فرنسا تعتبر ائتلاف المعارضة «ممثلا شرعيا وحيدا» للشعب السوري

«إعلان القاهرة» العربي الأوروبي يرحب بالاتفاق ويطالب حكومة الأسد بوقف أعمال القتل

وزراء الخارجية العرب ونظراؤهم الأوروبيون خلال اجتماعهم في جامعة الدول العربية أمس (أ.ف.ب)
TT

اعترفت فرنسا أمس بالائتلاف الجديد للمعراضو السورية كـ«ممثل شرعي وحيد» للشعب السوري، بينما طالب إعلان القاهرة الصادر عن الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الحكومة السورية بالوقف الفوري والشامل لكافة أشكال العنف والقتل، وعبر الاجتماع عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية وتداعياته الخطيرة، ورحب الإعلان بالاتفاق الذي توصلت إليه أطياف المعارضة السورية في الاجتماع الأخير الذي عقد في الدوحة.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر صحافي أمس: «أعلن أن فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة المؤقتة المقبلة لسوريا الديمقراطية التي ستتيح الانتهاء من نظام بشار الأسد»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

كما قال الرئيس الفرنسي إن مسألة تسليم أسلحة إلى المعارضة السورية، التي كانت باريس تعارضها حتى الآن، «سيعاد بالضرورة طرحها». وقال هولاند في مؤتمر صحافي إن «هذه المسألة (تسليم الأسلحة) سيكون من الضروري إعادة طرحها ليس في فرنسا فحسب؛ وإنما في جميع الدول التي ستعترف بهذه الحكومة» المؤقتة.

من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أمله في نجاح الائتلاف الجديد للمعارضة السورية في النهوض بالتحديات. وأكدت رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين أشتون في كلمتها في الاجتماع العربي الأوروبي الذي انعقد في القاهرة أمس على أهمية مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ووقف العنف الدائر حاليا. كما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في كلمته أمام الاجتماع، ترحيب بلاده بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري.

وأعلن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، دعم الجامعة لاتفاق المعارضة السورية في الدوحة، وطالب الاتحاد الأوروبي بالاعتراف به ودعمه. وقال العربي في كلمته أمام الاجتماع «إن الدعم الأوروبي يعزز مهمة المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، خاصة في ظل ما يعانيه الشعب السوري على مدى نحو 20 شهرا من استمرار دائرة العنف التي تدفع هذا البلد نحو الانهيار بسبب تسلط السلطة ضد المنتفضين والثائرين، واستخدام كل الأسلحة ضدهم».

وجاء إعلان القاهرة بشأن سوريا بعد اجتماع عربي أوروبي في مقر الجامعة بالقاهرة، الذي تطرق لعدد من ملفات المنطقة بما فيها القضية الفلسطينية والوضع في السودان وغيرها، بينما هيمنت على الاجتماع الأزمة السورية.

وأكد الوزراء مجددا دعمهم الكامل لمهمة الإبراهيمي، وطالب التحالف الوطني السوري بالبدء في حوار موسع في إطار السعي نحو انتقال سلمي للسلطة، كما أكد الحاجة إلى عملية انتقال سياسي حقيقية وفق جدول زمني يتفق عليه من قبل مجلس الأمن الدولي، على أن يلبي هذا الانتقال المطالب المشروعة للشعب السوري، وإنشاء هيكل مؤسسي انتقالي.

وفي هذا السياق أكد الوزراء مجددا على ضرورة مواصلة الجهود في إطار بيان جنيف الختامي بهدف الاتفاق على قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار ملزم لجميع الأطراف.

وأكدت أشتون في كلمتها على أهمية مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ووقف العنف الدائر حاليا. وأصدر مكتبها في بروكسل بيانا بمناسبة الإعلان عن تشكيل ائتلاف للمعارضة السورية، قالت فيه «إن هناك تصميما من جانب الاتحاد الأوروبي على مرافقة العملية الانتقالية في سوريا، كما أن الاتحاد الأوروبي لا يزال مصمما على السعي ومرافقة المعارضة السورية لتحقيق المرحلة الانتقالية بشكل يلبي التطلعات الديمقراطية للشعب السوري». ورحبت أشتون من خلال البيان بتشكيل الائتلاف الجديد، وقالت إن التكتل الأوروبي الموحد دعا مرارا إلى إنشاء مظلة معارضة سورية تكون أكثر فعالية وتمثل القوى والطوائف المختلفة داخل المجتمع السوري.

ورحبت المسؤولة الأوروبية باختيار معاذ الخطيب رئيسا للائتلاف الجديد، وقالت «إن الخطيب معروف بكونه وجها وطنيا حقيقيا يؤمن بسوريا الجديدة»، كما رحبت بالتمثيل النسائي في الائتلاف وأعربت عن أمنياتها للائتلاف الجديد بالنجاح في النهوض بالتحديات الكبيرة التي تنتظره.

ومن جانبه أعرب وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيله عن ترحيب بلاده باتفاق الدوحة بين أطياف المعارضة السورية، مؤكدا أن توحد المعارضة في إطار تنظيمي واحد يساعد المجتمع الدولي على التعامل مع المعارضة بشكل إيجابي وربما يعجل برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال وزير خارجية ألمانيا في تصريحات له أمس على هامش الاجتماع العربي الأوروبي الذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إنه سيزور موسكو خلال الأسبوع الحالي وسيبحث خلالها تطورات الأزمة السورية، مؤكدا أنه سيحث الجانب الروسي على دعم الانتقال السلمي في سوريا. وأكد أن الاتحاد الأوروبي وألمانيا يدعمان التواصل مع الدول العربية، حيث يرتكز التعاون بشكل أساسي على حل المشكلات الاقتصادية، مشيرا إلى أن بلاده لديها استثمارات كبيرة في العالم العربي.

ورحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بأحدث مسعى من المعارضة السورية لتشكيل جبهة موحدة في مواجهة، لكنه قال إن هناك حاجة لبذل جهد أكبر قبل أن تعترف بها بريطانيا رسميا. وقال هيغ للصحافيين في اجتماع وزراء عرب وأوروبيين في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة: «هذا حجر زاوية في غاية الأهمية». وأضاف: «نريد إشراك كل المعارضة السورية.. وأن يحظى بدعم داخل سوريا. وإن حدث هذا فسنعترف به ممثلا شرعيا للشعب السوري».

وأضاف: أن «هذا لا يعني أن بريطانيا ستكون مستعدة لإرسال السلاح إلى المعارضة لأن الاتحاد الأوروبي فرض حظرا للسلاح على سوريا». لكنه أضاف: «لكننا لا نستبعد أي خيار في المستقبل لأن.. الأزمة السورية تزداد سوءا يوما بعد يوم». حسب «رويترز».وفى الجلسة الأولى المغلقة في الاجتماع العربي الأوروبي في القاهرة، قدم الإبراهيمي تقريرا حول نتائج جهده وخطة العمل العربية من أجل حل الأزمة السورية ووقف إطلاق النار، وطلب من المجموعة الأوروبية دعمه في مجلس الأمن لإصدار قرار ملزم للحل السياسي.