إلى الدول المجاورة هربا من شدة العنف والإبادة الجماعية. ودعا القرار إلى العمل على تقديم كل أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه.

وبدا قرار الجامعة أقل وضوحا من بيان صدر عن مجلس التعاون الخليجي قال فيه إن الائتلاف الجديد هو «الممثل الشرعي للشعب السوري». وقال مسؤول في الجامعة لوكالة «رويترز» طلب أن لا ينشر اسمه إن «التحفظات على الوثيقة جاءت من العراق والجزائر». وأضاف المسؤول قوله إن تحفظات العراق لم تكن واضحة، لكن الجزائر طلبت متسعا من الوقت قبل أن تبدأ الجامعة العربية الحوار مع ائتلاف المعارضة. وكان للجزائر أيضا تحفظات على حقيقة أن هذا الائتلاف لا يمثل كل فصائل المعارضة. وقال البيان الختامي إن لبنان رفض المشاركة في قرار الجامعة بسبب وضعه وعلاقته الحساسة مع سوريا.

ومن جانبه، أكد الشيخ حمد أن قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري يتضمن الاعتراف بالائتلاف السوري كممثل للمعارضة السورية ومحاور مع الجامعة العربية، نافيا، في مؤتمر صحافي مشترك مع الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة وعدنان منصور وزير الخارجية اللبناني ورئيس مجلس الجامعة، ما تردد عن أن تشكيل الائتلاف وإصدار قرار مجلس الجامعة جاء نتيجة ضغوط أميركية. وأردف قائلا: «إذا عملنا شيئا، قالوا: بضغط أميركي. وإذا لم نعمل شيئا قالوا: بضغط أميركي».

واعتبر رئيس وزراء قطر أن القرار يتضمن اعترافا من قبل الجامعة العربية بالائتلاف الوطني السوري، كما أنها حثت المنظمات على الاعتراف بها، وسوف يدخل الائتلاف في حوار مع الجامعة قبل الانضمام لها، وهذا ما حدث مع المجلس الوطني الليبي، مشيرا إلى أن القرار دعا الائتلاف للحوار مع الممثل العربي الأممي المشترك (الأخضر الإبراهيمي) للتوصل إلى خريطة زمنية محددة للانتقال السلمي للسلطة في سوريا.

ونفى الشيخ حمد بن جاسم وجود تباعد بين الموقفين العربي والخليجي، وقال إن هذا غير صحيح، فالموقفان متطابقان تماما، ما عدا لبنان ونحترم موقفها بالإضافة إلى اعتراض الجزائر والعراق على اللجوء لمجلس الأمن.

وردا على سؤال حول إمكانية تقديم الدعم العسكري للمعارضة، قال الشيخ حمد: «سوف ندعم الشعب السوري بكل ما أوتينا من قوة، ولكن الدعم في الإطار القانوني، أي الدعم الإنساني، وكذلك الدعم الذي يحتاجه الشعب السوري للدفاع عن النفس».

وتابع الشيخ حمد بن جاسم قائلا: «أما الموضوع العسكري الذي تطرق له أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وقد تم تفسيره عدة تفسيرات، عندما تكلم عن قوات حفظ الأمن والسلم، فكان يقصد (قوات لحفظ الأمن) لا تكون مع طرف ضد آخر، والاتحاد الأفريقي متقدم علينا في هذا الأمر، ولا بد أن يفكر العرب في المستقبل، لأننا نستعين بالغير، لأننا غير جاهزين للوقوف الموقف القانوني الذي نحتاجه، فنحن العرب يجب أن نساعد أنفسنا بدلا من أن يساعدنا الآخرون».

وقال الشيخ حمد بن جاسم إن الأمين العام للجامعة العربية جمع المعارضة السورية وخرج باتفاق في القاهرة، وتم البناء على هذه الاتفاقية في الدوحة، حيث تم تشكيل جسم واحد للمعارضة، مشيرا إلى أنه من الطبيعي، بعد 50 عاما من الحكم في سوريا، أن تكون المعارضة ضعيفة أو منقسمة، ونحن حضرنا الأجواء بالتعاون مع الجامعة العربية لتتوحد المعارضة السورية في عنوان واحد يتحدث معه العالم.

وحول تهديدات أحد قادة الحرس الثوري الإيراني لقطر بسبب موقفها من الأزمة السورية.. قال الشيخ حمد إن «التهديدات لقطر أمور إعلامية، وعلاقتنا مع إيران علاقة أخوة وصداقة، فنحن جيران منذ زمن طويل، ونعرف بعضنا، والعلاقات دائما بيننا تقوم على الاحترام المتبادل، وتعامل أخوي، وهي مستمرة كذلك من جانبنا في قطر».

واستدرك قائلا إن «هناك خلافات في قضايا كثيرة، ولكن هذا شيء طبيعي بالنسبة للإخوان، فما بالنا بالجيران؟! ولكن هناك اتفاق على ضرورة أن تكون العلاقات جيدة».

من جانبه، قال وزير خارجية لبنان عدنان منصور في رده على الأسئلة حول أسباب نأي بلاده بنفسها عن الأزمة السورية: «إن هذه السياسة نتيجة العلاقات التاريخية والعائلية مع سوريا». وأضاف أنه تبين أن سوريا تدور في حلقة مفرغة، ونعول على سياسة «الحل يأتي من الداخل السوري».