مصادر رئاسية لبنانية: عندما يتغير النظام في دمشق سنتعامل مع النظام الجديد

الحكومة تصر على «النأي بالنفس» عن أزمة سوريا

TT

تصر الحكومة اللبنانية على التمسك بمبدأ «النأي بالنفس» فيما خص تعاملها مع الأزمة السورية، على الرغم من التطورات المتسارعة على صعيد توحيد صفوف قوى المعارضة وانضوائها في إطار «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».

وفيما يسعى الائتلاف في المرحلة المقبلة إلى انتزاع شرعية سوريا ومن ثم عربية ودولية على طريقه نحو تشكيل حكومة انتقالية، تؤكد الدولة اللبنانية على لسان عدد من أركانها أن لبنان لن يحيد عن مبدأ «النأي بالنفس»، وإن كان يترأس اجتماعات وزراء الخارجية العرب.

وفي حين اكتفى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، خلال إلقائه كلمة لبنان في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العربي - الأوروبي المنعقد في مقر جامعة الدول العربية أمس، بالقول إن «ما تعانيه سوريا اليوم نشعر به في عالمنا العربي ونعاني من انعكاساته السلبية»، لافتا إلى أن «تسوية الأزمة التي تمر بها سوريا لهو واجب أخلاقي يجب أن نساهم به جميعا من أجل توفير الأمن والاستقرار لسوريا وللمنطقة»، قالت مصادر القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا لـ«الشرق الأوسط» إن «الدولة اللبنانية اتخذت قرارها بالنأي بالنفس في اجتماعات الدول العربية، بعدما أكدنا في إعلان بعبدا ابتعاد لبنان عن صراعات الآخرين»، مشيرة إلى أن «مواقف وزير الخارجية اللبناني في الاجتماع الوزاري تعبر عن موقفي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أي موقف الدولة اللبنانية».

وذكرت مصادر الرئيس سليمان أن «لبنان لم يشارك في مؤتمرات أصدقاء سوريا الداعمة للمعارضة السورية، ولم يحضر كذلك الاجتماعات التي عقدت في إيران دعما للنظام السوري»، موضحة أن «لبنان سيواصل اتباع سياسة النأي بالنفس إلى حين بلورة الصورة، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه».

وأشارت المصادر عينها إلى أن «العلاقة مع سوريا هي علاقة دولة بدولة، بمعنى أنه عندما يتغير النظام في أي دولة يتعامل لبنان رسميا مع النظام الجديد الذي يخلف، كما حصل مع مصر على سبيل المثال»، مشددة في الوقت عينه على «وجوب أن لا ننسى أن سوريا ما زالت تعيش صراعا عنيفا ولبنان بتركيبته القائمة؛ نصفه مع طرف، ونصفه الآخر مع الطرف الآخر، لذلك لا يمكن للدولة إلا أن تكون بعيدة عن هذا الصراع».

من ناحيتها، سارعت قوى 14 آذار، على لسان عدد من قيادييها إلى تأكيد دعمها لتوحد المعارضة السورية، فأشاد رئيس الحكومة السابق، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري بـ«تشكيل ائتلاف المعارضة السورية الذي يمثل الخطوة الأساس والصحيحة لاستكمال مسار الثورة الشعبية السورية لتحقيق هدفها النهائي في إسقاط نظام بشار الأسد القاتل لشعبه والمدمر لبلده».